سيول الأردن.. ارتفاع عدد الوفيات والسلطات تعلن الحداد

الأحد ١١ نوفمبر ٢٠١٨ - ١١:٢٠ بتوقيت غرينتش

من جديد شهد جنوب الاردن، موجه طقس سيىء وسيولا جارفة أسفرت عن مقتل 12 شخصا في العديد من المناطق المختلفة من ضمنها البتراء ومادبا، وذلك بعد مضي نحو أسبوعين على فاجعة البحر الميت التي خلفت 21 قتيلا معظمهم من الأطفال. في حين أعلن الديوان الملكي، السبت، تنكيس علم ساريته على المدخل الرئيسي لمدة 3 أيام، حداداً على أرواح الضحايا.

العالم _ تقارير

ارتسمت من جديد معالم معاناة الأهالي في بعض مناطق الأردن، ومن بينها مدينة البتراء التاريخية السياحية حيث أجلي نحو 4 آلاف سائح، بعد ان أتت السيول الجارفة عليها وبالاً في موسم الأمطار.

وأظهرت اللقطات التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن سيولا قوية طينية جارفة تضرب مناطق مليح والوالة ووادي هيدان في محافظة مأدبا.

وقتل 12 شخصا على الأقل في السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي ضربت أجزاء من الأردن. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني الأردني إياد العمرو إن "عدد ضحايا الأحوال الجوية السائدة والسيول ارتفع إلى 12 حالة وفاة بينهم أحد غطاسي كوادر الدفاع المدني"،

وأضاف أن "عمليات البحث جارية عن طفلة مفقودة بعد العثور على جثة واحدة"، مشيرا إلى "مشاركة قوات مسلحة أردنية وقوات درك في عمليات البحث".

وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في ميناء العقبة إلى الجنوب بعدما بدأت الأمطار في الهطول بغزارة بعد الظهر، والتي تم بموجبها إجلاء آلاف السكان، وتعليق الدراسة في الجامعات والمدارس في الأردن.

 

وذكرت مديرية الدفاع المدني، أن أغلب حالات الوفاة كانت جرّاء جرف مركبات بينها انتشال جثث أب مع بناته الثلاث كانوا في سيارة دفعها سيل في منطقة “مليح” في مأدبا فيما أُنقذت ابنة رابعة وحالتها متوسطة.

وشاركت طائرات استطلاع وقوارب وناقلات ووحدات إنارة من القوات المسلحة إلى جانب قوات ومعدات من الدرك والأمن في عمليات الإنقاذ والبحث وانتشال الجثث وفتح طُرق وإعادة تأهيلها.

ورفعت بلديات درجة الطوارئ، وأعلن المركز الوطني لإدارة الأزمات برئاسة عمر الرزاز رئيس الحكومة وعضوية وزراء وقيادات في الأجهزة الرسمية، أنه في حالة انعقاد دائم للوقوف على المستجدات والتعامل معها.

ودعت الحكومة المواطنين القاطنين بالقرب من المناطق المنخفضة والأودية ومجاري السيول والجسور والأنقاق إلى إخلاء منازلهم والتوجه إلى مراكز إيواء للمتضررين وكذلك بعض المساجد والبيوت.

وفي نفس السياق قالت المتحدثة باسم الحكومة الأردنية، جمانة غنيمات، أن عمليات البحث عن بقية المفقودين لا تزال مستمرة،ودعت غنيمات "المواطنين القاطنيّن بالقرب من المناطق المنخفضة والأودية ومجاري السيول والجسور والأنفاق إلى اخلاء منازلهم؛ حفاظا على حياتهم نظرا لغزارة الأمطار المتوقعة "،وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" .

وأوضحت غنيمات، أن الحكومة أجلت ما يربو على 3700 سائحا من مدينة البتراء، الجمعة، خشية تدفق السيول إليها، مشيرة إلى وقف جميع الرحلات للمناطق السياحية والأثرية إلى حين استقرار الحالة الجوية.

وأدت السيول إلى إغلاق طريق سريع رئيسي يربط عمان بجنوبي البلاد، وأعلنت الحكومة إغلاق الجامعات والمدارس، وجرى فتح المساجد لإيواء المدنيين في المناطق المتضررة.

وذكر بيان للمديرية العامة للدفاع المدني في الأردن، أنه "تم تأمين الآلاف ونقلهم إلى مناطق آمنة في منطقة وادي موسى وضبعة والجفر من خلال فرق الإنقاذ".

وأضاف البيان "أن ما يزيد عن 500 شخص من كوادر الدفاع المدني يشاركون في عمليات البحث، وبإسناد من القوات المسلحة وقوات الدرك والأمن العام، في منطقة مليح للبحث عن مفقودين".
وعقد المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات في الأردن اجتماعا بحضور رئيس الوزراء عمر الرزاز وعدد من الوزراء وقادة الأجهزة الأمنية، لمتابعة الأزمة في عدد من محافظات الأردن، خاصة في مناطق الجنوب والوسط.

وازدياد حجم الأمطار والبرَد الذي تساقط  في بعض المناطق الأردنية ، سبب حالة من الخوف في نفوس المواطنين، حسب وسائل إعلام محلية.

الى ذلك ذكرت القناة العاشرة العبرية أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تواصلت مع الاردن بهدف معرفة مصير 3 سياح إسرائيليين، كانوا في عمان إبان السيول التي اجتاحت المملكة .

من جانب آخر تصدرت هاشتاغات فى قائمة الأكثر تداولاً، عبر تويتر فى المملكة الأردنية، ونشر العديد من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي أشرطة مصورة لسيول داهمت مناطق عديدة في المملكة أبرزها مدينة البترا الأثرية التي شهدت هطولا غزيرا للأمطار .

وقتل 21 شخصا قبل أسبوعين، أغلبهم من الأطفال، عندما جرفت السيول حافلة مدرسية كانت في رحلة في منطقة البحر الميت، في أسوأ الكوارث الطبيعية في البلاد منذ عقود.

وانتقد سياسيون ومواطنون خدمات الطوارئ في ذلك الوقت، وقالوا إن الأطقم لم تكن مستعدة، وأجبرت الأزمة اثنين من الوزراء على الاستقالة، بعد أن خلصت لجنة برلمانية إلى وجود إهمال.

من جانبه دعا رئيس الوزراء عمر الرزاز المواطنين إلى الاستعداد للتعامل مع التحديات المناخية.

وقال خلال اجتماع للمركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات "هذه أيام عصيبة هناك تغير مناخي على مستوى العالم والمنطقة، وعلينا أن نكون جاهزين للتعامل مع هذه التحديات".

وبحسب مراقبين فإن ما يشهده العالم، يجسد أحد ملامح التغيرات المناخية التي بدأت تجتاح الكرة الأرضية، وباتت تشكل خطرا على المدى القريب والبعيد، ما استوجب تركيزا أكثر على عواقبها التي قد تكون وخيمة على البشر، واتخاذ إجراءات بشأنها.