هل كان يريد بن سلمان تعليق رأس خاشقجي على بوابات الرياض؟

هل كان يريد بن سلمان تعليق رأس خاشقجي على بوابات الرياض؟
الخميس ٢٥ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:٤٩ بتوقيت غرينتش

لا تزال قضية الصحفي السعودي المغتال جمال خاشقجي تتصدر الأجندة العالمية، بعد أن أصبحت فضيحة عالمية بسبب الطريقة البشعة التي قتل بها داخل حرم دبلوماسي ويوما بعد يوم يضيق الخناق على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي تشير جميع الأدلة والقرائن إلى تدبيره استدراج خاشقجي واغتياله داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر الجاري.

العالم - السعودية

بيان سعودي جديد بشان مقتل خاشقجي

أدلى النائب العام السعودي، اليوم الخميس، ببيان جديد، بشأن قضية مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول واكد بأن المشتبه بهم في قتل خاشقجي أقدموا على فعلتهم بنية مسبقة.

وأضاف: النيابة تواصل تحقيقاتها مع المتهمين في ضوء ما ورد من معلومات من فريق العمل المشترك.

وكانت السعودية قد أعلنت منتصف الأسبوع الفائت تورط 18 مواطن سعودي في عملية مقتل خاشقجي في قنصليتها باسطنبول.

بن سلمان يترأس اجتماع للجنة هيكلة الاستخبارات السعودية

وترأس بن سلمان، الخميس، أول اجتماع للجنة إعادة هيكلة الاستخبارات العامة السعودية، الذي جاء بتكليف ملكي عقب إقرار الرياض بمقتل خاشقجي، داخل قنصليتها بإسطنبول.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن بن سلمان، ترأس اليوم الاجتماع الأول للجنة.

واستعرضت اللجنة، وفق المصدر السابق خطة الإصلاح بما في ذلك تقييم الوضع الراهن في ضوء أفضل الممارسات وتحديد الفجوات خاصة .

وناقشت الهيكل التنظيمي لرئاسة الاستخبارات العامة، والأطر القانونية والأنظمة المعمول بها، والسياسات والإجراءات والحوكمة، وآليات الاستقطاب والتأهيل .

واتخذت اللجنة التوصيات اللازمة حيال ذلك، فيما ستواصل اجتماعاتها إلى حين استكمال أعمالها، وفق المصدر السعودي، دون تفاصيل.

مديرة سي آي أية اطلعت على "الدليل" بقضية خاشقجي

من المقرر أن تطلع مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) جينا هاسبل اليوم الخميس ترامب على محتوى تسجيل صوتي استمعت إليه في تركيا بخصوص التورط السعودي في قتل خاشقجي.

وكانت هاسبل استمعت خلال زيارتها لتركيا إلى تسجيل صوتي "لاستجواب خاشقجي وقتله.

وذكرت الصحيفة أن ذلك يجعل عضوا أساسيا بحكومة ترامب مطلعا على الدليل الذي تستخدمه أنقرة لاتهام السعودية بتدبير جريمة قتل متعمدة.

ونقلت واشنطن بوست عن مصدر قوله إن "التسجيل الصوتي دامغ، ومن شأنه أن يضاعف الضغط على الولايات المتحدة من أجل محاسبة السعودية على مقتل خاشقجي".

وكذلك أوردت قول المسؤول السابق بالاستخبارات الأميركية بروس ريدل إن الضغط لن يكون إعلاميا بعد اليوم، ولكن الكونغرس سيستدعي هاسبل ليسألها عما سمعته بالضبط.

وأجرت مديرة "سي آي أي" الثلاثاء زيارة قصيرة لتركيا بعد أيام من مطالبة الرئيس ترامب أنقرة بإطلاع الأميركيين على الأدلة التي جمعتها.

مشرعون أمريكيون يدرسون حظر الأسلحة للسعودية

وقال عضو مجلس النواب الأمريكي جيمس مكجفرن إن مجموعة من المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين طرحت مشروع قانون في المجلس من شأنه أن يوقف معظم مبيعات الأسلحة للسعودية ردا على مقتل خاشقجي.

ويتيح المشروع للرئيس دونالد ترامب أن يطلب استثناءات من حظر بيع الأسلحة إذا قدم هو أيضا تقريرا عن تحقيق أمريكي بشأن أي شخص ضالع في مقتل الصحفي جمال خاشقجي الحاصل على إقامة دائمة في الولايات المتحدة.

ويشمل المشروع حظرا على المساعدة في مجالات الأمن والمخابرات والتدريب والعتاد لكن لا يمتد إلى أنشطة متعلقة بحماية المواقع الدبلوماسية التابعة للولايات المتحدة أو الدبلوماسيين الأمريكيين.

وتسرع إدارة ترامب وصناعة الدفاع الأمريكية الخطى لإنقاذ الصفقات الفعلية القليلة ضمن حزمة أسلحة للسعودية قيمتها 110 مليارات دولار جرى الترويج لها كثيرا مع تنامي المخاوف بشأن دور قيادة المملكة في مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول.

قرار أوروبي لتدويل التحقيق بمقتل خاشقجي

صدق البرلمان الأوروبي اليوم الخميس على قرار يدعو إلى فتح تحقيق دولي محايد، يبين ملابسات مقتل خاشقجي، كما دعا القرار إلى فرض حظر أوروبي على بيع الأسلحة للسعودية.

ويدين القرار تعذيب خاشقجي وقتله، ويدعو السعودية إلى الكشف عن مكان جثته، كما دعا القرار الدول الأوروبية إلى "الوحدة وفرض حصار على صادرات الأسلحة للسعودية".

واستبعد القرار أن تكون العملية نفذت دون تدبير أو معرفة بن سلمان. ودعا أيضا إلى الاستعداد لفرض عقوبات على المسؤولين عن مقتل خاشقجي، تشمل تجميد الأموال والمنع من السفر.

ودعا البرلمان الأوروبي الدول الأعضاء إلى طرح مسألة عضوية السعودية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خلال الدورة المقبلة المقررة في الخامس من الشهر المقبل.

تركيا تتحدث عمن أعطى الأوامر بقتل خاشقجي

جدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الخميس، مطالبة الرياض بالإفصاح عن الجهة التي أصدرت الأوامر للفريق السعودي المشتبه بقيامه بقتل خاشقجي.

وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي في أنقرة: "الرئيس أردوغان وجه أسئلة حول مقتل خاشقجي، لم نحصل على رد عليها، وأهمها من أعطى الأوامر لفريق السعوديين الذي جاء لتنفيذ القتل في إسطنبول".

وتابع أن "جثة خاشقجي لم يتم العثور عليها بعد رغم التحقيقات مع الموقوفين في السعودية"، مضيفا أن "عائلة الصحفي تريد معرفة هذا الأمر، ويريدون دفن والدهم..فهذا أمر إنساني ويجب مراعاته".

مملكة ما قبل وبعد خاشقجي

واهم من يعتقد أن حكاية خاشقجي ستنتهي عند ظهور الملك سلمان ومعه ولي العهد مستقبلا في قصر اليمامة افراد من عائلة الضحية وبينهم ابنه البكر لتقديم التعازي له بعد التطورات المتسارعة التي عرفتها جريمة اغتيال الصحفي السعودي الذي ستسجل نهاية واحدة من أفظع عمليات الاغتيال التي جمعت أبشع ما تضمنته روايات وافلام الرعب البوليسية مع اختلاف مهم وهو أن الامريتعلق في قضية الحال بجريمة حقيقية عنوانها الغباء المستعرب تعرب بثوب  الطغيان وفق ما أرخ له العلامة ابن خلدون بأن “كل سلطة مطلقة مفسدة مطلقة “…

الواقع أيضا أنه وكما في كل جرائم الاغتيال السياسي أن السؤال سيظل دوما من اصدر الأوامر بتنفيذ الجريمة ومن مول وخطط لان أداة التنفيذ تبقى دوما “العبد المأمور” حتى عندما يتعلق بابشع ما يمكن للعقل البشري عندما يبلغ درجة التوحش اقترافه. ربما اعتقد الكثيرون بأن منفذ أو منفذي جرائم الاغتيال لا يتحركون الا بما يتلقونه من أوامر ولكن ذلك قد لا ينفي أيضا ذهاب البعض الى أبعد من كل الأوامر اعتقادا منهم بأنهم يرضون أسيادهم.

اذا كان خاشقجي يشكل خطرا على النظام السعودي في حياته فان الخطر تضاعف بعد موته وسيظل لعنة تلاحق كل من سيتضح أن له علاقة بالجريمة التي يبدو أيضا أنها ستكون قابلة للاستثمار والابتزاز من جانب أكثر من طرف مستفيد مما حدث والأكيد أن من يملك أكثر تفاصيل واكثر ادلة أو ربما تسجيلات عن الجريمة سيكون الاقدر على مواصلة لعبة الابتزاز ودفع السلطات السعودية الى تجنب افشاء المزيد من تفاصيل العملية التي وضعت المملكة راعية المقدسات الاسلامية في موقع لا تحسد عليه .

ولاشك أن ظهور ولي العهد السعودي لبعض الدقائق بالأمس على هامش انعقاد المؤتمر الاقتصادي “دافوس الصحراء ” لن يساعد في تلميع الصورة. بل ان في تصريحات الرئيس الأمريكي بالأمس بأن “السعودية قامت بأسوا عملية تستر” ما يعري الكثيرين ولكن أيضا ما يعني صراحة أن العقلية الامريكية لا تعنيها كثيرا عملية الاغتيال بقدرما يعنيها الغباء الذي أحاط بالعملية وسوء الإخراج الذي أقدم عليه الجناة.

وهو ما يعني أن جرائم الاغتيال وعمليات التصفية لن تنتهي من الوجود وستستمر طالما استمرت الصراعات حول السلطة واستمر معها  حياكة الموامرات داخل القصور ملكية كانت أو جملوكية.

ومع تعدد المواقف وردود الأفعال الدولية لا سيما الأطراف المعنية بالجريمة بشكل مباشر وهي تركيا التي وقعت العملية على أراضيها حتى وان كانت القنصلية تتمتع بالسيادة وفقا للقانون الدولي ولاتفاقيات فيانا التي تحدد علاقة السلطات الرسمية بالسفارات والقنصليات الأجنبية فان المفاجات ليست قريبة من نهايتها. وكما ظل الرئيس التركي اردوغان يراوح بين التلميح والتهديد ويعتمد سياسة الضخ قطرة قطرة لما بين يديه من معلومات او تفاصيل حول الجريمة فان الرئيس الأمريكي ظل يراوح بدوره بين إرضاء الرأي العام في الداخل حينا و بين عدم التخلي عن الحليف السعودي على الأقل ليس قبل أن يقول الكونغرس كلمته.

ترامب الذي ظل يتبع سياسة التريث ورفع شعار” كل مجرم بريئ حتى تثبت الإدانة “في انتظار مزيد المعلومات حول وقائع الجريمة بما يجنبه تحمل تداعيات أي تصريح أو موقف لا مع السلطات السعودية و لكن و هذا الأهم إزاء بعض أعضاء الكونغرس والمؤسسات الإعلامية الامريكية يضع نصب عينيه ما توفره له الصفقات العسكرية وغير العسكرية مع المملكة من أرباح للاقتصاد الأمريكي ومن استثمارات ومن فرص عمل غير مسبوقة.

طبعا لعبة الصفقات والمصالح لا تتوقف عند الرئيس الأمريكي الذي يحسب له على الأقل أنه اختار الصراحة الوقحة على اعتماد لغة الرياء والنفاق السياسي لبقية الدول الغربية التي ما انفكت تلوح بعقوبات سيتم اللجوء اليها في حال ثبوت تورط السلطات الرسمية في جريمة القتل التي انطلقت من مرحلة كشف المعلومة قطرة- قطرة الى مرحلة المعلومات الجارفة والتي ما انفكت تؤشر باصبع الاتهام الى اطراف مقربة من بن سلمان والذي كان وحتى وقت قريب يروج له في مختلف المنابر على أنه المستقبل الواعد للملكة ورجل الإصلاحات غير المسبوقة في محاربة الفساد المستشري بين افراد العائلة الملكية والانتصار لأول مرة لحق المراة في السياقة وغير ذلك من الإصلاحات المجتمعية التي تسعد القادة في الغرب وهو ما جعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يختار العاصمة السعودية الرياض لتكون محطته الخارجية الأولى بعد انتخابه ليعلن منها في البداية ودون توضيح عن صفقة القرن التي قال انها ستنهي أطول ازمة عرفها الشرق الأوسط .

وليس من الواضح كيف ستكون علاقات المملكة بالرئيس الأمريكي بعد مقتل خاشقجي والأكيد ان حجم الارتدادات سيكوم مدويا وأنه سيكون هناك مرحلة ما قبل وما بعد قتل خاشقجي وان كان الابتزاز سيد المشهد بين الرياض وواشنطن فان الأرجح ان الامر سيكون اشد في المرحلة القادمة وان هناك تفاصيل ارتبطت بالعملية تستوجب الصمت وتجنب مزيد الاحراجات التي هزت المملكة حتى الان.

انتظرت الرياض ثمانية عشر يوما لتعلن مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده التي يفترض أنها المكان الأكثر أمنا لاي مواطن في الخارج وتعترف بأن الموت نجم عن “القتل الخطأ ” وهذه في الواقع العبارة الأكثر تداولا في مختلف تجارب الأنظمة الدكتاتورية في التعامل مع معارضيها والتي غالبا ما تعلق جرائم الاغتيال السياسي الى تبادل للعنف أثناء التحقيقات في المراكز الأمنية والى هنا كان يمكن أن تمر عملية تصفية خاشقجي ككل الجرائم التي سجلها العالم لولا أن غباء منفذي العملية دفعهم للتخلص من اثار الجريمة ببشاعة وربما تم تسجيل أطوارها بطريقة غير معلومة .

وربما يملك رجل الاستخبارات ماهر مطرب وصلاح طبيقي وبقية مجموعة الخمسة عشرة خبير الذين حلوا باسطنبول على متن طائرتين خاصتين بقية أطوار الحكاية التي لم تبدأ بعد .

هل كانوا يرغبون بتعليق رأس خاشقجي على بوابات الرياض؟

يقول الصحفي خالد الجيوسي في صحيفة راي اليوم ان المشهد المتعلق بخاشقجي، الذي نقلته وكالة رويترز اشبه إلى المسلسلات التاريخية، ولا نعلم حقيقة من كان يشاهد هذا المشهد الدموي عبر مكالمة السكايب أهو المستشار للملك السعودي المعفى من منصبه سعود القحطاني فعلا، أم ولي العهد السعودي، والذي كما تقول رويترز قام بتوجيه الشتائم المقتول، ومن ثم أمر رجاله الخمسة عشر رجلا بجلب رأسه، أو كما تردد بأنه قال لهم: “جيبولي راس الكلب”، أي بعد قطعه للعاصمة الرياض.

جلب الرأس إلى العاصمة الرياض، يذكرنا بالتأكيد، بقصص الخلافة الإسلامية، وتقطيع الرؤوس الذي كان يطال المعارضين لهذا من شعراء وفرسان، أو الواقعين تحت “فتح” ذاك، فتجد رأس زعيم هذه المدينة أو خليفتها جسده في مكان، ورأسه على أسوار المدينة، ليكون عبرة لمن لا يعتبر، ودلالة على قوة هذا “الفاتح” المغوار الذي فرض حكمه بحد السيف، وربما بفارق بسيط أن رأس خاشقجي لن يعلق على بوابة الرياض، لكنه بالتأكيد بات عبرة ورعبا للجميع، فهذا هو الحال مع المسالمين، فكيف بغيرهم؟

لعل عائلة “المغدور” لا تعرف مكان جثة عزيزها خاشقجي، وعليه لن تطالب بأن يترجل رأسه عن المكان الذي علق فيه، كما طالبت إحداهن بأن يترجل رأس ابنها المقطوع قائلة وهي تخاطب الخليفة: “أما آن لرأس هذا الفارس أن يترجل”، وقد كان قد ترك رأسه على بوابة المدينة لأشهر، وهو ما زاد من ألم ونحيب المرأة التي طالبت بدفن رأسه.

لا نعلم ما هو السر الدفين، أو الفعلة اللعينة التي ارتكبها خاشقجي، حتى “يؤمر” بجلب رأسه “المقطوع” إلى العاصمة الرياض، وبغض النظر من هو المسؤول المباشر عن ذلك، لكن إن كنا نريد معرفة أسرار هذا الحقد الدفين، والخصومة الواضحة، علينا أن نتأمل جيدا في صورة “تعزية” الأمير بن سلمان لابن المغدور جمال خاشقجي وثوب الأخير غير المكوي، ومصافحته له، فلعلها تحمل عنوان “القاتل وابن القتيل”، ولعله يقول لولي العهد: “بتقتلوا القتيل.. وبتمشوا بجنازته”.. أعيدوا التمعن جيدا في عينيهما فهي تحمل الكثير الذي لم يقال.