رغم مزاعمها بوقف الحرب.. السعودية مستمرة في عدوانها على اليمن

رغم مزاعمها بوقف الحرب.. السعودية مستمرة في عدوانها على اليمن
الأربعاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:١٢ بتوقيت غرينتش

هجمات تحالف العدوان السعودي الاماراتي المستمرة على المدن والمناطق السكنية اليمنية وخاصة ميناء الحديدة تؤكد مرة أخرى، حالة الاحباط والتخبط التي تعيشها قيادة العدوان في مواجهة الجيش واللجان الشعبية في اليمن، رغم مزاعم التحالف حول ضرورة الدخول في المفاوضات وانطلاق عملية السلام.

العالم - تقارير

وشن طيران العدوان السعودي الاميركي في اليمن الأحد سلسلة غارات واستهدف قصف صاروخي ومدفعي منازل ومزارع المواطنين في محافظات صنعاء وصعدة والحديدة في اليمن.

وأوضح مصدر أمني يمني أن “طيران العدوان شن 10 غارات على مديريتي الجراحي والتحيتا بالحديدة وغارتين على مزرعة مواطن في مديرية الدريهمي بالمحافظة عينها”.

واضاف المصدر انه “في محافظة صعدة الحدودية مع السعودية دمر تحالف العدوان خزان مياه في منطقة بطلان بمديرية حيدان بقصف صاروخي طال مناطق متفرقة غرب حيدان”، وتابع “شن الطيران المعادي غارة على منطقة آل علي بمديرية رازح الحدودية وأضرار في المحلات التجارية”، واضاف “تعرضت قرى آهلة بالسكان في مديرية منبه الحدودية لقصف صاروخي ومدفعي سعودي”.

 وجدد طيران التحالف العدوان غاراته على محافظة الحديدة غربي اليمن، مستهدفاً بخمس غارات مديريات الدريهمي وزبيد والتحيتا جنوب الحديدة.

وبفعل الاعتداءات المتواصلة من قبل التحالف السعودي الاماراتي، يعاني اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ قتل وجرح الآلاف بحسب الأمم المتحدة، كما يحتاج 22 مليون شخص، أي نحو 75 بالمئة من عدد السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة.

وحسب الأمم المتحدة، فقد وثقت 9500 حالة وفاة مدنية، وغالبية الضحايا المدنيين ناتجة عن الضربات الجوية.

وفي يونيو/ حزيران 2018، بدأت القوات المدعومة من السعودية هجوماً على ميناء الحديدة الرئيسي الذي يسيطر عليه الجيش اليمني واللجان الشعبية، وهو نقطة دخول معظم المساعدات الإنسانية إلى اليمن، وشريان الحياة لتجنب المجاعة. وحذرت وكالات الإغاثة من أن الهجوم قد يجعل الكارثة الإنسانية في اليمن أسوأ بكثير.

الحرب والجوع والمرض

وبسبب العدوان على اليمن، هناك 8.6 ملايين طفل لا يحصلون بشكل منتظم على مياه الشرب النقية وخدمات الصرف الصحي والنظافة العامة، مما وفر بيئة مناسبة لتفشي الأمراض، وفق اليونيسيف.

وحذر المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفد بيسلي من حدوث مجاعة مدمرة في اليمن بسبب استمرار الحرب وصعوبة إيصال المواد الغذائية، منتقدا في الوقت نفسه استهداف مخازن الغذاء التابعة لبرنامج الغذاء العالمي.

وأشار بيسلي في بيان إلى سلسلة من الهجمات استهدفت خلال الفترة الأخيرة العمال والشاحنات والمستودعات وصوامع الحبوب، وهي مساعدات حاسمة في منع البلد من الانحدار إلى مجاعة كاملة.

من جهة أخرى، قالت منظمة "أنقذوا الأطفال" إن المجاعة التي تهدد ملايين الأطفال اليمنيين سببها ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، مؤكدة أن ذلك يعود لاستئناف التحالف هجومه على مدينة الحديدة ومينائها الذي تمر منه معظم المواد الغذائية والمساعدات للمناطق الخاضعة لسيطرة حركة أنصارألله.

واشنطن تدعو الى تأجيل هدنة في اليمن 

وابلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء أنه ينبغي تأجيل مشروع قرار يدعو إلى هدنة في اليمن، وذلك إلى حين إجراء محادثات السلام المقررة في السويد أوائل كانون الأول/ديسمبر.

و في وقت سابق، اعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن المحادثات بين الأطراف اليمنية ستعقد في الأول من الشهر المقبل بالسويد مشيرا إلى أن أبو ظبي والرياض أوقفتا عملياتهما العسكرية في الحديدة.

وصرح ماتيس للصحفيين "نوظف ما يمكن للسعوديين تقديمه لنا لمحاولة إنهاء الحرب في اليمن".

وأضاف أن إنهاء الحرب في اليمن يتطلب العمل مع الرياض، وقال بالخصوص "من مصلحتنا وقف الكارثة الإنسانية في اليمن، ولن نعتذر عن العمل مع السعودية لأنه ضروري لمصلحة الأبرياء".

وكانت بريطانيا قدّمت الأسبوع الماضي نص مشروع القرار هذا، في الوقت الذي كثّفت الأمم المتحدة جهودها لإجراء محادثات بهدف إنهاء الحرب المستمرة في اليمن منذ نحو أربع سنوات.

ويأمل المبعوث الأممي مارتن غريفيث أن يجمع على طاولة واحدة، كلاً من الحكومة المستقيلة المدعومة من السعودية وحركة انصار الله، بهدف إجراء محادثات السلام التي يمكن أن تبدأ في السويد في 3 كانون الأول/ديسمبر بحسب دبلوماسيين في الأمم المتحدة.

وخلال المفاوضات في الأمم المتحدة حول مشروع القرار الذي قدّمه البريطانيّون، قالت البعثة الأميركية إنّ "من المهم أن تؤخذ في الاعتبار نتائج المحادثات الوشيكة في ستوكهولم والتي ستكون نقطة انعطاف مهمة في العملية السياسية"، بحسب رسالة اطلعت عليها وكالة فرانس برس.

واضافت الرسالة التي أرسلتها البعثة الأميركية الى الأعضاء الآخرين في المجلس "نتطلّع إلى تقديم تعليقات جوهريّة على مشروع (القرار) بمجرّد حصولنا على مزيد من المعلومات حول نتائج المشاورات المقبلة".

وهذا أوّل مشروع قرار حول اليمن تتم مناقشته في المجلس منذ العام 2015، ومن شأنه زيادة الضغط على تحالف العدوان الذي تقوده السعودية ضد اليمن.

ويدعو النص إلى هدنة فوريّة في مدينة الحديدة الساحليّة وبدأت المفاوضات الأسبوع الماضي، لكن لم يتم بعد تحديد موعد للتصويت على النص.

هذا و بدوره، وقف المجلس السياسي الأعلى اليمني أمام تعنت الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن ودعوتها لتعليق مشروع القرار المتواضع الذي تقدمت به بريطانيا المطالب بهدنة في اليمن.

وأكد المجلس السياسي الأعلى بهذا الصدد أن الدولة التي أُعلن منها الحرب على اليمن لن تكون جزءاً من الحل أو وقف الحرب.

وأدان المجلس السياسي في بيان صحفي هذا الموقف، مؤكدا أن أمريكا هي من تقود العدوان على اليمن وتتحمل مسئوليات القتل والتدمير في اليمن وأنها بهذا الموقف تمنح فرصة لمزيد من القتل والجرائم والكارثة الإنسانية في الساحل الغربي والحديدة واليمن عموماً.

وأشار المجلس إلى أن من شأن هذا الموقف الأمريكي تقويض أي مشاورات أو مفاوضات قادمة وأن الهدف هو إفشال عملية السلام برمتها قبل أن تبدأ كما أنه يتعارض مع جهود الأمم المتحدة في بناء الثقة.

كما أكد المجلس أن إجهاض أول محاولة شبه حقيقة في مجلس الأمن لإحلال السلام في اليمن هو عار على المجتمع الدولي الذي يتفرج على العربدة الأمريكية في اليمن والمنطقة والعالم.

وجدد المجلس السياسي الأعلى الدعوة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي للقيام بدورهم ومسئولياتهم تجاه الوضع الإنساني في اليمن وكشف من يعرقل العملية السياسية.