ما الجديد عن رئيس الغابون المختفي بالسعودية منذ شهر؟!

ما الجديد عن رئيس الغابون المختفي بالسعودية منذ شهر؟!
الإثنين ٢٦ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٩:٠٥ بتوقيت غرينتش

منذ زيارته أواخر أكتوبر الماضي للسعودية من أجل المشاركة في منتدى الاستثمار السعودي، طرح اختفاء الرئيس الغابوني "علي بونغو" المفاجئ والمريب الكثير من الأسئلة بشأن الوضع الصحي للرئيس ومكان وجوده، خاصة مع تزامن الحادث مع قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول. وكان من المقرر أن يشارك بونغو فى إحدى ندوات المؤتمر المعروف باسم دافوس الصحراء إلا أنه غاب عن المشهد بشكل مفاجئ.

العالم - السعودية

إلا أن تقارير إعلامية أجنبية كشفت عن قرار جديد بشأن "الرئيس المختفي"، وذكرت أن الرئيس "بونغو" سيغادر العاصمة السعودية، بعد أن قضى شهرا بين جدران مستشفى فيصل التخصصي.

وقال مصدر مقرب من الرئاسة الغابونية، لوكالة "فرانس برس" إنه "سيجري نقل بونغو (59 عاما) إلى العاصمة المغربية الرباط، وسيقضي فترة في مستشفى بالرباط من أجل العلاج وإعادة التأهيل الطبي"، موضحا أن القرار "اتخذ بناء على رغبة منه".

وأضاف المصدر نفسه أن "الأطباء يعتقدون أن وضعه يمكنه من التنقل ولو لمسافة طويلة"، مشيرا إلى "تحسن واضح لحالته الصحية، إذ إنه يتنفس بشكل عادي ويتواصل بشكل طبيعي".

وقالت مجلة "جون أفريك" إن "المغرب عرض استضافة الرئيس الغابوني، لقضاء فترة نقاهة في المملكة، بعد إصرار من الملك المغربي محمد السادس، الصديق المقرب من الرئيس علي بونغو".

وفي ذات السياق ذكر موقع "أفريكا إنتيليجانس"، أن "رئيس الحكومة، ووزير الدفاع، ومدير مكتب رئيس الجمهورية، ورئيسة المجلس الدستوري، حسموا نقل الرئيس إلى المغرب من أجل فترة النقاهة، رغم اعتراض زوجته".

وكان هناك حديث عن اصابة الرئيس الغابوني بسكتة دماغية، ونقله إلى مستشفى في لندن، حيث قال موقع "جون أفريك"، في تقرير آخر إن مؤسسات الدولة قررت في النهاية الاستجابة لنصيحة السيدة الأولى "سيلفيا بونغو"، التي أمرت بأن يقضي زوجها فترة نقاهته في لندن.

وقالت زوجة الرئيس الغابوني "سيلفيا بونغو" عبر وسائل التواصل الاجتماعي إنها وعائلتها متأثرة بشكل كبير، ودعت إلى المزيد من الصلوات وقامت بتغيير صورها في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي من صورة ملونة مشتركة مع زوجها الرئيس إلى أخرى بالأبيض والأسود، بعدما اكد مصدر مطلع لوكالة "فرانس برس" أن الرئيس بونغو أصيب بسكتة دماغية.

وكانت الرئاسة الغابونية اضطرت تحت ضغط الشارع الغابوني للخروج عن صمتها، فأعلنت في بيان مقتضب أن "أجندة الرئيس على حالها وأنه سيكون يوم الحادي عشر من نوفمبر القادم في باريس لزيارة كانت مقررة".

وبذلك بدت الأنباء متضاربة في الوجهة الجديدة للرئيس الغابوني، لكنها اتفقت على أنه سيغادر السعودية، بعد فترة إقامة أثارت جدلا واسعا.

ودعت شخصيات بارزة في الحزب الحاكم في الغابون الحكومة إلى الكشف عن مصير الرئيس علي بونغو، الذي أثار اختفاؤه بعد زيارته الأخيرة إلى الرياض شائعات عن موته أو مرضه.

وبحسب "روسيا اليوم"، فقد قالت اللجنة الاستشارية للحزب الديمقراطي الغابوني: "وضوح مصير الرئيس ضروري لطمأنة الجمهور في وقت انتشرت فيه شائعات فظة عن حالته في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي".

وفي 28 أكتوبر، اي بعد أربعة أيام من نقله الى المستشفى في السعودية، أكد المتحدث باسم الرئاسة إيك نغوني ان الرئيس يعاني "وعكة" ناجمة عن "إرهاق حاد" بسبب نشاطاته المكثفة جدا خلال الأشهر الاخيرة.

فيما انتشرت انباء عن تنويم اصطناعي للرئيس في المستشفى، وحسب وكالة "الأناضول" فإن بونغو أصيب بالشلل بعد فترة قصيرة من وصوله إلى الرياض، وتم نقله إلى غرفة العمليات ودخل في حالة غيبوبة اصطناعية لم يستفق منها حتى الآن.

كمت ثارت شكوك وشائعات حول اختفاء الرئيس الغابوني، منها إعلان نبأ وفاته على قناة "رؤية 4" الكاميرونية (خاصة)، التي اتخذت السلطات الغابونية قرارا بإيقاف بثها لمدة 6 أشهر، وفقا لشبكة "أفريكا نيوز".

وترى الهيئة أن القناة تهدد حياة الآخرين عبر نشر معلومات تميل إلى الإخلال بالنظام العام، موضحة في بيان رسمي أن الرئيس يعاني من التعب بسبب جدول أعماله المليء بالأعمال المحلية والزيارات الدولية الثقيلة.

وتبرأت السفارة الكاميرونية في الغابون، مما أذاعته القناة وكذبت رواية وفاة الرئيس التي أربكت السلطات السعودية والغابونية معا.

وقال المتحدث باسمه إيك نغوني، إن الأطباء هناك قد شخصوا إصابته "بالتعب الشديد" وأمروا بالراحة في الفراش.

وكانت وسائل التواصل الاجتماعي تناولت إقامة الرئيس الغابوني السرية في السعودية وأبدت انزعاجها من غموض الإقامة، بعدما لم تتسرَّب معلومات رسمية جديدة حول وضع الرئيس ما ادى هذا الصمت المستمر الى قلق كثير من الغابونيين.

وقال أنج-غايل ماكايا ماكايا، الطالب في جامعة عمر بونغو في ليبرفيل "لا تتوافر لدينا المعلومات الكافية". وأضاف أن الغابونيين يتناقلون "الكثير من التكهنات" على الشبكات الاجتماعية أو خلال أحاديثهم.

واعتبر ماكايا ماكايا أن "الشبكات الاجتماعية ليست مقياساً للحالة النفسية للغابونيين". وأضاف أن "التقليد عندنا يقضي بألا نتمنى وفاة أحد، خصوصاً عندما يكون زعيماً".

لكن دبلوماسيا قال إن "طريقة تعاطي الإعلام الرسمي مع المسألة تركت مجالاً للشكوك".

فيما قال صحافي غابوني، طلب التكتم على هويته، إن "حلقة ضيقة جداً تضم سيلفيا بونغو زوجة الرئيس، وحدها تطلع على المعلومات".

واقلق الغموض حول الوضع الصحي للرئيس الأوساط الاقتصادية أيضاً.

وأكد الخبير الاقتصادي الغابوني، مايس مويسي، أن "رئيس مؤسسة غابونية أسرّ لي أنه ينوي إبطاء بعض المشاريع التي كان التزم بها مالياً".

يذكر ان انعدام المعلومات الدقيقة حول الوضع الصحي للرئيس الغابوني علي بونغو أونديمبا غذّ المخاوف والشائعات في ليبرفيل.