نجل خاشقجي.. لغة الجسد والعيون أبلغ من الكلمة!

الأربعاء ٢٤ أكتوبر ٢٠١٨ - ١٠:٢١ بتوقيت غرينتش

لفت رواد مواقع التواصل الاجتماعي النظر إلى هيئة "صلاح"، نجل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل بطريقة مروّعة داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، وذلك خلال استقبال الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان لأفراد من عائلة خاشقجي وتقديم التعازي لهم، في قصر اليمامة بالعاصمة السعودية الرياض.

العالم - تقارير 

بالتدقيق في الصور والفيديوهات التي نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، يتبين أولاً أن "صلاح" نجل جمال خاشقجي ينظر إلى الملك سلمان وولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعين مِلؤها الكراهية والغضب إذ إن جثة أبيه جمال لم تسلّم بعدُ لعائلته مما يعزز الشكوك بتصفيته في القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية.

والنقطة الثانية التي تلفت الإنتباه في هذا اللقاء أن الثياب التي يلبسها صلاح خاشقجي ليست "مكوية" وهو جاء للقاء الملك سلمان وولي العهد السعودي للتعزية بوفاة أبيه. وتطرق النشطاء ورواد شبكات التواصل الإجتماعي لهذه النقطة حيث أكدوا أن أجهزة الأمن السعودية أجبرت صلاح خاشقجي على لقاء الملك وإبنه، وصلاح أُحضر إلى قصر اليمامة بالإكراه للتخفيف عن الضغوط المتزايدة التي تتعرض لها السعودية إثر مقتل جمال خاشقجي بالقنصلية السعودية بتركيا في اليوم الثاني من أكتوبر 2018.

والنقطة الثالثة أن الحارس الشخصي للملك سلمان قد وضع يده على مسدسه طيلة اللقاء ولا يرفع يده عنه إستعداداً لأي حادث قد يقع من قبل أي من أفراد عائلة جمال خاشقجي مما يؤكد أن السلطات السعودية تعرف مدى السخط والمقت الذي أثاره مقتل خاشقجي عند عائلته، فضلاً عن المجتمع الدولي.

ويجدر الإشارة إلى قول "راف سانشيز" المراسل الخاص بالشرق الأوسط في صحيفة ديلي تلغراف حيث كتب أن نجل خاشقجي أُستدعي للقصر لمصافحة رجل متهم بقتل والده، في إشارة إلى ولي العهد السعودي الذي أصبح بعد مقتل خاشقجي يلقب بـ"أبو المنشار" إذ تقول التقارير إن خاشقجي قطّعت أعضاؤه بمنشار كبير أحضره فريق الإستخبارات السعودي إلى القنصلية السعودية بإسطنبول لهذا الغرض.

وهنا نذكر بعضاً من التعليقات التي كتبها رواد شبكات التواصل الإجتماعي رداً على اللقاء الذي لا يزال مثيراً للجدل :

علّقت "غادة العمري" : العزاء أن تذهب تعزّي أهل المتوفى، لا أن يأتون إليك لتعزيتهم. أما القتل عند آل سعود أن تأتي بأبناء من قتلت وعيونهم تقول (لعنة الله عليك). ونظرات الغضب تختنق في عيونهم. قاتلكم الله. تقتلون الأب وتقمعون أبناءه. لعنة الله عليكم.

وفي إشارة إلى الحارس الشخصي للملك سلمان الذي لم يرفع يده عن مسدسه المربوط بفخذه اليمنى لحظة واحدة خوفاً من إمكان إقدام أي من أعضاء عائلة خاشقجي على التعرض للملك أو إبنه، كتب "سامي": البندقية في الرأس أو تهديد بالأولاد. الكل يقوم بأي شيء. لأنت تدعم المجرم لن تحس أو تعرف هذا الشعور.

وكتب مغرد بإسم "أمادو كانو" تعليقاً على دعوة أو بعبارة أصح إجبار عائلة خاشقجي على لقاء سلطات قصر اليمامة : يقتلون القتيل ويمشون في جنازته. ألا يخجلون. هذا أمر مؤسف جداااا... السعودية ومكانتها العالية تفعل هذه الأشياء الدنيئة. اللهم سلّم.

وكتب مغرد أخر يقول صورة تثبت انهيار #محمد_بن_سلمان شاهدوا انحناء ظهر #بن_سلمان ونظرات الانكسار والخوف في عينه وانظروا الى وقفة وشموخ ابن #جمال_خاشقجي وطريقة السلام

وكتب مغرد آخر يقول: قطاع الطرق.. يقتلون القتيل ويمشون في جنازته.. انظروا الذلة و... في وجوه القتلة الجناة.. سلمان.. وابنه "ابو منشار".. وانظروا الى صاحب الدم.. ولي الدم.. (ابن جمال خاشقجي) كيف يقف رافعا هامته ينظر بخزر للقتلة المجرمين....

الكاتب الصحفي القطري عبد العزيز آل إسحاق قال في تغريدته "وكأني أرى صلاح بن جمال خاشقجي يقرأ في قلبه: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّم خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا".

وكتب مغرد وكتب الصحفي علي باكير في شبكة تويتر : أنظروا إلى ثياب صلاح وخاصة في الدائرة الحمراء، من غير العادة أن يُجري شخص لقاء بحالة الثوب الذي يرتديه صلاح. ذلك يعني إما أنهم إستعجلوه في الحضور لخدمة العلاقات العامة وإما أنه تشاجر معهم قبل أن يجلبوه.

وعلّق الكاتب حسن حسن : إن ذلك قد يعني أن صلاح لم يجد وقتاً للتهيؤ إلى القصر وإلا فإن ذلك سيكون أمراً غريباً.

وكتب الصحفي "خيرالدين الجبري" معلقاً على الحالة التي لقي بها صلاح الملك سعودي وولي العهد، قائلاً: إن الصورة تشرح نفسها. الخوف في عيون القاتل، والنار في عيون إبن المقتول.. هذا المشهد الموجع لـ"صلاح" يذكّرني بما قاله يوماً الشاعر توفيق زياد:

برودة الجليد في أعصابنا

وفي قلوبنا جهنم حمرا

وكتب المغرد "روت راديكال" : إن الشاب يبدو خائفاً جداً، هل أجبروا العائلة على القيام بذلك لصالح ولي العهد محمد بن سلمان؟

و كتب مغرد بإسم "مطبات" : شوف يده (صلاح خاشقجي) كيف مرتخية وهو يصافح غصباً عنه (قاتل والده). عقله الباطن رافض أن يسلّم عليه ويصافحه ويصفح عنه.. إبن القتيل مجبور أمام الإعلام أن يصافح القاتل.. (قمة القهر والذل).

وكتبت مغردة بإسم "أم الغالي" : عين "صلاح" حزن وخوف من قاتل أبيه وعين السفاح تقول يا ويلك إن تكلمت. حسبنا الله ونعم الوكيل.

وطالب نشطاء ومغردون على مواقع التواصل الاجتماعي برفع حظر السفر عن أبناء جمال خاشقجي، والسماح لهم بمغادرة السعودية.

وكانت الصحفيّة في "واشنطن بوست" كارن عطية قد غردت في حسابها على تويتر قائلة إن زميلها جمال خاشقجي عندما كان على قيد الحياة أخبرها أن أكثر ما يحزنه هو فرض السلطات السعودية حظر سفر على أبنائه بعد أن التحق بصحيفة واشنطن بوست وبدأ الكتابة فيها.