الغرب يريد إستمرار العدوان على اليمن.. لماذا؟

الغرب يريد إستمرار العدوان على اليمن.. لماذا؟
الأربعاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٨ - ١٠:٣٧ بتوقيت غرينتش

الحرب العدوانية التي فرضتها السعودية وحلفاؤها وبدعم أمريكي وغربي على اليمن منذ ما يقارب أربع سنوات، لا يبدو أنها ستنتهي في القريب العاجل لأن وقف الحرب يعني وقف تصدير الأسلحة الأمريكية والغربية إلى دول تحالف العدوان.

العالم - تقارير

تحالف العدوان بقيادة السعودية لا يزال يواصل غاراته على اليمن وخاصة مدينة الحديدة وميناءها، ما يؤكد زيف مزاعم وسائل الإعلام التابعة للتحالف برغبة الرياض وحلفاءها في إنهاء الحرب المفروضة على اليمن واليمنيين العزل.

وأصدرت وزارة الدفاع في حكومة الإنقاذ الوطني في العاصمة اليمنية صنعاء قبل أيام قلائل بياناً أكدت فيه أن قوى العدوان مازالت تستمر في غاراتها على مختلف مناطق اليمن ولا سيما الحديدة وهذا يدلّ على أنّ دول العدوان لا تهتم بالسلم والسلام الذي تروجه زوراً وزيفاً وسائل إعلامها، بل على العكس من ذلك فقد كثفت الدول المعتدية من غاراتها العشوائية والدموية في حين يزور مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتين غريفيث المنطقة من أجل تمهيد الطريق لبدء المفاوضات السياسية بين الأطراف المتصارعة.

وقد إلتقى غريفيث في صنعاء عدداً من مسؤولي حكومة الإنقاذ الوطني لبحث المفاوضات السياسية المرتقبة وزار أيضاً مدينة الحديدة وغادر العاصمة اليمنية يوم السبت الماضي بعد عدة أيام من لقاءات مكثفة وتوجه إلى العاصمة السعودية الرياض للقاء عدد من مسؤولي حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي للإطلاع على وجهات نظرهم حول مفاوضات إنهاء الحرب المستمرة منذ آذار/مارس 2015.

ومن المتوقع أن تجري مفاوضات إنهاء الحرب اليمنية مطلع شهر كانون الأول/ديسمبر 2018 في العاصمة السويدية ستوكهولم وقد أبدت وزيرة الخارجية السويدية مارغو والستروم إستعداد بلادها لإستضافة المفاوضات اليمنية.

وكان من المقرر أن تبدأ المفاوضات اليمنية في أيلول/ سبتمبر الماضي في مدينة جنيف السويسرية إلا أن السعودية منعت الوفد المفاوض لحركة أنصار الله من التوجه إلى هناك عبر عدم إصدار تصريح بإقلاع طائرة عمانية قد سبق التنسيق بنقلها الوفد الوطني اليمني إلى جنيف.

- أزمة الحديدة

بسبب تواصل هجمات العدوان السعودي على محافظة الحديدة خصوصاً عاصمتها وميناءها أصبح أهالي المحافظة الواقعة بغرب اليمن في وضع يرثى لهم حيث أجبرت الضربات الجوية لطائرات العدو أكثر من 130 ألف أسرة يمنية إلى مغادرة المحافظة،  بحسب أحدث تقرير للأمم المتحدة.

وقد تسببت غارات العدوان العربي والغربي في الإخلال بحركة التجارة في ميناء الحديدة حيث إنخفض مستوى الواردات عبر هذا الميناء الإستراتيجي إلى النصف، الميناء الذي يدخل عبره ما يقدّر بـ 80 بالمئة من السلع والمواد الغذائية المستوردة التي يكون الشعب اليمني بأمسّ الحاجة إليها في هذه الظروف نظراً لإغلاق مطار صنعاء الدولي والحصار البحري الشديد الذي تنفّذه السفن الحربية التابعة للتحالف.

- العدوان يريد إدارة ميناء الحديدة وحده

يسعى العدوان السعودي من خلال تكثيف هجماته البرية والجوية على محافظة الحديدة للسيطرة على ميناء الحديدة لإستكمال إغلاق المنافذ البحرية والبرية والجوية اليمنية وتطالب بإنسحاب قوات حركة أنصار الله من الميناء وتعارض المقترح الذي تقدم به المبعوث الأممي الذي قال عقب زيارته الأخيرة للميناء إنه إتفق مع أنصار الله على إنخراط الأمم المتحدة في مفاوضات مفصلة مع الأطراف للقيام بدور رئيسي في الميناء إلا أن حكومة الرئيس المستقيل والمنتهية ولايته أعلنت على لسان وزير خارجيتها "معمر الإرياني" أن حكومته لن تقبل بأي صيغة لا تتضمن إنسحاب قوات حركة أنصار الله من مدينة الحديدة وميناءها.

- أمريكا لا تريد وقف الحرب لأنه يعني وقف تصدير السلاح

مما لا شك فيه أن الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية لا يريد وقف الحرب اليمنية الطاحنة التي تستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات و نصف سنة لأن وقف الحرب التي تسببت بمقتل أكثر من عشرة آلاف شخص وجرح أكثر من خمسين ألف شخص آخر وتشريد أكثر من ثلاثة ملايين آخرين من منازلهم وهدم المنازل السكنية والمستشفيات والطرق والجسور ومخازن الحبوب والمواد الغذائية والمدارس والمساجد والجامعات، يعني وقف تصدير أفتك وأخطر الأسلحة والذخائر التي يزوّد بها الغرب حلفاءه الخليجيين ويحصل من وراء هذه الصفقات العسكرية التي تشمل أسلحة وذخائر محظورة دولياً على عشرات المليارات من الدولارات.

وفي سياق مساعيها للحيلولة دون وقف الحرب اليمنية المفروضة، عارضت أمريكا في مجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء مشروع قرار أعدّته بريطانيا لوقف إطلاق النار في اليمن وبدء المفاوضات السياسية بالسويد.

وتؤكد مصادر من داخل مجلس الأمن الدولي أن السعودية تسعى جاهدة لمنع تمرير مشروع القرار البريطاني.

- السعودية لا تزال تقصف الحديدة رغم إتفاق التهدئة

الهجوم السعودي على الحديدة والذي بدأ مطلع يونيو/حزيران الماضي لا يزال مستمراً رغم إتفاق التهدئة وهذا ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والخدمية في هذه المدينة ونزوح العائلات اليمنيه منها إلى مناطق آمنة ولكن لا تستطيع ضمان حصولها على وجبات كافية تشبع بها بطون أطفالها حيث قد تضطر العائلات النازحة إلى إطعام أطفالها أوراق الأشجار!

وفي هذا الصدد، تقول المنظمات المعنية بحقوق الأطفال كـ "منظمة أنقذوا الأطفال" أن خمسة وثمانين ألف طفل دون السن الخامسة ماتوا جوعاً منذ بدء العدوان السعودي الغاشم على اليمن في مارس/آذار 2015 والأطفال الذين يعانون من مختلف الأمراض لا يتلقون العلاج اللازم بسبب إستمرار الحصار الجوي والبري والبحري وندرة الأدوية والمستلزمات الطبية وإغلاق 50 بالمئة من المرافق الطبية.