أجواء احتفالية ترافق الإفراج عن موسيقيي الشارع بالدار البيضاء

أجواء احتفالية ترافق الإفراج عن موسيقيي الشارع بالدار البيضاء
الجمعة ٢٣ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٥٣ بتوقيت غرينتش

نطقت المحكمة الابتدائية الزجرية بعين السبع، عشية أمس الخميس، بحكمها النهائي بخصوص قضية الموسيقيين اللذين جرى اعتقالهما في ساحة الأمم المتحدة بمدينة الدار البيضاء، وأدانت كل واحد منهما بشهر واحد موقوف التنفيذ.

العالم - المغرب 

وبحسب موقع "هسبريس " أثار الحكم الصادر عن المحكمة فرح أفراد من عائلة الفنانين المعتقلين وأصدقاء لهما، إذ عبروا عن ارتياحهم لهذا القرار الذي أثبت أن السلطات تحترم فن الشارع، رغم أن البعض كانت له وجهة نظر أخرى، لأنه كان ينتظر تبرئتهما من التهم الموجهة إليهما بشكل نهائي.

وفي هذا الصدد قال ميلود أشطاوي، أب الفنان الموسيقي المعتقل مهدي أشطاوي: "المحكمة ظلمتهما لأنهما بريئين مما نسب إليهما. فإذا كان المغرب يفتخر بالفنان كان يجب إذن تبرئتهما بشكل نهائي، لاسيما أنهما كانا في مدينة العيون من أجل الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء، وبعد مدة وجيزة وجدا نفسيهما داخل سجن يضم مجرمين"

أما الموسيقي توفيق النوري فقال : "نحن جد سعداء كفاعلين جمعويين وموسيقيين بهذا الحكم، بعدما خرجا بشهر واحد موقوف التنفيذ، وسيذهبان الآن برفقة أسرتيهما. ولا شك أن فن الشارع وسيلة أساسية لتطوير البلاد والصعود بها إلى مصاف الدول المتقدمة".

وبعد النطق بالحكم، كانت أنظار الجميع متجهة صوب السجن المحلي عين السبع، حيث كان جمهور غفير في انتظار خروج الفنانين الموسيقيين المعتقلين بساحة الأمم المتحدة في مدينة الدار البيضاء من السجن، ليلة أمس الخميس، ليتم استقبالهما في أجواء حماسية طبعها الفرح والسرور. وكانت عائلة كل من مهدي أشطاوي وبدر معتز تنتظر خروجهما بفارغ الصبر، مخصصة لهما استقبالا بهيجا يليق بـ"التضحية" التي قاما بها في سبيل إنقاذ فن الشارع من الضياع وحمايته، بعدما قامت السلطات المحلية بحملة واسعة النطاق ضد موسيقيي الشارع في العاصمة الاقتصادية.

ولم تفت أصدقاء الفنانين المعتقلين الفرصة دون الاحتفال بهما في أجواء ليلية عرفت تساقطات مطرية مهمة، لم تثن الحاضرين عن الانتظار ساعات طويلة إلى حين الإفراج عنهما، إذ نطقت المحكمة الزجرية بحكمها النهائي في حدود الساعة الخامسة والنصف مساء، ليُعانقا الحرية حوالي الساعة التاسعة والنصف ليلا.

وفي هذا السياق قال مهدي أشطاوي: "لا أستطيع وصف هذه اللحظة التي أعيشها، فعندما خرجت من السجن أحسست بشعور الحرية، لأننا كنا منعزلين في الحقيقة عن العالم الخارجي طيلة المدة التي قضيناها بالسجن المحلي عين السبع. أشكر جميع الفئات التي تضامنت مع قضيتنا، لأن الموسيقى في الشارع تعني لنا الكثير..تمثل حياتنا بكل بساطة ونحبها كثيرا".

من جهته أوضح بدر معتز ، أن الحكم الذي صدر في حقهما عادل، مردفا: "لم نقم بأي أمر مسيء. كما نعتذر إذا ما بدرت منا أي كلمة ليست في محلها، فذلك تمّ في إطار الدفاع عن فن الشارع الذي نحبه. كما نوجه شكرنا إلى كل من ساندنا في هذه المحنة..الجميع يريد لبلدنا أن يتقدم إلى الأمام، وسنعمل على هيكلة فن الشارع حتى يصير قانونيا، باعتباره وسيلة للتعريف بالوطن".