تقارب إسرائيلي عربي لمواجهة إيران والمقاومة الفلسطينية

تقارب إسرائيلي عربي لمواجهة إيران والمقاومة الفلسطينية
الخميس ٠١ نوفمبر ٢٠١٨ - ١٠:٢٤ بتوقيت غرينتش

تتوالى جولات الصهاينة في بلدان عربية، وكان آخرها زيارة نتنياهو لعُمان، وزيارة وزيرة الرياضة الصهيونية لأبوظبي ودخولها مسجد الشيخ زايد.

العالم- تقارير

وقائمة المطبعين العرب تطول مع الأيام، وعلينا أن نتوقع زيارات على مستوى رسمي رفيع للإمارات العربية والبحرين قريبا. وسيلي هؤلاء مطبعون قد طبعوا منذ زمن، لكنهم تواروا كنوع من الخوف وليس الحياء.

ان حملة التودّد التي تقودها "اسرائيل" في الخليج الفارسي تأتي بعد جهود طويلة. فوفق التقارير فإن دول الخليج الفارسي تجري، منذ عقود، محادثات سريّة مع "اسرائيل"، ولكن القادة العرب لم يُقدموا من قبل على الإعلان عن هذه المحادثات خوفاً من الرأي العام وغضب شعوبهم بسبب مواقفها المؤيّدة للقضية الفلسطينية.

غير أنّ انسجام السياسات مؤخّراً بين الدولة العبرية وهذه الدول العربية، خصوصا في ما يتعلّق بإيران، قد يكون شجّع الطرفين على الإعلان عن هذه المحادثات، لا سيّما مع سعي "اسرائيل" لمنع طهران من تعزيز وجودها في سوريا. فالضغط على إيران وتقليل نشاطها الإقليمي-باعتبارها هي العدو وليس "اسرائيل"- هو الأولوية الأهمّ لدولة الاحتلال ولعواصم دول الخليج الفارسي. الرياض وأبوظبي وحتى تلّ أبيب، تشعر جميعها أنّه من المهم استغلال الفرصة المتاحة حالياً کما أن تحسين العلاقات مع الدول العربية قد يعزّز موقف نتانياهو أمام الناخبين.

والحقيقة أن هذا التطبيع العلني يثير علامات استفهام کثيرة في أذهان الفلسطينيين ايضا وسيقضي علی آمالهم في تحقيق مبادرة السلام العربية التي تنص على إقامة علاقات طبيعية بين العرب و"اسرائيل" مقابل انسحاب "اسرائيل" من الأراضي التي احتلّتها 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

ولهذا کله اعتبر عمر البرغوثي، أحد مؤسّسي حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على "اسرائيل" “بي دي اس″، أنّ "الديكتاتوريات العربية في السعودية والإمارات وقطر والبحرين تتودّد إلى نظام الفصل العنصري في "اسرائيل" من أجل كسب ود إدارة ترامب كوسيلة لحماية عروشها المهتزة".

ان تعزيز العلاقات مع کيان الاحتلال لن یحول دون التغلغل الايراني المتعاظم في المنطقة، ولن یحقق السلام العربي الشامل، ولن یعيد الاراضي العربية، ولن یلغي قرار تهويد القدس واعلانها عاصمة للكيان الصهيوني، ولن یمنع نقل السفارة الأمريكية الى القدس. والطريف بالأمر أن تبرر هذه الأنظمة خطواتها التطبيعية المخزية هذه مع دولة الاحتلال بأنها خطوات تعـبر عن رغبة هذه الأنظمة بإشاعة روح السلام والاستقرار والتعايش بين شعوب المنطقة.

واخلجتاه مما يعمله هؤلاء المستبدون الخائنون للأمة الإسلامية الواحدة وقضاياها المصيرية. فماذا بإمکانهم أن یقولوا أمام محکمة التاريخ وأمام الضمائر الإنسانية الواعية، وأمام محکمة العدل الإلهي؟!

د.نظري