في الارجنتين.. لعنات خاشقجي تطارد الامير الشاب

في الارجنتين.. لعنات خاشقجي تطارد الامير الشاب
الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٥٧ بتوقيت غرينتش

تتحطم خرافة "الامير الاصلاحي" في كل خطوة يخطو بها ولي العهد السعودي الشاب محمد بن سلمان، فسياسته الداخلية والخارجية انهارت معا على صخرة جرائمه التي طالت الكثيرين في الداخل او من فلت فلاحقته في الخارج. وتلك التي ارتكبها بحق المدنيين اليمنيين نساء واطفالا وشبابا وشيوخا. واما ارتهان الامير السعودي على الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب فلم يمكنه من ازالة غبار الفشل من وجهه كما لم تساعده جولته الخارجية في تلميع صورته المشوهة امام الرأي العام العربي والعالمي.

العالم - السعودية

قام ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بجولة عربية قبل ان يسافر الى الارجنتين في اطار حملة علاقات عامة يريد من خلالها غسل يديه الملطختين بدماء الصحفي السعودي المغدور جمال خاشقجي، ليظهر انه استطاع العبور من ازمة خاشقجي وتداعياتها وانه مازال يتمتع بمكانة عربية ودولية، في حين تثبت الاحتجاجات الشعبية التي لاحقته في مصر ودول المغرب العربي انه شخص غير مرحب به في اي مكان بسبب جرائمه في اليمن وتورطه في مقتل خاشقجي.

ففي تونس، مهد الثورات العربية، انتفض التوانسة على ولي العهد الشاب بخروج آلاف المواطنين إلى الشوارع رفضا للزيارة، حيث اصبحت تونس أول بلد عربي تكتسب فيه الاحتجاجات ضد السلطة الملكية السعودية زخما كبيرا.

وقبل ذلك قوبلت زيارة بن سلمان للقاهرة برفض شعب مصري. وعشية تواجده في مصر نشر حوالي 100 صحفي مصري رسالة مفادها أن النظام السعودي جاهل بالقيم الإنسانية، بما في ذلك الحق في الحياة، كما ناشد الصحفيون العالم أجمع بضرورة إدانة الرياض.

وها هو "ابو منشار"، اللقب الذي ناله من الشعوب العربية، يحط رحاله في الارجنتين قادما من تونس للمشاركة في قمة دول مجموعة العشرين (G20)، لكنه اضطر هذه المرة للنزول في مقر السفارة السعودية في بوينس ايرس محميا بتدابير امنية مشددة بدلا من فندق "فور سيزون" الذي كان يفترض أن يقيم فيه.

وقالت مصادر اخبارية إن بن سلمان قرر العزوف عن الإقامة الفندقية الفاخرة في "فور سيزون"، واحتمى بمقر سفارة بلاده بعد أن تلقى استشارات من فريقه الأمني ومن السلطات الأرجنتينية عن احتمال احتجاجات قد يتعرض لها في مقر الفندق، وتم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة جدا بمحيط السفارة السعودية.

واضافت أن عددا من المحتجين كانوا في استقبال محمد بن سلمان لدى وصوله إلى مقر السفارة، ورددوا كلمات وعبارات منتقدة له.

وفي وقت لاحق، وصل الأمير خالد بن سلمان شقيق ولي العهد السعودي إلى سفارة المملكة في بوينس أيرس للالتحاق بشقيقه محمد بن سلمان للمشاركة في قمة العشرين.

وفي سياق متصل، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنها ستلجأ إلى القضاء لمحاكمة محمد بن سلمان في دول أخرى كما فعلت في الأرجنتين، بينما طلب قاض أرجنتيني من خارجية بلاده جمع معلومات من اليمن وتركيا والمحكمة الجنائية الدولية على خلفية الدعوى التي قدمتها المنظمة الدولية.

وقال الباحث بقسم الشرق الأوسط بالمنظمة عمرو مجدي إن المتابعة القضائية ستمتد لدول أخرى يوجد في قانونها مبدأ الولاية القضائية المعروف بالاختصاص الإنساني، مشيرا إلى متابعة ما سيقوم به الادعاء العام في الأرجنتين بشأن إمكانية تحقيق القضاء مع بن سلمان.

من جهته، أوضح مكتب القاضي الاتحادي الأرجنتيني أرييل ليخو أنه يسعى للحصول على معلومات عن أي قضايا مفتوحة متصلة بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي أو جرائم الحرب في اليمن.

وطلبت ووتش من الأرجنتين يوم الاثنين أن تستخدم بندا خاصا بجرائم الحرب في دستورها للتحقيق في ضلوع ولي العهد بجرائم محتملة ضد الإنسانية في اليمن، بالإضافة لقتل خاشقجي.

وأبلغ رويترز ممثلٌ عن مكتب المدعي الاتحادي -الذي يعمل مع القاضي ليخو في نظر الشكوى- بأنه لا يزال يراجع طلب المنظمة وإنه لم يتخذ أي قرار بعد بشأن التحقيق في الأمر.

نشرت ووتش -قبيل زيارة بن سلمان للأرجنتين بساعات- تغريدة على تويتر قالت فيها "إن يد العدالة ليست قصيرة، وقد تطال المنتهكين حتى في قارة أخرى، يجب أن يتذكر ولي عهد السعودية ذلك قبل مشاركته في قمة العشرين" بالأرجنتين.

وفي تغريدة سابقة، خاطبت المنظمة ولي العهد السعودي في تحذير مباشر قائلة "يا محمد بن سلمان، قبل أن تسافر إلى الأرجنتين لتلميع صورتك أمام رؤساء الدول في قمة العشرين اعلم أن القضاء هناك قد يحقق في جرائمك المحتملة".

في الحقيقة ان الامير الشاب، استطاع ان يجمع العالم حول شيء واحد وهو معرفة مدى قبح النظام السعودي وجرائمه في المنطقة وبعد ملف خاشقجي فتحت ملفات مشابهة واحدة تلو الاخرى.