ماذا وراء المزاعم الدنمارکية ضد ايران؟

 ماذا وراء المزاعم الدنمارکية ضد ايران؟
الأربعاء ٣١ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:٤٣ بتوقيت غرينتش

بين حين وآخر تتجدد الاتهامات والمزاعم العارية من الصحة ضد الجمهورية الإسلامية الايرانية، وأحدث هذه المزاعم ما وجهته حکومة الدنمارك يوم الثلاثاء الی ايران من تهم بالتخطيط لهجوم أحبطته، واثر ذلك قامت باستدعاء سفير إيران لدی کوبنهاغن.

العالم- تقارير

وفي موقف عصبي يبعد کل البعد عن التأني والحکمة هدد وزير الخارجية الدنماركي سامويلسين بأن "تدابير بحق إيران سيتم بحثها داخل الاتحاد الأوروبي". ولقيت هذه المزاعم السخيفة آذانا صاغية عند رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التي أكدت دعمها للدنمارك في هذه القضية.

وبالطبع واجهت هذه المزاعم السياسية والمغرضة تصريحات صارمة للمسؤولين الإيرانيين وأثار ردود أفعالهم. فقد فند المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي هذه الاتهامات واعتبرها مؤامرة يحاول الاعداء من خلالها التأثيرعلى العلاقات المتنامية بين ايران والاتحاد الاوروبي في ظل الظروف الراهنة. کما تم استدعاء سفير الدنمارك الى الخارجية الایرانية لابلاغه احتجاج ايران الشديد على مواقف سياسية واعلامية مستعجلة لعدد من المسؤولين الدنماركيين. واكد قاسمي ضرورة الادارة المدروسة للتطورات محذرا من التداعيات السلبية الناجمة عن الممارسات غير المدروسة والاستفزازية.   

کما طالب الرئيس روحاني باجراء تحقيق فوري في القضية وشكك مكتبه في اثارة مثل هذا الموضوع قبل ايام من مناسبة الثالث عشر من آبان (الرابع من تشرين الثاني) يوم كقارعة الاستكبار العالمي كما لفت الى ان البعض يسعى الى تعتيم الاجواء بين ايران واوروبا.                

والطريف في الأمر أن تاتي هذه المزاعم بعد ما تاكيد طهرانُ ان الدنمارك وهولندا وبريطانيا تستضيف بعض الإرهابيين ممن تحمّلهم إيران مسؤولية الاعتداء الاخير علی المواطنين والقوات المسلحة الايرانية في مدينة اهواز.

وأما وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو فقد حاول ان يصطاد في الماء العکر وفي موقف يفتقر الی الحکمة والموضوعية ويکشف عن مدی ارتباکه وحقده السافر ضد ايران هنأ الدنمارك باعتقال "قاتل" تابع لإيران حسب ادعائه. ودعا حلفاء الولايات المتحدة إلى "مواجهة تهديدات إيران للسلام والأمن"، على حد زعمه. 

کما حاولت ربيبتها اللامشروعة أکبر راع للارهاب الدولي "اسرائيل" أن توفر لنفسها شيئا من المصداقية والشرف بعد ما منيت به من هزائم في المنطقة وبعد ما قامت به من جرائم بشرية کثيرة طوال السبعين عاما الماضية فأفادت بعض صحفها بأن الموساد الإسرائيلي لعب دورا محوريا في إحباط الخطة المزعومة في الدنمارك.                                                               

ولا شك في أن ما يحدث اليوم هنا وهناك انما هو مخطط مدروس ضد ايران وتلفيق تهم. فالولايات المتحدة وحلفاؤها يحاولون النيل من ايران بشتى السبل عبر هذه الذرائع وسبق أن قاموا مرارا بمثل هذه المخططات، في محاولة یائسة منهم لتضييق الخناق على ايران اکثر من ذي قبل و ليزيدوا العزلة على ايران ومضاعفة العقوبات الإقتصادية ضدها.

لکن ايران عصية علی الخنوع والذل وهي في غنی تام عن ترسيخ وجودها في المنطقة والعالم من خلال اللجوء الی الارهاب والقمع. لأنها لديها سياسة مبدئية قائمة علی الحوار والاعتراف بالآخر وارساء الأمن والسلام والاستقرار. وهي تأبی کسابق عهدها أن تدخل نفسها في سجال مع العالم لا سيما في هذا الوقت الذي تحقق فيه مکاسب سياسية باهرة ضد أعدائها وتبحث عن شركاء لها في أوروبا خاصة، وتثبت للعالم أحقيتها بالاحترام والتبجيل والالتزام بالمواثيق الدولية.  

* د.نظري