صوتك لمن: هذه حال الانتخابات البحرينية!!

الأحد ٢٥ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٠١ بتوقيت غرينتش

بدأت منذ الساعة الثامنة صباحاً فتحت صناديق الاقتراع لانتخاب البرلمان الخامس في البحرين، بعد تسلم الملك حمد بن عيسى آل خليفة السلطة عام 2000.

لا تزال الشكوى هي ذاتها، برلمان لا يشبه البرلمانات الديمقراطية المنتخبة وانما هو اشبه بختم يصادق على مقررات وقوانين الملك، فهو لا يعترض ولا حتى يناقش او يحاسب، كما تقول المعارضة البحرينية.

فيما يقول البحرينيون ان مجلس النواب  لا يمثل مصالح الناس بأي حال من الاحوال، واذا كانت الانتخابات هي الاسلوب الابرز لقول الشعب كلمته، الا انها في البحرين تحديداً مقننة ومهندسة حتى بما يتوافق ومتطالبات النظام، وتشكل مجلساً وفقاً نظاماً انتخابياً غير عادل، وتشوبه شوائب كثيرة.

والمفارقة ان الانتخابات في البحرين لا تعزز حتى المواطنة المتساوية وهي بعيدة كل البعد عما يحقق تطلعات الشعب، لذلك فالسؤال المطروح اليوم، ما جدوى الانتخابات اذا كانت اداة من ادوات النظام لتعزيز سلطته وبالتالي لماذا يتعمد هذا النظام في البحرين الدفع دائماً الى برلمان الصوت الواحد؟

واكد الاعلامي البحريني ابراهيم المدهون، عندما يطلق على العملية الانتخابية لابد ان تكون حقيقية، ولكن عندما تفرغ من مضمونها فلا يمكمن ان يطلق على هذه العملية انتخابية وانما نقول شكلية او غير حقيقية، وهذا ما عبرت المنظمات الدولية وهي حلفاء للنظام.

وقال المدهون في حوار مع قناة العالم عبر برنامج "صوتك لمن": ان منظمة هيومن رايتس ووتش عبرت عن الانتخابات البحرينية بانها غير نزيهة وتفتقد الى الاعتراف الدولي بسبب الاحجام الشعبي وعدم السماح للمراقبين الدوليين بحضور هذه الانتخابات.

واضاف، انه لا يوجد تغطية اعلامية ولا حتى من قناة العربية المملوكة للسعودية لمن لديها مراسل الا عبر الهاتف، كما ان وكالتا رويترز والبي بي سي اشترطا لحضور الانتخابات الحرية المطلقة واجراء المقابلات مع كل اطياف الشعب، معتبراً ان هذا يدلل على حجم المقاطعة وفشل هذه الانتخابات. 

واوضح، في الحقيقة هو برلمان الملك، لانه 50 في المئة يعينهم الملك بصورة مباشرة، فيما 50 بالمئة الاخرين، بينهم 21 بالمئة من المجنسين، والبقية تعود للدوائر الانتخابية.

واضاف، ان المعيار الدولي هو صوت لكل مواطن، ولكن في الدوائر البحرينية فهي قليلة بالنسبة لعدد السكان وتفرز نواباً على مقياس السلطة، بالاضافة الى حجب عن بعض المترشحين لان هناك عزل سياسي من تقدم للترشيح، مشيراً الى ان السلطات البحرينية هيأت باصات لنقل المواطنين الى المراكز الموالية للنظام.

واكد ان الشارع البحريني يشعر بالاحباط ازاء هذه الانتخابات، وهناك اجماع من قبل المعارضة وحتى الموالاة بعدم جدية الانتخابات البرلمانية والبلدية، وعزفوا عن الترشح، معتبراً ان البرلمان الاخير كان اسوء بكثير من برلمان عام 2014، بسبب رفع الاسعار والضرائب ووضعت السلطة يدها على الضمان الاجتماعي.

واشار الى ان الشارع البحريني لديه ردة فعل ازاء الانتخابات لانها سوف تزيد الوضع سوءاً، اضافة الى التطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي التي تستفز مشاعر الشعب البحريني.

من جانبه، اعتبر مدير الحوزة العلمية البحرينية في قم المقدسة، الشيخ عبدالله الدقاق الانتخابات البرلمانية التي انطلقت الیوم في البحرين، "مهزلة" تمثل نظاماً يقف ضد شعبه.

وقال الشيخ الدقاق، ان "العلماء والرموز وأبناء الشعب البحريني لازالوا في السجون، والمطاردون والمبعدون لازالوا في الخارج، ولم يتقدم النظام بأي حل لإرضاء الشعب".

وتابع أن "النظام، شدد قمعه للشعب، قبل أيام من الانتخابات وكأنه يريد ان يقول للناس «لاتهمني مشاركتكم، بل يهمني أن آتي ببرلمان وفق التفصيل الذي فصلته وهو برلمان 100% حكومي".

وأكد الشيخ الدقاق:"تريد السلطة من الايتاء بهكذا برلمان، أن تمرر مخططاتها باسم الشعب ولذلك فصلت مقاساً محدداً وحددت الاشخاص الذين يبنغي ان يُنتخبوا في البرلمان، لكي تكون العملية سلة".

وأشار الشيخ الدقاق الی حصول اجماع في البحرين لمقاطعة الانتخابات، مبيناً ان "الشعب، لايحتاج الی دعوة من المعارضة أو رموزها لمقاطعة الانتخابات، لان وضع الشعب يتطور في البحرين من سئ الی أسوأ؛ فمن الناحية الاقتصادية الغلاء يجتاح البلد وخزينة الدولة علی وشك الافلاس ومن ناحية السياسة الدولية، البحرين مقبل علی استقبال رئيس وزراء الدولة اللقيطة "اسرائيل" وهي زيارة غيرمرحب بها شعبياً؛ من الناحية الأمنية يشهد البحرين قمع أمني وملئ السجون من أبناء الشعب أو ابعادهم أو اسقاط جنسياتهم".

وأضاف ان "المقاطعة كانت في السابق، لأسباب كعدم الاعتراف بالنظام أو وجود مشكلة دستورية أو سياسية في النظام ولكن في هذه الانتخابات، سببت ممارسات النظام القمعية، اجماعاً شعبياً علی ضرورة مقاطعة الانتخابات؛ بحيث أصبح كل من يرشح نفسة في الانتخابات، منبوذاً في عيون الشعب وينظرون بأنه يبحث عن المال علی حساب الشعب".

بدوره، اكد الناشط البحريني علي الفائز، ان المجتمع الدولي يعترف بان الانتخابات البرلمانية والبلدية البحرينية هي انتخابات اللون الواحد، بمعنى انه لا توجد انتخابات حقيقية، وانما هناك نظام يعيد انتاج نفسه عبر ما يسميه بالانتخابات.

وقال الفائز في حوار مع قناة العالم عبر برنامج "صوتك لمن": ان العالم بأجمعه يقر بان هناك كارثة على مستوى حرية الرأي والتعبير والاعلام في البحرين.

واضاف، ان ما يجري بالبحرين هو لون واحد للمرشحين وبرنامجهم الانتخابية، وهؤلاء جميعاً يتفقون في مسألة التعاون مع السلطة ولا يتكلمون عن حكومة وتشريعات جديدة.

واوضح الفائز، حتى حلفاء النظام البحريني كالكونغرس الاميركي، البرلمان الاوروبي، البرلمان البريطاني، البرلمان الايطالي والبرلمان الايرلندي، كلهم يتحدثون عن عدم شرعية هذه الانتخابات المفرغة من معناها السياسي بشكل كامل بسبب عدم ترشيح اي وجوه من المعارضة الحقيقية.

واكد الناشط البحريني، ان مشاركة ما يسمى بجمعيات اخوان المسلمين في البحرين المحسوبة على الامارات والسعودية، انما جاءت تحت التهديد، معتبراً ان السلطة تحتاج الى الوان متعددة للمشاركة بالانتخابات ليس بهدف تعدد الطيف السياسي وانما بهدف الترويج الاعلامي على المستوى العالمي.

واشار الى ان هذه الجمعيات ليست لديها عمقاً شعبياً وانما حصلوا على الوجاهة السياسية بفعل انهم كانوا من تبنوا وثيقة المنامة عام 2011، لكن وزنهم الشعبي يكاد يكون غير موجود، وشاركت فقط بالانتخابات بسبب الترهيب والترغيب من قبل النظام البحريني.

اما رئيس المنظمة البحرينية الالمانية لحقوق الانسان والديموقراطية، فقد اكد ان وزير العدل البحريني يجب أن يكون في السجن وليس في الوزارة.

وانتقد عبدالاله الماحوزي في حديث لبرنامج "صوتك لمن.." علی قناة العالم عدم وجود أي لجنة محايدة لمراقبة الانتخابات وإحالة مهمة مراقبة الانتخابات الی وزارة العدل البحرينية، قائلاً:"لايوجد أي شيء نزيه في البحرين، لا في مجال رقابة الانتخابات ولا في البرلمان ولاحتی وزارة العدل، بحيث أن وزير العدل، يجب أن يكون الیوم في السجن، لا في الوزارة".

وتابع الماحوزي:" الا يخجل خالد بن على آل خليفة، في بقائه علی كرسي وزير العدل وهو متورط في قضية هدم المساجد في البحرين؟ الیس هو القائل افتراءاً بأن الاطباء هم من قتلوا المعتقلين وثم تبين أن من قام بقتلهم كانوا الجهات الامنية؟".

وأكد ان هذا المثال البسيط يثبت بأن ما يدور في البحرين تحت طائلة النظام كله فاقد للنزاهة.

وأشار رئيس المنظمة البحرينية الالمانية لحقوق الانسان والديموقراطية، الی تصريحات وزير العدل البحريني حول عدم وجود أي تهديد للمواطنين من قبل النظام، قائلاً:" اذا كان كذلك فلنسأل وزير العدل ما الذي أدی الی اعتقال النائب العشيري والذي يقبع حالياً في السجن؟ ألم تعتقلوه بسبب اعتراضه علی الانتخابات؟ وهل يستطيع مواطن بحريني أن يغرد فقط تغريدة واحدة انتقاداً للانتخابات؟".

يذكر ان الانتخابات البحرينية انطلقت اليوم السبت، وسط مقاطعة واسعة من قبل الاحزاب والشعب. 

 

ضيوف الحلقة:

الاعلامي البحريني ابراهيم المدهون

مدير الحوزة العلمية البحرينية في قم المقدسة، الشيخ عبدالله الدقاق

الناشط البحريني علي الفائز

رئيس المنظمة البحرينية الالمانية لحقوق الانسان والديموقراطية عبدالاله الماحوزي

 

تابعوا المزيد في الفيديو المرفق..

 

تصنيف :