سيول المنطقة الجارفة تقتل العشرات وتطيح بوزراء

السبت ١٠ نوفمبر ٢٠١٨ - ١١:٣٤ بتوقيت غرينتش

ضربت سيول جارفة خلال الايام القليلة الماضية عددا من البلدان العربية بينها الاردن والسعودية والكويت وتسببت بمقتل واصابة العشرات وادت الى اجلاء الآلاف من المواطنين.

العالم - تقارير

الاردن كان من اكبر المتضررين بهذه السيول فقد تسببت السيول والامطار الغزيرة في هذا البلد الى مقتل اكثر من 11 شخصا واصابة العشرات، فيما تواصل فرق الإنقاذ البحث عن مفقودين في ظل إعلان حالة الطوارئ، والتي تم بموجبها إجلاء آلاف السكان، وتعليق الدراسة بالمملكة.

وكشفت المتحدثة باسم الحكومة الأردنية، جمانة غنيمات، أن الحكومة أجلت ما يربو على 3700 سائح من مدينة البتراء، الجمعة، خشية تدفق السيول إليها، مشيرة إلى وقف جميع الرحلات للمناطق السياحية والأثرية إلى حين استقرار الحالة الجوية.

وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في ميناء العقبة جنوبي الأردن، وقالت وكالة الأنباء الأردنية، إن غطاسي الدفاع المدني يبحثون عن 5 أشخاص جرفت السيول سيارتهم في مادبا جنوب غربي العاصمة عمان.

كما أدت السيول إلى إغلاق طريق سريع رئيسي يربط عمان بجنوبي البلاد، وأعلنت الحكومة إغلاق الجامعات والمدارس، السبت، وجرى فتح المساجد لإيواء المدنيين في المناطق المتضررة.

وذكر بيان للمديرية العامة للدفاع المدني في الأردن، أنه "تم تأمين الآلاف ونقلهم إلى مناطق آمنة في منطقة وادي موسى وضبعة والجفر من خلال فرق الإنقاذ".

وأضاف البيان "أن ما يزيد عن 500 شخص من كوادر الدفاع المدني يشاركون في عمليات البحث، وبإسناد من القوات المسلحة وقوات الدرك والأمن العام، في منطقة مليح للبحث عن مفقودين"

وعقد المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات في الأردن اجتماعا بحضور رئيس الوزراء عمر الرزاز وعدد من الوزراء وقادة الأجهزة الأمنية، لمتابعة الأزمة في عدد من محافظات المملكة، خاصة في مناطق الجنوب والوسط.

وكان الاردن قد شهد فاجعة مماثلة قبل أسبوعين بعد مقتل 21 شخصا أغلبهم من الأطفال، عندما جرفت السيول حافلة مدرسية كانت في رحلة في منطقة البحر الميت، في أسوأ الكوارث الطبيعية في البلاد منذ عقود.

وانتقد سياسيون ومواطنون خدمات الطوارئ في ذلك الوقت، وقالوا إن الأطقم لم تكن مستعدة، وأجبرت الأزمة اثنين من الوزراء على الاستقالة، بعد أن خلصت لجنة برلمانية إلى وجود إهمال.

 السيول تجتاح السعودية.. وشوارع الرياض تغرق

كما تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت على بعض المدن السعودية كالرياض وجدة خلال اليومين الماضيين إلى حدوث سيول وخسائر مادية.

وأظهرت صور بـثت على وسائل التواصل الاجتماعي غرق بعض الشوارع والأنفاق في أحياء العاصمة السعودية الرياض، مما أثر في حركة المرور والسير، كما باشرت فرق الدفاع المدني في الرياض التعامل مع بلاغات عن احتجاز مركبات في تجمعات مياه الأمطار.

وأظهرت مقاطع فيديو تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي محاولات الفرق الأمنية وفرق الإطفاء انقاذ العالقين داخل سياراتهم وإعادة الحركة إلى الشوارع.

في هذا الوقت دعا المتحدث الإعلامي للدفاع المدني في منطقة الرياض  إلى الحذر أثناء قيادة السيارة في الطرقات وقت الأمطار خشية الانزلاق، وتجنب الموصلات الكهربائية تفادياً للصعق الكهربائي.

كما أصدرت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية بيانا قالت فيه إن المملكة تشهد تقلبات جوية من يوم الخميس إلى الأحد وتوقعت سقوط أمطار رعدية مصحوبة برياح مثيرة للأتربة.

وأوضحت الهيئة أن تلك التقلبات تشمل مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والقصيم وجيزان بالإضافة إلى مناطق أخرى، داعية المواطنين إلى متابعة التقارير اليومية والإنذارات الصادرة منها.

كما اغرقت مياه الامطار مطار الملك خالد الدولي في الرياض وألحقت أضرارا بسقفه وأغرقت ايضا إحدى صالات القدوم بعد هطول غزير على العاصمة السعودية ، وتظهر مقاطع متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تدفق المياه من السقف في المطار، وغرق نظام تفتيش الأمتعة.

وأكدت إدارة المطار من خلال مانشرته عبر وسائل التواصل الاجتماعي في "تويتر" أن جميع مرافق المطار تعمل على نحو طبيعي، وأنه "تم معالجة الحالات الناجمة عن كثافة الأمطار بشكل سريع، ولم تؤثر على سير العمل داخل المطار".

سيول الكويت العظيمة تقتل وتطيح بالوزراء

وفي الكويت فقد تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد منذ الساعات الأولى من يوم الجمعة، بسيول جارفة ومقتل شاب اضافة الى أضرار مادية كبيرة وحالات غرق في مناطق مختلفة وانقطاع التيار الكهربائي.

 كما شهدت عدة مناطق حالات غرق لسيارات وخسائر مادية، ومن بينها منطقة الفحيحيل في محافظة الأحمدي التي وصفها النشطاء بالمنطقة “المنكوبة” عقب الفيضانات التي شهدتها والتي جرفت معها السيارات والممتلكات.

ولم تقتصر الأضرار على الماديات بل تعدتها إلى الأرواح، بعد أن ذكر وكيل وزارة الصحة مصطفى رضا لصحيفة “القبس” الكويتية، أن “جثة شخص مجهول الهوية وصلت مشفى العدان مساءً توفي جراء السيول”.

من جانب آخر، دعت وزارة الداخلية الكويتية، والإدارة العامة للإطفاء المواطنين والمقيمين إلى عدم الخروج حاليا، إلا للضرورة، نظرا لسوء الأحوال الجوية وتجمعات المياه الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي تشهدها الكويت حاليا.

وأمام الأضرار التي تسببت بها موجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها الكويت تقدم وزير الأشغال حسام الرومي باستقالته من منصبه ، وعبر الوزير عن "عميق أسفه" إزاء الأضرار الكبيرة التي لحقت بممتلكات المواطنين والمقيمين جراء موجة الأمطار الكثيفة التي شهدتها البلاد.

والرومي هو ثاني مسؤول كويتي تطيح به الأمطار الغزيرة وما تبعها، إذ أصدر وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي أنس الصالح، قرارا بإحالة مدير إدارة هيئة الطرق إلى التقاعد، إثر غرق العديد من الطرق الرئيسية والمنازل والسيارات، الثلاثاء.

وقال رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم إنه وجه دعوة للحكومة والنواب لعقد اجتماع يوم غد الاحد لبحث تداعيات الأمطار وآثارها.

وكانت البلاد قد شهدت الثلاثاء الماضي أمطارا رعدية غزيرة تسببت في ارتفاع منسوب المياه في بعض الأنفاق والشوارع  وبأضرار فادحة بممتلكات المواطنين والمقيمين.

وكل هذه السيول والاضرار التي نجمت عنها تعيد  الانسان الى اكتشاف نفسه ومسوى ضعفه امام قوى الطبيعة، وانه مهما تطاول وطغى وقابل الضعفاء في اليمن بالظلم والقنابل فإن قوته ستكون ضئيلة امام قوة الله.