مباحثات القاهرة.. ومكتسبات حماس في ظل الانتصارات الاخيرة

مباحثات القاهرة.. ومكتسبات حماس في ظل الانتصارات الاخيرة
الخميس ٢٢ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠١:٠٢ بتوقيت غرينتش

يزور وفد قيادي من حركة حماس، القاهرة، لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين تشمل عدة قضايا منها إنهاء الحصار عن غزة، بعد الانتصار الاخير الذي حققته المقاومة الفلسطينية على جيش الاحتلال في إحباط عملية خانيونس العسكرية الاسرائيلية، وما تلته من تداعيات كادت أن تطيح بحكومة بنيامين نتنياهو، وهو أمر سيساهم في تعزيز مكتسبات المقاومة وأوراقها التفاوضية.

العالم - فلسطين المحتلة

قال الناطق باسم حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" فوزي برهوم أن الوفد الذي يزور القاهرة حاليا يضم أعضاء المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق، وخليل الحية، وعزت الرشق، وحسام بدران، وروحي مشتهى.

وأكد أن الزيارة تهدف إلى تطوير العلاقات الثنائية وإنهاء الحصار عن غزة، وسبل تحقيق الوحدة الوطنية وفق ما تم التوقيع عليه وخاصة اتفاق ٢٠١١.

وتقوم مصر بدور بارز في التوسط بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة من جهة، والكيان الإسرائيلي من جهة أخرى، لإنهاء التصعيد خلال الأشهر الأخيرة، مع قمع جيش الاحتلال لمسيرات كسر الحصار على الشريط الحدودي في قطاع غزة. كما تبذل القاهرة جهودا لتفعيل عملية المصالحة بين حركتي حماس وفتح الفلسطينيتين.

وادت استقالة وزير الحرب الاسرائيلي اوفيغدور ليبرمان على خلفية هزيمة جيش الاحتلال في الجولة الاخيرة من الصراع مع المقاومة الفلسطينية في غزة وكذلك موقف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من التهدئة، الى تعزيز موقف المقاومة.

واستفادت حماس، من العملية الإسرائيلية الفاشلة في خانيونس وجولة التصعيد الأخيرة باعتبارها أحرجت الوسيط المصري، الذي كان يسعى بشكل دائم لضمان حالة الهدوء في قطاع غزة، إذ طالبت الحركة القاهرة بالإيفاء بتعهداتها المتأخرة منذ عدة أشهر تجاه قطاع غزة.

وبحسب مصدر «حمساوي» تحدث إلى «الأخبار» فإن استكمال ملف العلاقات الثنائية هو على رأس أولوية وفد حماس الذي وصل القاهرة مساء أمس الأربعاء، إذ ستعيد الحركة تذكير المصريين بالتعهدات والوعود التي لم ينفذوها، خاصة قضية السفر عبر معبر رفح، ومضاعفة أعداد المسافرين وتسهيل وصولهم إلى القاهرة في اليوم نفسه، بالإضافة إلى تنسيق سفر المدرجين ضمن قائمة المنع من السفر عبر المعبر.

كذلك يناقش الوفد قضية عناصر «القسام» الأربعة المختطفين في السجون المصرية منذ ثلاثة أعوام، إذ «تتعرض الحركة لضغوط داخلية كبيرة من قبل عائلاتهم بسبب هذا الملف الذي سبق أن وعد المصريون بحلّه خلال فترة سابقة»، بحسب المصدر.

وبالتزامن مع وصول وفد حماس من غزة إلى القاهرة، وصل وفد الحركة من الخارج برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري، وعضوي المكتب السياسي موسى أبو مرزوق وحسام بدران.

ويعتبر وصول وفد من حركة حماس من الخارج الى القاهرة بالتزامن مع الوفد الحمساوي من غزة مؤشرا على اهمية القضايا التي ستطرح خلال المفاوضات بين الجانبين.

وقال القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق إن وفد حماس الذي وصل القاهرة، أمس، برئاسة صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، ذهب لاستكمال الحوارات في ملفي المصالحة والتهدئة.

وجدد أبو مرزوق تأكيد حركته على أن ما يبحث في القاهرة هي "تفاهمات إنسانية، وليست اتفاقيات موقعة، تتعلق بتفكيك الأزمة الإنسانية في غزة وهي مرتبطة بالهدوء، دون وجود أي التزامات سياسية".

وأوضح أن التفاهمات تنص على "غياب المظاهر العنيفة في مسيرات العودة وكسر الحصار (المستمرة في غزة منذ نهاية مارس/ آذار الماضي)، كالبالونات الحارقة والأكواع (متفجرات يدوية الصنع) واختراق الحدود"، دون رهن توقف المسيرات بتلك التفاهمات.

وتابع أن غزة ستشهد، مقابل ذلك، "فتح المعابر وإدخال البضائع لتوريد الاحتياجات، وتصدير المنتجات وزيادة مساحة الصيد وتشغيل العمالة والخريجين ودفع رواتب الموظفين القائمين على عملهم، وحل مشكلة الكهرباء بتزويد المحطة بالوقود، تمهيدا لحل نهائي، وإيجاد حلول لمشكلة المياه".

كما تشمل التحسينات التي من المقرر إدخالها على غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني نسمة، "تسهيل تشغيل المصانع، كالخياطة، وإلغاء المساحات من البر إلى البحر، والتي كانت ممنوعة على سكان القطاع من المزارعين والصيادين".

وشدد أبو مرزوق على أن "المسيرات ستبقى مستمرة حتى رفع الحصار عن غزة بشكل كامل"، وأن "تراجع الاحتلال عن التفاهمات المبرمة لن يعجز الفلسطينيين عن الرد بكافة الطرق المتاحة".

وتابع أن سكان غزة بدأوا يستشعرون ثمار التفاهمات من خلال "فتح المعابر التجارية، وإدخال الوقود، ما أدى إلى زيادة نسبة وصل التيار الكهربائي، ودخول الأموال التي ستصل مباشرة إلى 50 ألف عائلة فقيرة بغزة، إضافة إلى البدء بمشاريع العمل المؤقتة لآلاف الشباب".

وبين أن مشاريع كبرى سيتم تنفيذها في غزة، وفقا للتفاهمات، بشكل "يقي القطاع من التحول إلى مدينة غير صالحة للحياة".

ونفى أبو مرزوق صحة أنباء عن قبول حركته بمنطقة حدودية عازلة تبلغ 300 متر بعيدا عن السياج الأمني الفاصل بين شرقي غزة و"إسرائيل".

كما نفى ما يتردد عن حدوث تقدم في المفاوضات حول مصير جنود إسرائيليين أسرى لدى الحركة، بوساطة ألمانية.

وقال إن "كل ما أشيع حول الموضوع ليس له من الحقيقة نصيب، وألمانيا لم تتحرك في هذا الملف إطلاقا".

وبشأن موقف الفصائل الفلسطينية من تفاهمات التهدئة، أجاب أبو مرزوق بأن "الفصائل الفاعلة (لم يسمّها) موافقة على التفاهمات، باستثناء بعض الحركات (لم يسمها).

وشدد على أن تفاهمات التهدئة بغزة لن تمنع رد "المقاومة الفلسطينية، في حال حدوث انتهاك كبير في الضفة الغربية".

وكشف أبو مرزوق عن جهود أوروبية تبذل في ملف التهدئة والقضايا الإنسانية بغزة، ممثلة في مجموعة الدول الأوروبية الداعمة لفلسطين، بقيادة النرويج.

وقال: "تربطنا والنرويج علاقات رسمية وتواصل مستمر، وتلعب دورا مباشرا في أكثر من قضية، بينها التهدئة والقضايا الإنسانية، وهي ترأس المجموعة الأوروبية الداعمة لفلسطين، ويبذلون جهودا في أكثر من اتجاه وأكثر من ملف".

وثمن أبو مرزوق الجهود المصرية والأممية، بقيادة نيكولاي ميلادينوف، المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، إضافة إلى الجهود القطرية لإنجاح ملف التهدئة.

من ناحية ثانية، كشف منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، عن وجود محاولات لتخريب جهود التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، موضحاً بالقول «هناك من يحاول تخريب جهود التهدئة ووقف إطلاق النار، ودفعنا جميعاً إلى هاوية المواجهة، وآمل أن نتمكن معاً من التغلب على هذه القوى». وقد استبعد ميلادينوف إتمام صفقة تبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال قريباً.

وفي ظل الانتصار الاخير للمقاومة الفلسطينية وهشاشة الموقف الاسرائيلي تجاه التهدئة بسبب الازمة المتفاقمة داخل حكومة نتيناهو يتوقع بان يخوض وفد حماس مباحثات القاهرة بقوة وصلابة اكثر حيث ستساعدها الظروف الراهنة في كسب مزيد من الامتيازات لصالح الشعب الفلسطيني في القطاع.