وعود ماي لإسبانيا بشأن جبل طارق..كلام معسول أو موقف حازم؟

وعود ماي لإسبانيا بشأن جبل طارق..كلام معسول أو موقف حازم؟
الأحد ٢٥ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٩:٠٧ بتوقيت غرينتش

بدا وعد تم التوصل إليه في اللحظة الأخيرة للوفاء بطلب إسبانيا حول مستقبل جبل طارق، مجرد كلام معسول هدفه تمرير اتفاق انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وضمان عدم معارضة مدريد له.

العالم-أوروبا

التقت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي برئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس القمة دونالد توسك مساء السبت لتلقي تطمينات بأن الأمور ستسير بيسر بعدما سحب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز تهديده باستخدام الفيتو بعد أن قدم مسؤولون من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ضمانات خطية لمدريد.

وقال سانشيز للصحفيين: "تلقينا ضمانات كافية لكي نتمكن من التوصل إلى حل لصراع استمر لأكثر من 300 عام بين المملكة المتحدة وإسبانيا"، وذلك بعد استمرار المحادثات خلال الليل في بروكسل.

وقال متحدث باسم يونكر إن الاتفاق الذي جرى التفاوض عليه "عادل للمملكة المتحدة، وعادل للاتحاد الأوروبي"، بينما قال توسك إن "الأصدقاء سيظلون أصدقاء حتى النهاية".

وكتبت الحكومة البريطانية لتوسك لتقول إنها لن تفسر اتفاق انسحابها الذي من المنتظر إقراره يوم الأحد، بأنه يعني أن معاهدة مستقبلية للتجارة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة ستنطبق تلقائيا على جبل طارق، بيد أن مبعوث لندن إلى الاتحاد الأوروبي قال إن بلاده ستسعى للحصول على أفضل اتفاق للمنطقة.

لكن رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو، أعلن صراحة أن بريطانيا ستحتفظ بالسيادة على جبل طارق وأن لندن تتفاوض على العلاقات المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي نيابة عن "العائلة البريطانية" برمتها التي تضم هذه المنطقة.

وأضاف: "لن تمنح بريطانيا أبدا سيادتنا ضد إرادتنا. لن تبدأ المملكة المتحدة أبدا عملية مناقشة قضية السيادة التي لا نوافق عليها".

وتابع: "ليست مهتمة بأي نوع من إضعاف السيادة ولا بحد أدنى من التنازلات بشأن قضية السيادة أو السلطة القضائية أو سيطرة إسبانيا. وكما أكدت رئيسة الوزراء البريطانية اليوم، فإن سيادة جبل طارق تبقى وستبقى بريطانية بالكامل".

وألقى بيكاردو باللوم على رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز لاتباع منطق سياسات الدكتاتور فرانسيسكو فرانكو "لتحقيق السيادة على جبل طارق بالشكل الذي يقوم به اليوم".

بالإضافة إلى ذلك، أكد بيكاردو أن الإضافات التي تمت بناء على طلب من إسبانيا على وثائق خروج بريطانيا لا تعني أن سانشيز تلقى أي ضمانات بشأن مستقبل جبل طارق.

وقال: الإعلان الذي تمكنت إسبانيا من الوصول إليه مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى "لم يتم الاتفاق عليه مع المملكة المتحدة" وليس إلزاميا بالنسبة إلى لندن. "هذا مجرد موقف سياسي يتبناه الأعضاء الـ27 المتبقون في الاتحاد الأوروبي".

وتراجع رئيس الوزراء الإسباني يوم السبت عن استخدام حق بلاده الفيتو ضد الاتفاق على الانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي.

وقال إن مدريد تمكنت من التوصل إلى اتفاق في المفاوضات، يمنح "ضمانات مطلقة لحل المشكلة بين المملكة المتحدة وإسبانيا، التي مضى عليها أكثر من 300 عام".

وتابع أنه بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، "سوف تمر علاقات جبل طارق السياسية والقانونية وحتى الجغرافية مع الاتحاد الأوروبي عبر إسبانيا". 

النزاع على جبل طارق بين إسبانيا والمملكة المتحدة مستمر منذ أكثر من 300 عام وخلال الاستفتاءات التي جرت في عامي 1967 و2002، أبدى حوالي 99 % من سكان جبل طارق رغبتهم في البقاء تحت حكم التاج البريطاني.