اوكرانيا تصبّ الزيت على الازمة المشتعلة مع روسيا

اوكرانيا تصبّ الزيت على الازمة المشتعلة مع روسيا
الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٥:١٠ بتوقيت غرينتش

طلب الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، الخميس، من الدول الأعضاء في حلف شمال الاطلسي (الناتو) نشر سفنها الحربية في بحر آزوف الذي يفصل بين روسيا وأوكرانيا، ما سيؤدي إلى مزيد من التوتر الذي يسود العلاقات بين الدولتين الجارتين في قضية احتجاز حرس الحدود الروسي السفن الحربية الاوكرانية الثلاث.

العالم - تقارير

برّر الرئيس الأوكراني بوروشنكو طلبه من الناتو بنشر سفنه الحربية في بحر آزوف بـ"دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا" وذلك إثر إحتجاز ثلاث سفن حربية أوكرانية يوم 25 نوفمبر الجاري مع طاقمها البالغ عددهم 24 بحاراً أوكرانيا بالقرب من مضيق "كيرتش" الواقع بين بحر آزوف والبحر الأسود.

مضيق كيرتش

ورغم تصعيد التوتر بين روسيا وأوكرانيا، لا ينوي الإتحاد الأوروبي إتخاذ إجراءات عسكرية في بحر آزوف ولكنه عبّر عن قلقها الشديد إزاء إشتداد التوتر بين كييف وموسكو ودعا سلطات البلدين الجارين إلى ضبط النفس والإمتناع عن كل ما يزيد العلاقات الثنائية سوءاً وإتخاذ ما يجنّب المنطقة "العسكرة المتزايدة".

وأصدرت الدول الثماني والعشرون الأعضاء بالإتحاد الأوروبي أمس الأربعاء بياناً طالبت فيه سلطات موسكو بضمان المرور الحر والآمن للسفن في بحر آزوف والبحر الأسود عبر مضيق كيرتش وقالت إنها تراقب الأوضاع السائدة في بحر آزوف عن كثب.

كما طالبت دول الإتحاد الأوروبي السلطات الروسية بالإفراج غيرالمشروط عن السفن الحربية الأوكرانية الثلاث وجميع بحارتها الـ24.

-بوروشنكو يحضّ  الغرب على روسيا

ألمانيا من الدول الأوروبية التي طلب بوروشنكو منها إرسال سفنها الحربية إلى بحر آزوف وقد قال الرئيس الأوكراني في حوار مع الصحيفة الألمانية "بيلد" إن ألمانيا من أقرب حلفاء أوكرانيا ونأمل أن تقوم برلين بإرسال سفنها الحربية إلى بحر آزوف لمساعدة كييف تجاه الإجراءات التي تقوم بها روسيا في هذا البحر وضمان أمن المنطقة.

وقد حضّ الرئيس الأوكراني بصراحة الدول الغربية على مواجهة موسكو في بحر آزوف، متهماً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"السعي وراء إحتلال بحر آزوف".

وأضاف بوروشنكو في سياق الإتهامات التي يكيلها لروسيا أن وحدة العالم الغربي هي اللغة الوحيدة التي يفهمها بوتين.

وتتهم حكومة كييف السلطات الروسية بدعم المتمردين في منطقة "دونباس" بشرق أوكرانيا والتي تضم الإقليمين الإنفصاليين "لوغانسك ودونيتسك" وقد إتهم الرئيس الأوكراني في  هذا الحوار الصحفي نظيره الروسي بـ" السعي وراء ضمّ دونباس ثم أوكرانيا بكاملها إلى روسيا " بعد ضمّه شبه جزيرة القرم عام 2014.

-بوتين يفنّد مزاعم بوروشنكو

رداً على الإتهامات التي توجهها كييف لموسكو خصوصاً إتهام "سعي بوتين لإعادة الإمبراطورية الروسية"، قال الرئيس الروسي إن السفن الأوكرانية إحتجزت بسبب التصرفات الإستفزازية التي قامت بها وذلك عبر دخول المياه الإقليمية لروسيا وعدم الإهتمام بتحذيرات البحرية الروسية، مضيفاً أن القوات البحرية الروسية لم تقم إلا بواجبها العسكري وكييف هي المسؤولة عما حدث لقيامها بما يوتّر العلاقات أكثر فأكثر.

-البحارة الأوكرانيين بين الحجز الإحتياطي والمحاكمة

قد أودع 15 من البحارة الأربعة والعشرين الأوكرانيين الذين إحتجزتهم البحرية الروسية الثلاثاء الماضي في الحجز الإحتياطي حتى 25 يناير 2019 بتهمة عبور الحدود الروسية بشكل غيرقانوني ويحاكم بقية البحارة الأوكرانيين أمام القضاء الروسي.

وقد يواجه البحارة الأوكرانيون عقوبة الحبس إلى ما يصل ست سنوات إذا حكم عليهم  القضاء الروسي بتهمة العبور غيرالقانوني للحدود الروسية وعدم الإهتمام بتحذيرات خفر السواحل الروس.

-أهمية مضيق كيرتش لأوكرانيا

يحظى مضيق كيرتش بأهمية بالغة لأوكرانيا لأن السلع والمواد التي تصدّرها تمرّ عبر هذا المضيق الإستراتيجي الوحيد بين بحر آزوف والبحر الأسود.

وتقول حكومة كييف إن موسكو بعد ضمّها شبه جزيرة القرم إلى التراب الروسي في عام 2014 عززت تواجدها العسكري في مضيق كيرتش وتضيّق على حركة السفن الأوكرانية التي تنطلق من الموانئ الأوكرانية المطلة على بحر آزوف وتعبر المضيق في طريقها إلى موانئ الدول المستوردة.

وتؤكد كييف أن على روسيا الإلتزام بالإتفاق الثنائي الذي وقّع عام 2003 لضمان حرية حركة التجارة البحرية عبر مضيق كيرتش وتقول إن عدم الإلتزام بهذا الإتفاق من الجانب الروسي قد إدى إلى إنخفاض مستوى الصادرات الأوكرانية حيث إنخفض حجم صادرات الفولاذ و الحبوب من ميناء "ماريوبول" المطل على بحر آزوف بنسبة 6%  في العام 2018 وإنخفض حجم الصادرات من ميناء "بارديانسك" بنسبة أكثر من 12% وهذا ما تسبب بخسائر كبيرة للإقتصاد الأوكراني.