ما أهداف زيارة الجعفري الى دمشق؟

ما أهداف زيارة الجعفري الى دمشق؟
الإثنين ١٥ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:٢٥ بتوقيت غرينتش

تكتسب العلاقات السورية - العراقية أهمية خاصة نظرا لموقع البلدين الهام وثقلهما السياسي والاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط والتأثير المتبادل لكل منهما بالواقع السياسي للأخرى بشكل مباشر أو غير مباشر كما لهما اشتراکات تاريخية وجغرافية واجتماعية.

العالم – تقاریر

في زيارة وصفت بـ"المفاجئة" وصل وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري أمس الأحد (14 تشرين الأول 2018)، إلى العاصمة السورية دمشق في زيارة رسمية تستغرق يومين على رأس وفد رفيع المستوى بدعوة من نظيره السوري، وليد المعلم.

وفي زيارته الى دمشق يحمل الجعفري في جعبته العديد من الملفات الهامة للبلدين ومن ابرزها التعاون العسكري والسياسي،والتجاري وفتح المعابر، ومحاربة الإرهاب وتطوير العلاقات بين البلدين.

واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الإثنين إبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي الذي يزور دمشق رسمياَ .

وأكد الرئيس الأسد في هذا اللقاء أن الانتصارات التي تحققت على الإرهاب في سوريا والعراق هي انتصارات مشتركة لأن الساحة في البلدين واحدة امتزجت فيها دماء الأبطال الذين صنعوا هذه الانتصارات في كلا البلدين.

أكد المصدر أنه "من المعروف أنّ هناك ملفات واضحة بين العراق وسورية، تخص محاربة الإرهاب والتعاون العسكري والسياسي، والتحالف الرباعي بين العراق وسورية وإيران وروسيا"، مرجحا أنّ "تركز الزيارة على ملف التعاون العسكري".

 

وشدد الرئيس الأسد على أهمية النهوض بالعلاقات التاريخية السورية العراقية وتعزيزها خصوصا على المستوى الشعبي معتبرا أنه على الرغم من الظروف الأمنية التي شهدها البلدان ورغم كل المحاولات الخارجية لمنع تطوير العلاقات الثنائية إلا أنه كان هناك دائما تنسيق على مختلف المستويات وفهم مشترك إزاء ما يحصل في المنطقة والعالم.

وجرى خلال اللقاء بحث آخر التطورات على الساحتين السورية والعراقية والأوضاع الإقليمية والدولية.

الجعفري: الشعب السوري دفع ضريبة مواجهته للإرهاب 

شدد وزير الخارجية العراقي في لقاء جمعه مع نظيره السوري وليد المعلم في دمشق على أن شعب العراق وقيادته "لن ينسيا ما قدمته سوريا لهما في وقت الأزمات".

وقال الجعفري: إن "دول المنطقة والعالم بدأت تتفهم حقيقة الموقف السوري وما يحصل في سوريا.. الشعب السوري دفع ضريبة مواجهته الإرهاب نيابة عن العالم".

أشار الوزير الجعفري إلى أن الظروف الإقليمية والدولية تتغير إيجابيا تجاه ما يحصل في سورية والعراق والسبب في ذلك هو مشروعية القضية التي يدافع عنها الشعبان الشقيقان ما يتطلب العمل من أجل تحقيق المزيد من الانتصارات وتكريسها لنهوض البلدين والمنطقة عموما.

وجدد الجعفري وقوف الحكومة في العراق إلى جانب الشعب السوري في نضاله ضد الإرهاب والإرهابيين.

وبحث الوزيران التنسيق القائم بين سوريا والعراق وجهودهما في مجال مكافحة الإرهاب وضرورة الإسراع بإعادة فتح المعابر الحدودية بين البلدين لتحسين حركة تبادل البضائع وانتقال الأشخاص.

وأوضح الجعفري أن زيارته إلى سوريا مهمة بعد استتباب الأمن والاستقرار فيها بعد انتصارها على الإرهاب، وأضاف: "سوريا تخطت الكثير من الأزمات التي تعرضت لها وصمدت في وجه الإرهاب وحليفها النصر".

وأشار الوزير العراقي إلى أن العلاقات العراقية السورية تاريخية وصلبة وقوية وستبقى كذلك، مؤكدا على أن التنسيق مستمر بين سوريا والعراق في مختلف المجالات وخاصة في مجال الأمن المائي ومن حقهما الاستثمار الأمثل لمواردهما المائية.

من جهته أكّد المعلم أن سوريا لها موقعها في العالم العربي ويجب أن تمارس دورها العربي ومن هذا المنطلق سوريا تستجيب لأي مبادرة عربية أو دولية، مضيفا أن انتصار سوريا والعراق في الحرب على الإرهاب ستستفيد منه جميع دول المنطقة والعالم.

حضر اللقاء وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء السوري وزير الخارجية والمغتربين والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين ومعاون مدير إدارة الوطن العربي في وزارة الخارجية والسفير العراقي في دمشق.

 

الجعفري يريد عودة سوريا الى الجامعة العربية 

وقال الجعفري خلال مؤتمره الصحافي مع نظيره السوري في دمشق انني تحدثت في أروقة الجامعة العربية وحتى في الأمم المتحدة أن سوريا عضو أساسي وضرورة عودتها للبيت العربي.

وأضاف ان سوريا لا ينبغي أن تهمش ولا يستطيع أحد أن يهمشها وأثبتت السنوات الماضية أن سوريا قوية وملتحمة والنتيجة هي أن بيتها هو البيت العربي".

وتحدث الجعفري عن ضرورة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية والبيت العربي" قائلاَ انه "لمسنا استقرارا ظاهرا في المناطق سوريا".

يُذكر أنه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، اتخذ وزراء الخارجية العرب قراراً بتجميد عضوية سورية في جامعة الدول العربية، وذلك بعد أن نشبت الأزمة في سوريا في مارس 2011. 

ومنذ ذلك الحين وحتى الآن لا يزال مقعد سوريا شاغراً، باستثناء القمة التي عُقدت عام 2013 في العاصمة القطرية الدوحة، حينما جلس رئيس ما یسمى بـ «الائتلاف الوطني» السابق معاذ الخطيب وألقى كلمته ممثلاً لمقعد سوريا.

ومثّل تسليم مقعد سوريا في الجامعة العربية إلى ما يسمى المعارضة السورية نقطة خلافية، واعترضت بعض الدول العربية على ذلك بسبب وجود عوائق قانونية أمام ذلك.

فتح المعابر الحدودية بين العراق وسوريا

بحث الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري في دمشق ضرورة تكثيف العمل من أجل فتح المعابر الحدودية بين البلدين، مما يساهم في توسيع آفاق التعاون بينهما.

وأكد ابراهيم الجعفري في هذا اللقاء على أهمية العلاقات التي تربط بلاده بسوريا، واصفا إياها بالإستراتيجية.

كما أشار الجعفري خلال لقائه مع نظيره السوري وليد المعلم في دمشق إلى التنسيق مع سوريا في مجالات عدة، منها السياسة والأمن المائي والاقتصاد، مؤكدا على أن المعابر الحدودية بين البلدين ستفتح قريبا.

أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيره العراقي إبراهيم الجعفري الاثنين أن افتتاح معبر البوكمال المعروف من الجهة العراقية بمعبر القائم، بات "وشيكا".

ويتزامن الإعلان مع إعادة تشغيل معبري القنيطرة مع الجانب الخاضع للإحتلال الإسرائيلي من الجولان ونصيب مع الأردن.

وقال المعلم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الجعفري في دمشق "ننظر الآن في مصلحة الشعبين السوري والعراقي لفتح معبر البوكمال.. في أقرب وقت".

وفي سياق تأكيد العلاقات بين البلدين، أعلن السفير العراقي لدى سوريا والمفوض فوق العادة، سعد محمد رضا، أن بغداد ودمشق بصدد فتح المعابر بين البلدين وخاصة معبر البوكمال- القائم.

وكانت السلطات العراقية أعلنت في يوليو/تموز 2012 إغلاق معبر البوكمال بعد سيطرة المعارضة السورية عليه من الجهة السورية.

وأعاد الأردن وسوريا فتح معبر نصيب الحدودي اليوم الاثنين.

وقال السفير محمد رضا خلال لقائه رئيس مجلس الشعب السوري حموده صباغ في دمشق إن "العراق أنهى تقريبا وجود تنظيم داعش الإرهابي في البلاد"، مشددا على عزم بلاده إعادة إحياء جمعية الصداقة البرلمانية العراقية السورية عقب انعقاد البرلمان العراقي الجديد.

وأشار الدبلوماسي العراقي إلى أهمية إعادة فتح المعابر الحدودية بين البلدين لتعزيز التبادل التجاري، وهو الأمر الذي بحثه الجانبان.

ولفت رضا، إلى أن "فتح المعابر سيؤدي إلى انتعاش الحركة الاقتصادية والتجارية، فالعراق بحاجة إلى الكثير من السلع والبضائع السورية، ورجال الأعمال العراقيون لديهم رغبة حقيقية في دخول السوق السورية".

من جهته، أكد رئيس مجلس الشعب السوري خلال اللقاء، على أن "الشعبين السوري والعراقي يرتبطان بعلاقات متجذرة ومتجددة وهما بمثابة شعب واحد".

بحث خطر الارهاب 

وتأتي زيارة وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري الى سوريا عقب الانتصارات التي حققها البلدان على الجماعات الإرهابية وداعميها وإعادة الأمن الى معظم المناطق بمساعدة محور المقاومة بقيادة ايران.

وفقد تنظيم "داعش" الارهابي مساحات شاسعة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في عام 2017 بعد هزيمته في معركة الموصل على يد القوات العراقية، وقوات الحشد الشعبي، وفقد بعدها عدداً من القواعد العسكرية والمدن في العراق وسوريا.

وبعد استعادة المناطق واحدة تلو أخرى في، أطلق العراق المعركة الأخيرة في الصحراء الغربية الشاسعة في البلاد، ليتم الإعلان في 9 ديسمبر/ كانون الأول 2017 السيطرة على كاملة أراضي البلاد وسقوط دولة الخرافة.

وفي يوم 21 نوفمبر 2017، وجّه قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الاسلامية اللواء قاسم سليماني، رسالة إلى قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي، اعلن فيها نهاية هيمنة شجرة "داعش" الخبيثة بعد إنهاء عمليات تحرير مدينة البوكمال السورية.