مناورات ايران الجوية.. رسالة ردع في زمن الحظر

مناورات ايران الجوية.. رسالة ردع في زمن الحظر
الإثنين ٠٥ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٢٥ بتوقيت غرينتش

انطلقت صباح الاثنين مناورات "الولاية" المشتركة للدفاع الجوي الايراني بمشاركة القوة الجوفضائية التابعة لحرس الثورة الاسلامية ووحدات من سلاح الجو بالجيش الايراني، في مناطق واسعة تبلغ مساحتها نحو نصف مليون كيلومتر مربع من شمال ووسط وغرب ايران لتؤكد على جهوزية ايران التامة للدفاع عن أجوائها أمام أي اعتداء أو حماقة قد يرتكبها العدو.

العالم - تقارير

وقال مساعد الشؤون التنسيقية للجيش الإيراني، الأدميرال حبيب الله سياري، في مؤتمر صحافي عقده برفقة كبار قادة القوة الجوية للجيش ان هذه المناورات تجري بمشاركة قوات النخبة من وحدات الدفاع الجوي التابعة للجيش وحرس الثورة الإسلامية في منطقة واسعة تبلغ مساحتها 500 الف كلم والتي تشمل غرب ووسط البلاد وصولا الى المناطق الشمالية.

واضاف الأدميرال سياري بأن هذه المناورات التي سميت بـ"المدافعين عن سماء الولاية" وتجري للمرة الثامنة تتركز على شبكة القيادة وعمليات الرصد والإشتباك مع أهداف العدو الافتراضي، إضافة الى التصدي لصواريخ الكروز والصواريخ المضادة للرادار بإستخدام المدافع والمنظومات الصاروخية الحديثة المصنوعة محليا.

في سياق متصل أكد المتحدث باسم المناورات العميد محمود الموسوي، بأننا نشهد لأول مرة إستخدام منظومتي "تلاش" و "سوم خرداد"  المحليتين في إطار التصدي للأهداف المعادية في منطقة المناورة.

وأضاف العميد موسوي: رغم تحليق الأهداف الطائرة في إرتفاع منخفض جدا الا ان منظوماتنا الصاروخية تمكنت من التصدي لهذه الأهداف باحترافية عالية.

وحول أبرز مواصفات منظومتي "تلاش" و"سوم خرداد" أشار موسوي الى تنقل سريع وتجهيز لإشتباك في وقت قصير والحاجة الى الحد الأدنى من كوادر عسكرية، مؤكداً في الوقت نفسه على إستخدام القوات الايرانية منظومات محلية الصنع هي الأسرع من نماذجها السابقة في المستقبل القريب.

والصورة التالية تظهر منظومة "تلاش" محلية الصنع أثناء إطلاق صواريخ "صياد" الإيرانية في مناورات "المدافعين عن سماء الولاية" 2018 :

الحظر الفاشل يوحد الشعب 

وتزامنت انطلاق هذه المناورات مع فرض دفعة جديدة من الحظر الأمريكي على الجمهورية الإسلامية الايرانية، والذي تدعي الادارة الامريكية بانه "الأقسى" في تاريخ الحظر على ايران. واعلنت واشنطن عصر الأثنين على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو، ان الحظر الجديد يستهدف قطاع الإقتصاد والنفط في ايران إضافة الى شركات النقل البحري والجوي، وذلك في إطار ممارسة واشنطن الضغوط على طهران لإخضاعها الى مفاوضات جديدة على خلفية قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم بين الدول الست وايران.

وهذه ليست المرة الأولى التي تحاول واشنطن ان تواجه إرادة طهران في الصمود أمام المخططات والمؤامرات الامريكية التي تحاك ضدها بإعادة فرض الحظر على الشعب الإيراني على أمل أن تشهد البلاد احتجاجات ترضي حكام البيت الأبيض الجدد وبعض الدول الرجعية في المنطقة وتجبر إيران على التفاوض تحت ضغط الشارع لكن رد الشعب الإيراني كان سريعاً وواضحاً إذ شهدت كافة ارجاء ايران مسيرات جماهيرية مليونية بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي واقتحام وكر التجسس الامريكي في طهران عام 1979، حيث رفع المشاركون شعارات تندد بالسياسات الأمريكية العدوانية تجاه ايران مع التأكيد على الوحدة الوطنية أمام أي مخطط أمريكي يحلم بزرع الفتنة والتشتت بين أوساط الشعب.

 

 

هذه المسيرات سبقها خطاب حاسم لقائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي خلال استقباله يوم امس حشدا من الطلبة الجامعيين والتلامذة حيث أكد سماحته على فشل الحظر الامريكي الذي ليس جديدا على الشعب الإيراني، مشيرا بأن طوال هذه العقود الأربعة كانت ايران حكومة وشعباً، هي الرابح في الصراع مع الولايات المتحدة وأن الأخيرة فشلت في الوصول الى أهدافها فيما استطاعت إيران ان تتقدم في مجال العلم وتحقيق الإكتفاء الذاتي. وفند آية الله خامنئي مزاعم أمريكا حول صراعها مع الجمهورية الإسلامية الايرانية كحكومة وليس كشعب وقال بأنهم يكذبون في هذا الشأن لأن الجمهورية الإسلامية لا تستطيع ان تفعل شيئا من دون تأييد شعبي كبير.

رسائل الردع في زمن الحظر، الدفاع ثم الدفاع ثم الدفاع

ومنذ انتصار الثورة الإسلامية، أكدت ايران مرارا وتكرارا بأن القدرات العسكرية والصاروخية التي تمتلكها هي دفاعية بحتة موجهة ضد المعتدين فقط، ولن تستهدف دول الجوار بل تأتي في اطار قوة الردع أمام المعتدين. وها هي الآن تؤكد مجددا من خلال المناورات الجوية المشتركة لحرس الثورة والجيش جهوزيتها التامة لصد أي اعتداء قد تتعرض له من قبل محو الشر الثلاثي المتمثل في أمريكا وإسرائيل والسعودية أو اي معتد آخر رغم أن العدو يعرف تماماً بأنه مهما كان إنتماؤه لن يستطيع ان يتحمل الرد الإيراني "القاسي والمدمر" في حال إرتكابه أي حماقة.

العالم