صفعة القسام تفقد نتنياهو صوابه!

صفعة القسام تفقد نتنياهو صوابه!
الجمعة ٢٣ نوفمبر ٢٠١٨ - ١١:٤٧ بتوقيت غرينتش

تواصل مسيرات العودة فعاليتها في قطاع غزة للجمعة الخامسة والثلاثين على التوالي، بالتزامن مع مباحثات بين حركة حماس والمخابرات العامة المصرية في القاهرة، بعد العدوان الاسرائيلي الأخير على غزة واعلان كتائب القسام الجناح العسكري للحركة عن افشال عملية كبرى لكيان الاحتلال في خانيونس.

العالم - تقارير

مسيرات العودة مستمرة..

رغم تحقيق المقاومة والشعب الغزاوي الانتصار واضطرار وزير الحرب الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الى الاستقالة و تحقيق جزء من اهداف المسيرات العودة الا ان الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار، اعلنت انطلاق اليوم جمعة مسيرات تحت شعار "المقاومة توحدنا وتنتصر".

وشددت على أن "سياسية الاحتلال في تدمير بعض المباني والمؤسسات الحكومية والإعلامية، لن تنجح في قتل الحقيقة، وهي تعبير عن حالة إفلاس صهيونية"، مؤكدة أن "مسيرات العودة مستمرة بطابعها الجماهيري الشعبي والسلمي، ولن تتوقف إلا بتحقيق الأهداف المنشودة".

حد السيف..

لكن هذه الجمعة سيكون لها طعم مختلف للجانبين الفلسطيني والصهيوني لان الانتصار الذي حققته المقاومة امتد ليشمل كشف كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عن صور شخصية لعددٍ من أفراد القوة الإسرائيلية الخاصة التي حاولت تنفيذ مخطط ضد المقاومة شرق خانيونس، إضافةً إلى صور المركبة والشاحنة اللتين استخدمتهما القوة، خلال العملية الفاشلة.

فقد تمكنت الكتائب، من الوصول إلى مراحل متقدمة في كشف خيوط العملية الخاصة والخطيرة التي باشرت قوةٌ صهيونيةٌ خاصة بتنفيذها وتم اكتشافها مساء الأحد 11 نوفمبر الجاري شرق خانيونس وتمكن مجاهدوها من إفشالها وقتل وإصابة عددٍ من أفراد هذه القوة الخائبة، كما سيطرت على تقنيات ومعدات الوحدة الإسرائيلية التي تسللت لخانيونس.

وأضاف مصدر في كتائب القسام أن الكتائب تمكنت من كشف هوية جميع أفراد الوحدة الإسرائيلية وتفاصيل مهمة تتعلق بمهمتها واشرفت على إنهاء التحقيقات في الحادثة وان ما تم كشفه  من صور جزء يسير مما توصلوا إليه حسبما افادت الجزيرة.

رد فعل الاحتلال على عملية حد السيف..

فقد حذرت الرقابة الإسرائيلية، مساء امس الخميس، الإسرائيليين من التعامل مع الصور والمعلومات التي نشرتها كتائب القسام عن أفراد القوة الخاصة التي فشلت في مهمتها شرق خانيونس قبل نحو أسبوعين.

وقالت الرقابة وفقاً لبيان نشر عبر المواقع الإعلامية الإسرائيلية: "يمنع نشر الصور أو أي تفاصيل تتعلق بما نشرته حماس من صور ومعلومات"، مشيرة إلى أن حماس تحاول فك رموز الحدث في غزة.

للكيان الصهيوني حسابات اخرى..

ان للانتصارات الاخيرة التي حققتها المقاومة اثرا كبيرا على السياسات الداخلية لكيان الاحتلال الصهيوني.

فوزير الحرب المستقيل افيغدور ليبرمان، اكد أن وقف إطلاق النار بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عبارة عن خنوع واستسلام للمقاومة في القطاع.

وقال في رده على المواجهة الاخيرة: "قمنا بتحويل أموال نقداً إلى القطاع ووقود على أساس وقف اطلاق النار وما تم هو وفق شروط حماس".

ويرى مراقبون ان تصريحات ليبرمان ومحاولاته لاشعال الحرب يرجع الى حسابات سياسية له ولحزبه ورغبته في تحقيق تقدم خلال الانتخابات المقبلة.

ليرد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على هذه الاقوال في محاولة لتحقيق مكسب سياسي ايضا وخوفا منه على ضياع اصوات المستوطنين، قائلا: "إنني سأعمل كل ما بوسعي للحفاظ على الهدوء لمستوطني غلاف قطاع غزة".

وأضاف نتنياهو ان "قطاع غزة سيبقى أولى أولويات الحكومة والجيش"، مشددا على أن "حكومته وجيشه مستعدون لعمل ما يلزم للحفاظ على أمن مستوطني الغلاف والجنوب".

دلات عملية كتائب القسام..

مثل هذه التصريحات التي طالما قالها ليبرمان واللعبة السياسية الموجودة داخل البيت الصهيوني كان لها اثر كبير بحيث يرى محللون أمنيون ومختصون بالشأن الإسرائيلي إن المعلومات التي كشفت عنها كتائب القسام بشأن الوحدة الإسرائيلية الخاصة التي جرى الاشتباك معها في خانيونس تحمل دلالات أمنية واستخبارية "خطيرة" وتحمل معنى ان التاهب لا يزال قائما وهناك استعداد لمواجهة اي عدوان مقبل من قبل الصهاينة. 

واوضح الخبير الأمني الدكتور إبراهيم حبيب أن بيان القسام أشار إلى أنه "استكمال للبيانين السابقين خلال فترة العدوان وهو ما يرسل بإشارة إلى أن التأهب لا يزال قائما ضد أي محاولة تصعيد من قبل الاحتلال الذي يواصل التهديد على كافة مستوياته".

وأشار إلى أن المعلومات التي خرجت اليوم تضع القيادة الإسرائيلية في "مأزق وحرج كبير" أمام جمهورها بعد وصفهم إياها بالناجحة في حين أن صور عناصرها ومعداتهم وكافة تحركاتهم باتت منشورة على كافة وسائل الإعلام وبأدق التفاصيل.



وأكد أن المقاومة الفلسطينية اليوم دخلت في حالة مواجهة استخبارية وإلكترونية جديدة عبر نشر حسابات وخطوط آمنة تدعو الفلسطينيين من خلالها لتقديم معلومات عن عناصر الاحتلال بما يشكل خطرا على كافة العناصر المشتركة معهم في العمالة داخل قطاع غزة.

من جانبه قال المختص بالشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي إن المعلومات التي كشف عنها تبعث بإشارة "خطرة" لأجهزة استخبارات الإسرائيلية أن ساحة القطاع "باتت ساحة معقدة للجيش والقوات الخاصة".

زيارة الوفد الحمساوي للقاهرة..

التطورات المتلاحقة في الملف الفلسطيني تزامنت مع زيارة وفد قيادي من حركة حماس للقاهرة لبحث انهاء عدة قضايا منها إنهاء الحصار عن غزة، خصوصا بعد الانتصار الاخير الذي حققته المقاومة الفلسطينية على جيش الاحتلال في إحباط عملية خانيونس العسكرية، وما تلته من تداعيات كادت أن تطيح بحكومة بنيامين نتنياهو، وهو أمر سيساهم في تعزيز مكتسبات المقاومة وأوراقها التفاوضية.

ويعتبر وصول وفد من حركة حماس من الخارج الى القاهرة بالتزامن مع الوفد الحمساوي من غزة مؤشرا على اهمية القضايا التي ستطرح خلال المفاوضات بين الجانبين.

نتائج زيارة الوفد القيادي الحمساوي للقاهرة لم تخرج الى وسائل الاعلام بعد، كما ان تداعيات عملية كتائب القسام على الكيان الاسرائيلي لم تنجلي بالشكل الكامل لكن أهم ما تحمله من معنى هو ان المقاومة في حالة تأهب قصوى على الصعيد الميداني لمواجهة اي اعتداء اسرائيلي ومسيرات العودة مستمرة في قطاع غزة بشكلها السلمي لتحمل رسالة للعالم اجمع بان حق الفلسطينيين في العودة لن يضيع ومن الآن فصاعدا لن تمرر اي صفقة يكون الشعب الفلسطيني فيها هو الثمن.