فرنسا.. الإحتجاجات تتوسع مع تفاقم الأوضاع المعيشية

السبت ٠١ ديسمبر ٢٠١٨ - ١١:٥٢ بتوقيت غرينتش

فرنسا تشهد منذ اليوم الـ17 نوفمبر الماضي إحتجاجات حاشدة تقودها ما يسمى "السترات الصفراء"، ولا يبدو أن حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، التي تولت السلطة منذ 2017 تستطيع إخمادها وسط إصرارها على المضي في السياسات الإقتصادية التي يعتبرها المحتجون منحازة لطبقة الأغنياء.

العالم - تقارير 

حملة "السترات الصفراء" في فرنسا مصممة على مواصلة تحركاتها الشعبية إحتجاجًا على السياسات الإقتصادية لحكومة الرئيس إيمانويل ماكرون.

وأقامت حملة السترات الصفراء أولى تظاهراتها الإحتجاجية في العاصمة باريس يوم السبت المنصرم 24 نوفمبر الماضي وتستعد اليوم لإجراء التظاهرة الثالثة.

الإحتجاجات الشعبية التي تقودها حملة السترات الصفراء ومختلف الإتحادات العمالية ترجع إلى إرتفاع تكاليف المعيشة وتدني القدرة الشرائية للمواطنين وزيادة معدل البطالة على مستوى البلاد ورفع ضريبة الوقود.

وقد نشرت الشرطة الفرنسية يوم 24 نوفمبر ثلاثة آلاف من عناصرها في العاصمة باريس للتصدي للمحتجين الذين يزداد عددهم مع مضي الأيام وتنوي الشرطة أن تزيد عدد قواتها بالعاصمة إلى خمسة آلاف عنصر لمنع توسع الإحتجاجات والتظاهرات.

وقد إعتقلت الشرطة حتى الآن المئات من المتظاهرين الغاضبين واستجوبت مئات آخرين وقد أدى إشتباكها العنيف مع المحتجين إلى مصرع عدد منهم.

وفي أنحاء مختلفة من فرنسا أغلق المحتجون طرقًا رئيسية منذ أكثر من أسبوعين ولا يبدو أن الإحتجاجات الغاضبة ستتراجع في المدى القريب إذ إن الحكومة تنوي الإستمرار في تنفيذ سياساتها الإقتصادية التي أثارت غضب الملايين من المستهلكين والعمال والعاطلين عن العمل، حيث قال رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب إن الحكومة مصممة على تطبيق مقترح زيادة ضريبة الوقود مطلع العام 2019.

يعتبر المحتجون الخطاب الذي أدلى به الرئيس ماكرون الثلاثاء المنصرم 27 نوفمبر الماضی "مخيبًا للآمال" حيث قال ماكرون في خطابه المطول إن حكومته تدعو المواطنين إلى إستخدام سيارات كهربائية وعلى الشعب تقليص إستخدام الغاز والنفط والفحم، مؤكدًا أن مقترح إرتفاع ضريبة الوقود تمّ إعداده في الأعوام الماضية ولكن تزامن ذلك مع إرتفاع أسعار النفط على مستوى العالم.

التظاهرات العارمة التي تجتاح الآن مختلف المدن الفرنسية لم تكن على هذا الحد من الشدة منذ تولي ماكرون السلطة قبل ثمانية عشر شهرًا وقد إمتدت شرارتها إلى الجارة الشمالية بلجيكا التي تشهد نفس الإحتجاجات المطالبة بتحسين المعيشة وخفض الضرائب وحل أزمة البطالة.

- إرتفاع تكاليف المعيشة

إرتفاع تكاليف المعيشة من العوامل التي دفعت الفرنسيين إلى الشوارع، داعين الرئيس ماكرون الذي يوصف بـ"رئيس الأغنياء" إلى الإهتمام بشؤون من يعانون من مشكلات تكاليف المعيشة الباهظة والبطالة والدخل المنخفض.

ولا يخفى أن تكاليف الدراسة للأجانب في الجامعات الفرنسية إزدادت بنسبة 16 ضعفًا بحيث يكون الطلاب الأفارقة والعرب بإستثناء الطلاب الأوروبيين ملزمين بدفع تكلفة تفوق تكلفة سائر الطلاب بـ 16 مرة. وللتذكير أن 160 ألف طالب أفريقي وعربي يدرسون الآن في جامعات فرنسا ويشكلون 50 بالمئة من الطلاب الأجانب فيها.

- الفقر والبطالة

ذكر أحدث تقرير لمعهد الإحصاء الوطني في فرنسا والذي صدر هذا العام أن هناك 8 ملايين و 800 ألف فقير في هذه الدولة الأوروبية بحيث يعاني 14 بالمئة من المواطنين الفرنسيين من الفقر.

والبطالة هي الأزمة الأخرى التي أججت الإحتجاجات الحالية وقد وصل معدل البطالة بين مختلف فئات الشعب إلى ما يقرب من 10 بالمئة ولم تستطع حكومة ماكرون ولا الحكومات التي سبقتها من خفض معدل البطالة.

- غالبية الشعب الفرنسي تدعم السترات الصفراء

يفيد آخر إستطلاع للرأي أن 84 بالمئة من الفرنسيين يدعمون السترات الصفراء والأفراد ذوي الدخل المتوسط يشكلون غالبية المحتجين.

"زيادة ثراء الأغنياء" تهمة تلاحق الرئيس الفرنسي ماكرون الذي أصبح هدفًا للإنتقادات المتلاحقة التي تتهمه بزيادة ثراء الأغنياء على حساب الطبقات المتوسطة والفقيرة بإتخاذ إجراءات إقتصادية لا تصبّ في صالح المواطن كرفع سعر وقود الديزل بنسبة 23 بالمئة الوقود الذي تستخدمه أغلب السيارات في فرنسا.