الهندي: مسيرات العودة لن تتوقف قبل تحقيق هدفها

الهندي: مسيرات العودة لن تتوقف قبل تحقيق هدفها
الخميس ٢٥ أكتوبر ٢٠١٨ - ١٢:٣٩ بتوقيت غرينتش

أكد محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الخميس، أن هدف مسيرات العودة وأساسها هو كسر الحصار عن قطاع غزة بالكامل، مشيراً إلى أن المسيرات لم تحقق أهدافها بعد، ومايجري حالياً هو وعود فقط لكن لم يرَ الشعب الفلسطيني منها على الأرض شيئاً.

العالم - فلسطين المحتلة

ودعا الهندي في حديث لإذاعة القدس، في ذكرى اغتيال واستشهاد مؤسس حركة الجهاد الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي، إلى المشاركة الفاعلة في مسيرات العودة وكسر الحصار يوم غدً الجمعة، نافياً أن يكون قد تم تخفيض مسيرات العودة.

وقد أكد الهندي، أن الشهيد الشقاقي ترك أثراً كبيراً بفعل الرصاصات الغادرة، حيث  توهمت "إسرائيل" أنها باغتيال مؤسس حركة الجهاد الإسلامي يمكن أن تنهي الحركة، مشدداً على أن هذه الرصاصات الغادرة حولت الشقاقي إلى رمز وطني، بل إلى ثائر إسلامي امتد تأثيره إلى أقطار العالم العربي والإسلامي جميعاً.

واعتبر أن الرصاصات الغادرة حولت حركة الجهاد الإسلامي إلى قوة  لا يمكن تجاوزها، في الشارع والواقع الفلسطيني، كذلك في الواقع الإقليمي لا يمكن تجاوز حركة الجهاد، بفعل هذه الرصاصات الغادرة التي أطلقتها "إسرائيل" على الشقاقي.

ورأى الهندي، أن نبوءة الشهيد الشقاقي، عن السلام المسوم والمدمر الذي يريد أن يصادر الحقوق والثوابت الفلسطينية، تحققت، مستذكراً حديث الشقاقي عن السلام وأوسلو وهو يقول أن هذا السلام أعطى الأرض للعدو وأعطى السلام للعدو والتطبيع والهرولة للعدو، وأعطانا الرصاص والحصار والرصاص المصبوب والأشلاء للشعب الفلسطيني، وهو الوهم الذي ساقته لنا أوسلو.

وطالب عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد بتقييم هذه المسيرة، وتقييم ما وصفه بالوهم الكبير الذي أخذ المنطقة والشعب باتجاه الهرولة والتطبيع مع "إسرائيل" على حساب الحقوق الشرعية لشعبنا الفلسطيني وأرضه.

وقال:"لازالت السلطة تعيش أوهام هذا الخيار والسلوك والمؤامرة التي تحيط بالشعب الفلسطيني، نتيجة هذا المسار والمقامرة التي فرضت على شعبنا في أوسلو.

وذكَر الهندي، بأن اغتيال الشقاقي كان مبررها عملية "بيت ليد"، لكن هذه الرصاصات جعلت بيت ليد تتمدد إلى "ديزنقوف" و"الخضيرة"، و"العفولة"، وكل مكان وصلت له أيدي المجاهدين والاستشهاديين، وتمددت من صلاح شاكر وأنور سكر إلى هنادي جرادات وكل الاستشهاديين الذين ضربوا العدو في قلبه.

وأوضح د. الهندي، أنه في ظل التموجات التي تميج بالمنطقة يستقر شعبنا الفلسطيني، وتستقر الحركة على برنامج فكري سياسي مقاوم ثابت يستجيب لكل التحديات، وهذا الاستقرار بفعل هؤلاء القادة والشهداء، والمقاومين والذين ينتظرون الاستشهاد على درب الشهادة والمقاومة.

ولافت إلى أن الشعب الفلسطيني استقر ناهضاً، من ركام الحصار والتجويع، ليعلم الناس درس التضحية، ومسيرات العودة تعليم للمنطقة والناس أن المواجهة مع "إسرائيل" هي الأساس.

وقال الهندي:"من يتوهم أن الشراكة مع العدو هي التي تجلب له الاستقرار والحقوق هو واهم، ورأينا المسار الذي بدأ في أوسلو وقبله، ووصل لنهايات مأساوية على الشعب الفلسطيني وأصحاب الخيار، لكن الشعب الفلسطيني الذي ينهض في مسيرات العودة هو الذي يقرر مستقبل هذه المنطقة والشعب والقضية، هذا درس الفداء والمقاومة، أما هؤلاء أسرى السلام المدنس فغارقون في الفشل والأوهام والصراعات".

وبخصوص مسيرات العودة، شدد الهندي على أن مسيرات العودة مستمرة، لأنها مسيرات الشعب الفلسطيني، وليست مسيرات تنظيمات هنا وهناك، بل التنظيمات هي ترعاها وتساعدها.

وأوضح أن هذه مسيرات شعب بأكمله قرر أن ينهض ويواجه العدو رغم الحصار المرير والألم والتجويع، وهذه الانتفاضة والمسيرات لها أهداف محددة، مؤكداً أن كل الضغوط التي تمارس لوقفها قبل أن تحقق أهدافها سوف تفشل.

ودعا الهندي، للمشاركة بكثافة يوم غدٍ الجمعة، قائلاً: "المسيرات لم تحقق أهدافها بعد، وليس هناك إلا وعود سمعناها في الأوقات السابقة، ونحن نريد أن نرى أشياء على الأرض، والقضية ليست قضية سولار القطري أو زيادة مساحة الصيد، بل نريد كسر الحصار بالكامل وهو أساس في هذه المسيرات.

وفي سؤال حول تهديدات الاحتلال لقطاع غزة، أكد الهندي أن "إسرائيل" تُهدد، وسبق أن هددت، واصفاً هذه التهديدات بالمتناقضة، وقال :"نسمع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء يتناقض مع أفيغدور ليبرمان، ونفتالي بينت، وكلها أصوات تريد أن تسيس مسيرات العودة ومستوطنات غلاف غزة،  للاستخدام الحزبي".

وتابع: نحن نعرف أن "إسرائيل" ليس من مصلحتها الخروج بحرب على غزة، طالما لا يوجد هدف سياسي، فلا يوجد لـ"إسرائيل" هدف واضح للقيام بحرب على غزة لتحقيقه، فقد فشلت 3 مرات في الحرب على غزة في تحقيق أهدافها، رغم استخدامها أسلحة جديدة جربتها في قطاع غزة".

وعن الحديث الدائر حول التهدئة قال الهندي:"لا نتحدث عن اتفاق تهدئة بل وضع ميداني محدد، فإذا رفع الحصار عن غزة، فهناك وسائل على الميدان تستقر بشكل وآخر، لفترة معينة، لكن النضال والجهاد مستمر حتى تحقيق أهداف شعبنا ليست في غزة وحدها بل حتى التحرير الكامل.

وعن الوضع الداخلي الفلسطيني، وعلى صعيد ذكرى استشهاد الشقاقي، أوضح الهندي أن الشقاقي كان يؤمن بوحدة الجبهة الداخلية على أساس الوحدة على خيار المقاومة والجهاد، قائلاً:"نحن تفرقنا عندما أصبحنا أسرى للأوضاع الإقليمية الدولية، التي أرادت أن تفرض على الشعب الفلسطيني سياسيات معينة التي تبناها البعض الفلسطيني، وهو بما عرف باتفاقية السلام التي وصلت لطريق مسدود نهائي.

ونوه إلى أن الشقاقي كان يؤكد أن الحوار الداخلي هو أساس لبناء علاقات متوازنة وهذا الحوار هو هدف تحقيق الثوابت الفلسطينية، وتحقيق الأهداف الفلسطينية.

وأضاف:"نحن دائماً نتوحد في المقاومة والجهاد ولا نتوحد في خندق المساومات وهذا ما فرقنا"

ودعا، السلطة وحركة فتح، لكلمة سواء، لتقييم المسيرة من أجل الالتقاء على أهداف محددة لتحقيق الحد الأدنى للمطالب الفلسطينية.

وقال:"لا يمكن أن نبقى نسير من فشل لفشل ونبقى شركاء مع هذا العدو، فالشراكة تبنى في الداخل ولا تبنى في الخارج، والعلاقة مع العدو طالما يحتل ويشن الحروب، فأساس العلاقة هي المقاومة".

وتابع:"الأساس في العلاقة الداخلية هي الحوار، حتى نصل إما لساسة واضحة مشتركة تمثل الحد الأدنى من السياسة المتفق عليها أو نصل لمرجعية وطنية فلسطينية نحتكم إليها إذا اختلفنا".

وجدد دعوته، لإعادة لبناء منظمة التحرير الفلسطينية، لتصبح مرجعية للجميع وفق الاتفاقات التي اتفق عليها سواء في القاهرة 2005، أو بيروت 2017، ومرجعية تدخل فيها حماس والجهاد، حيث تصبح تعكس القوى الموجودة على الأرض، وليس تعكس قوى أو موازين قوى كانت موجودة في ستينات القرن الماضي، ومنظمة هدفها تحرير فلسطين وليس هدفها أن تستدعى من أجل التوقيع على اتفاقيات فاشلة ليس لها أساس.