ترامب يفتح النيران على نفسه من اجل عيون ابن سلمان

ترامب يفتح النيران على نفسه من اجل عيون ابن سلمان
الأربعاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٨ - ١١:٤٠ بتوقيت غرينتش

اصدعوا راسنا بالحديث عن الحرية والقيم الدولية التي من اجلها اقاموا الحروب في عدة من مناطق العالم، واظهروا أنفسهم للعالم بان الدفاع عن الحق والفضيلة اصبحت احتكارا لهم، لكن الحقيقة التي يختبؤون وراءها هي ان هذه الضجة الكبيرة لم تكن سوى ستار للحصول على اطماعهم ويبدو ان جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي على يد ابناء جلدته وباوامر عليا كانت ورقة التوت التي سقطت عنهم.

العالم- السعودية

فالرئيس الاميركي دونالد ترامب لايزال متمسكا بمحمد بن سلمان ولي العهد السعودي الملطخة يديه بدماء جمال خاشقجي لان بن سلمان مستعد تقديم كل القرابين لنيل كرسي الحكم ومن هنا جاء دفاع الكيان الاسرائيلي عنه لانه سينفذ اجندتها في تصفية القضية الفلسطينية والتطبيع العلني مع العواصم العربية كما ان بن سلمان الوحيد الذي يرضى بالاداء العلني لدور "البقرة الحلوب" كما نعته ترامب وهو بذلك يرضي غرور التاجر الاميركي وغطرسته كما انه يحقق له مكاسب مالية وامتيازات يمكن ان يصارع بها ترامب نظراءه ويباهي بما يسميه انجازاته الاقتصادية، من هنا يدافع ترامب عن بن سلمان ويسوف اي قضية تمسه او يتستر عليها بحججه الواهية.

الرئيس الاميركي يزداد قبحا بحمايته للقاتل

من هنا اعترف ترامب في مؤتمره الصحافي، امس الثلاثاء "بأن الأمير بن سلمان كان على علم مسبق بقتل الخاشقجي لكنه أكد عزمه على مواصلة الشراكة مع المملكة لحماية مصالح بلاده وإسرائيل".

وقال "إن السعودية قدمت مساعدة كبيرة للولايات المتحدة في إبقاء أسعار النفط على مستوى منخفض."، مشيرا الى انه انه ينوي "تدمير الاقتصاد العالمي من خلال 
امتعاض الساسة الاميركان من ترامب".

وقد اثارت تصريحات ترامب امتعاض الكثير من الساسة الاميركان سواء كانوا اعضاء الحزب الجمهوري او الديموقراطي ، لكن هجوم الجمهوريون عليه يعد اشد وطاة على ترامب المحسوب على الحزب الجمهوري ومن بين هذا الهجوم ما قاله السيناتور الجمهوري راند بول عن بيان البيت الأبيض بشأن جريمة قتل جمال خاشقجي وقال إن محتوى البيان يقول إن "السعودية أولا" وليس "أميركا أولا".وأضاف بول في تغريدات على حسابه بموقع تويتر: "أنا متأكد من أن هذا البيان كتبه جون بولتون" مستشار الأمن القومي لترامب.

وقال إنه على "أقل تقدير يجب أن لا نكافئ المملكة العربية السعودية بأسلحتنا المتطورة التي تستخدمها بدورها لقصف المدنيين".، مشددا على أنه سيواصل الضغط من أجل إصدار تشريع لوقف مبيعات الأسلحة السعودية والحرب في اليمن.

وأبدى عضوان بارزان في الكونغرس الأميركي عن الحزب الديمقراطي معارضتهما لموقف ترامب إزاء السعودية، داعين إلى معاقبة الرياض.

واعتبر السيناتور آدم شيف، أرفع مسؤول ديمقراطي بلجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي، امس الثلاثاء، أنه "لا يمكن تصور أن يكون ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في غفلة عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي أو غير ضالع فيه".

وتابع السيناتور قائلا: "علينا أن نتوقف فورا عن مساعدة السعوديين في حربهم في اليمن وإنهاء هذا النزاع، وأن نجمد توريدات الأسلحة للمملكة وتقليص اعتمادنا على الرياض على أصعدة أخرى في المنطقة".

كما علق السيناتور الجمهوري، بوب كوركر، على تصريحات ترامب في تغريدة له على "تويتر": "لم أظن أنني سأرى اليوم الذي سيتحول فيه البيت الأبيض بين ليلة وضحاها لشركة علاقات عامة لحساب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان".

من جهتها، أعربت السيناتورة الديمقراطية، ديان فينستاين، عن "صدمتها" من عدم رغبة الرئيس دونالد ترامب معاقبة بن سلمان على "القتل العمد" لخاشقجي. وأكدت فينستاين أنها لن تصوت لصالح أي توريد مستقبلي للأسلحة الأميركية إلى المملكة.

وانتقد المحلل السياسي آرون ديفيد ميلر، المستشار الأسبق لوزارة الخارجية الأميركية بيان البيت الأبيض قائلا إنه حتى بمعايير الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، فإن هذا البيان لافت للنظر، معتبرا أن ترامب قوض مصداقية جهازه الاستخباري، وعزز مصداقية النظام السعودي الذي يسجن ويقتل خصومه.

كما علقت عضو الكونغرس الأميركي إلهان عمر على بيان الرئيس الأميركي قائلة في تغريدة لها: "مرة أخرى، يثبت رئيسنا أنه لا يمكنك شراء بوصلة أخلاقية"، مضيفة أن "المملكة العربية السعودية تثبت أنه يمكنك، من ناحية أخرى، شراء رئيس".

السعودية قد تكون سببا في اصطدام الكونغرس مع ترامب

تستر ترامب على ولي العهد السعودي قد تشهد زلزالا سياسيا يطيح بترامب حيث لوح السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام بفرض عقوبات ضد السعودية ردا على اغتيال الصحفي جمال خاشقجي. ففي تغريدات نشرها على تويتر أمس الثلاثاء بعيد تصريحات لترامب في البيت الأبيض، قال غراهام إن بلاده ستفرض عقوبات على السعودية تطال أفرادا في الأسرة الحاكمة، يبدو إنه قصد بذلك ولي العهد الذي وصفه السيناتور نفسه في مقابلة تلفزيونية الأحد الماضي؛ بالمعتوه.

وأضاف غراهام -الذي يُوصف بأنه صديق للرئيس ترامب- أن سلوك الأمير محمد بن سلمان لم يحترم العلاقات الإستيراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية.

وأكد أنه سيكون هناك دعم قوي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لفرض عقوبات أميركية جدية على الرياض.

وتابع السيناتور الجمهوري "يجب التعامل أحيانا مع جهات سيئة فاعلة على المسرح الدولي، لكن التخلي عن صوت الأخلاق يؤدي إلى التخلي عن أقوى ما نملك".

رد ترامب "خيانة" وعلى الكونغرس معاقبة ابن سلمان

الصحافة بالطبع لم تكن راضية من اداء ترامب حيث انتقدت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، امس الثلاثاء، بشدة بيان الرئيس الأميركي حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وما ورد فيه من تأييد واشنطن  للسعودية.

ودعت الصحيفة لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي إلى التحرك لمعاقبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وفي هذا السياق اعتبر فريد ريان، الناشر والمدير التنفيذي لـ"واشنطن بوست"، أن رد ترامب على مقتل الإعلامي السعودي خاشقجي هو "خيانة للقيم الأميركية". 

وقال ريان: "وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) حققت بشكل شامل في مقتل هذا الصحفي البريء وخلصت بثقة عالية إلى أنه كان بتوجيه ولي العهد. وإذا كان هناك سبب للشك في نتائج وكالة المخابرات المركزية، فإنه ينبغي على ترامب أن يجعل تلك الأدلة علنية على الفور، مؤكدا أن ترامب "على حق في القول إن العالم مكان خطير للغاية"، لكنه قال إن "استسلامه لهذه الجريمة التي أمرت بها دولة سيجعل العالم أكثر خطورة".

ودعا ريان الكونغرس إلى التحرك، قائلا إنه "في ظل هذا الفشل في القيادة من الرئيس ترامب، يقع الآن على عاتق الكونغرس الوقوف للدفاع عن قيم أميركا الحقيقية ومصالحها الدائمة".

في السياق ذاته علقت محررة المقالات الدولية في "واشنطن بوست" كارين عطية على التصريح وقالت،  إنه "مليء بالأكاذيب والتجاهل الصارخ للمخابرات الأميركية".

جاء ذلك في مقالة لعطية حملت عنوان "جريمة خاشقجي ستبقى للأبد وصمة عار في جبين ترامب والولايات المتحدة".

وأضافت في مقالتها: "يظهر (خطاب ترامب) تجاهلا لا يغتفر لحياة السعوديين الذين يجرؤون على انتقاد النظام. هذا تنازل جديد".

وأوضحت أن "هناك أدلة قائمة على تورط محمد بن سلمان في عملية القتل".

وقال الصحفي ند برايس: "البيان المكتوب، الصادر باسم الرئيس من البيت الأبيض، يضع تقييم الثقة العالية لوكالة الاستخبارات المركزية على قدم المساواة مع نفي السعوديين. كيف يمكن أن يستمر قادة الاستخبارات في الخدمة بعد هذه الخيانة؟".

كما هاجمت صحيفة "نيويورك تايمز" الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقالت في افتتاحيتها،  إن الرئيس ببيانه الذي أصدره أمس الثلاثاء، وتجاهل فيه نتائج "سي آي إيه" حول ضلوع ولي العهد السعودي بمقتل جمال خاشقجي، فإنه قد أثبت "أنه مهما كانت المسؤولية، فلن يقف أبدا ضد النظام السعودي، ولن يخاطر بخسارة إمداداته المالية، النفط، والمساعدة في الشرق الأوسط، ولن يحمّل محمد بن سلمان المسؤولية".

وتحدثت الصحيفة عن إشارات التعجب التي استخدمها الرئيس في بيانه: "ربما كانت لولي العهد معرفة بالحادث الفاجع، وربما لم تكن له معرفة!"، وأضافت أن جمال خاشقجي كان مقيما في الولايات المتحدة وليس مواطنا أميركا، وكتب مقالات لصحيفة "واشنطن بوست". ولا يخدم كلامه الصحافيين أو المواطنين الأميركيين الذين يعملون في الخارج، حيث لم يستطع الرئيس استدعاء حتى أدنى حد من الكلام لشجب بشاعة إرسال فرقة موت مسلحة بمنشار عظام وخنق وتقطيع لاغتيال خاشقجي؛ بسبب تجرؤه على انتقاد ولي العهد، فهذا البالغ من العمر 33 عاما يعد صديق الروح لترامب وصهره جاريد كوشنر.

وأشارت الصحيفة إلى ما قاله ترامب في بداية بيانه "العالم مكان خطير!"، واعتبرت أن كلامه بمثابة رسالة للديكتاتوريين في السعودية سيمنحهم الجرأة على عمل ما يريدون.

ويعتقد المحللون ان احدى ثمار رئاسة التاجر الاميركي دونالد ترامب لبلاده هو ان أميركا تقف على حافة مواجهة شرسة بين الكونغرس وترامب، ربما يشتعل فتيلها في الأيام القليلة القادمة، خاصة في ظل التحالف القوي بين المشرعين والصحافة الأميركية بشقيها الورقي أو المرئي، وخاصة صحيفتي "الواشنطن بوست" ومنافستها "النيويورك تايمز"، وهذا ما تؤكده الشواهد والاخبار لكن السؤوال هو ان هذه المواجهة ستصل الى اي حد؟