هذا ما تعمله ايران اذا انتهى الاتفاق النووي..

هذا ما تعمله ايران اذا انتهى الاتفاق النووي..
الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٩:١٢ بتوقيت غرينتش

بعدما قام الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالانسحاب الاحادي من الاتفاق النووي المتعدد الأطراف، وإعادة العمل بإجراءات الحظر المفروض على طهران، دخلت الاطراف المبرمة للاتفاق ومنها الاتحاد الاوروبي على الخط، واكدت ضرورة العمل على الحفاظ على الاتفاق النووي، واستمرار العلاقات التجارية والاقتصادية مع إيران. الا ان ايران التي التزمت بجميع تعهداتها ما زالت تنتظر إنشاء القناة المالية الخاصة التي وعد بها الاتحاد الاوروبي للالتفاف على الحظر الأمريكي.

العالم- تقارير

اجتمع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف مع منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي فيدريكا موغريني، على هامش المؤتمر الدولي للسلام في افغانستان، وبحث معها بشان الاتفاق النووي الذي أبرم مع إيران عام 2015.

وفي اللقاء اكدت موغريني مرة اخرى عزم الاتحاد الاوروبي على صون الاتفاق النووي، ولفتت الى تاكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنفيذ ايران لتعهداتها في اطار الاتفاق النووي للمرة الثالثة عشرة.

وحسب ما اورده موقع مكتب منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي فقد اكدت موغريني على ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي كمبدا اساسي لهندسة حظر انتشار الاسلحة النووية وكذلك الامن الاقليمي والعالمي.

كما دعت موغريني جميع الاطراف للتنفيذ الكامل والمؤثر لهذا الاتفاق والاستفادة من المصالح الاقتصادية المتعلقة بها.

کما اجتمع وزير الخارجية الايراني الى نظيره الالماني هايكو ماس ، المنعقد في جنيف وتباحثا بشان العلاقات الثنائية واحدث التطورات المتعلقة بتمهيدات اوروبا لتسهيل العلاقات الاقتصادية مع ايران والتطورات الاقليمية وسائر القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وفي هذا السياق أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية علي اكبر صالحي علی أن ايران لم ولن تعمل خلافا لالتزاماتها، ولكن اذا صدر إيعاز بإنهاء الاتفاق النووي، فإننا يمكننا بكل سهولة، العودة الى ما قبل الاتفاق النووي من دون مبالغة.

وفي مقابلة أجراها معه قناة "يورونيوز"، أكد صالحي أن ايران ستتجاوز العقبات مهما كانت الضغوط الاقتصادية، معتبرا ان ذلك جزء من ثمن استقلاليتها وخروجها عن الفلك السياسي للغرب.

وأضاف صالحي: ان ايران ليست وحيدة في مواجهة الضغوط، مبينا ان علاقاتها جيدة للغاية مع الاتحاد الاوروبي وكلا الجانبين يبذل قصارى جهده للحفاظ على الاتفاق النووي كحلقة وصل بين الجانبين، ومن المؤكد اذا تمكنا من إنقاذ هذا الاتفاق في هذه الورطة، فإن ذلك من شأنه ان يمهد لتطوير تعاوننا مع الاتحاد الاوروبي في الجوانب الاخرى الاقتصادية منها والثقافية والعلمية.

کما اكد صالحي في مقابلة مع وكالة كيودو اليابانية، علی ان الجمهورية الاسلامية الايرانية على استعداد لاستئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة في حالة انهاء الاتفاق النووي.

واشار صالحي الى ان صبر ايران بدأ ينفد حيال تنفيذ الاوروبيين لتعهداتهم في الاتفاق النووي، معربا عن أمله في ان تتمكن الدول الاوروبية بتسديد عائدات النفط الايرانية بالرغم من الحظر الاميركي، منوها الى ان ايران واوروبا اتفقتا على تحديد جدول زمني لايجاد آلية في هذا الشأن.

وحذر صالحي انه في حالة انهاء الاتفاق النووي فان تداعياتها ستكون غير متوقعة للجميع.

وعلی الصعيد المحلي اكد الرئيس حسن روحاني على أننا يجب أن نعمل من أجل توسيع التبادلات الحدودية وتوسيع الأسواق الحدودية بحيث يمكن في حالات محددة استيراد البضائع في هذه المناطق دون نقل العملة الصعبة.

وأكد: الیوم نحن في وضع یجب أن نحمي فیه البلاد ضد أولئك الذین یتآمرون ضد الشعب الإیراني، ولحسن الحظ خلال الشهرین الماضیین كان هناك جهد كبیر من قبل المسؤولین المعنیین، وشعر الناس بهدوء نوعا ما.

ولا شك بأن المسؤولين الايرانيين قد ضاعفوا بعد الانسحاب الامريكي، من جهودهم لانتزاع حق ايران علی الصعيد الدولي بموجب الاتفاق النووي- وهذا بالطبع أکثر وضوحا بالنسبة للشعب الايراني- كما علی الصعيد المحلي، تتواصل الجهود في تنفيذ سياسة الاقتصاد المقاوم وتقليل الآمال على الغربيين. لكن المماطلة الأوروبية في تنفيذ تعهداتها الدولية تجاه ايران لا يمکن تبريرها أبدا وخاصة ان الاوروبيين وعدوا بالحفاظ على الاتفاق النووي والعمل على ايجاد آليات للتعاون مع ايران للالتفاف على الحظر الامريكي. فاوروبا التي طالما عانت من التفرد الامريكي على الساحة الدولية لم يبق امامها سوى خيارين، إما ان تتحدى امريكا وتقف بوجهها للحفاظ على الاتفاق النووي الذي أنجز بعد جهود دبلوماسية مكثفة استمرت 12 عاما، وإما أن ترضخ للغطرسة الأمريكية وترافق واشنطن في انتهاك المواثيق والاتفاقيات الدولية، فالمستقبل كفيل بذلك.