فشل اسرائيلي مجدد في سوريا.. وهذه تفاصيله

فشل اسرائيلي مجدد في سوريا.. وهذه تفاصيله
السبت ٠١ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٤٩ بتوقيت غرينتش

مجددا، الكيان الإسرائيلي يسعى باستخدام سياساته العدوانية الى تحقيق أهداف تتراوح ما بين الداخلية منها والخارجية، ولكن هل نجح فعلا في تحقيقها عبر هذا العدوان؟

العالم - تقارير

علامة الاستفهام كبيرة جداً إزاء هذه الخروق الإسرائيلية في جنوب العاصمة السورية دمشق. استفهام يتعلّق بأصل محاولة الاعتداء الإسرائيلية وأهدافها الفعلية، في مقابل تصدي وسائل الدفاع السورية اللافت والناجع جداً، حتى في هذه المرحلة، ما قبل الجاهزية العملياتية لمنظومة "S300".

فبعد إسقاط الكيان الاسرائيلي للطائرة الروسية في أيلول الماضي، غيّر هذا الامر بشكل نوعي حدود وقواعد الاشتباك التي كانت متاحة لـ"إسرائيل" منذ سنوات في تعاملها العسكري المباشر مع أعدائها: قدرة "إسرائيل" الهجومية تضررت وباتت مطالبة بالالتزام بقواعد اشتباك روسية أكثر صرامة، وبلا إمكانيات فعلية، كما يبدو لها إلى الآن، في دفع موسكو للتراجع عن موقفها.

في الأشهر القليلة الماضية، التزم الكيان الإسرائيلي طوعاً بالقيد الروسي وامتنعت بمعنى التجميد عن شن هجمات جوية في سوريا، على أمل تليين الموقف الروسي مع مرور الوقت. لكن تبيّن لاحقاً مع كل المحاولات والجهود المبذولة إسرائيلياً، أن موسكو غير معنية بالتراجع ولا تريد تغيير موقفها. اتضح للكيان الاسرائيلي أن تقديراته كانت مغلوطة، وأن الأزمة مع روسيا أكبر بكثير مما جرى اعتقاده ابتداءً.

هجمات أول من أمس تأتي في سياق طبيعي بعد أن صُدّت منافذ التحاور المباشر بين الجانبين. وهي تعبير عن انتقال "إسرائيل" من مرحلة الانتظار والتمني إلى مرحلة معاينة حدود القيد الروسي بالنار، وتحديداً بعد رفض موسكو إعادة التفاوض على شروط "التنسيق" الجديدة، التي أعلنت تل أبيب أنها غير قابلة للتعايش معها، وهي من ناحية عملية تعني إنهاء فعالية الضربات وجدواها.

الهجمات دعوة إسرائيلية غير مباشرة إلى إعادة التفاوض مع موسكو، على قاعدة "التحاور وإلا" من دون استفزاز روسيا وتحديها. في ذلك، كان واضحاً ابتعاد الكيان عن الهجمات الجوية إلى ما دونها: هجمات صاروخية كما يستدل من البيانات السورية، هي بطبيعتها أقل نجاعة وجدوى.

في اتجاه آخر، أراد الكيان الاسرائيلي في المؤازاة فحص رد فعل سوريا نفسها، في ظل الدعم الروسي لها، ومدى جدية وإرادة قرار التصدي لديها، في مرحلة المتغيرات والتعقيدات التي دخلت على قواعد الاشتباك في سوريا والقيود عليها.

فشل اسرائيلي

في ذلك، يعد نجاح الدفاعات السورية إفشالاً لمحاولة الكيان معاينة الحد الروسي أولاً، وتظهير جدية وإرادة سوريا في التصدي ثانياً. كما أنها أفشلت محاولة "إسرائيل" تظهير نفسها أنها معنية ومصممة على مواصلة الهجمات ضد أعدائها ومنعهم من التمادي في المراهنة على التباين بينها وبين روسيا. التصدي الناجع للدفاعات السورية، رسالة جاءت مضادة وأثبتت الجاهزية والاستعداد العسكريين من جهة، ومن شأنها المساهمة في منع التأسيس لمعادلات جديدة، قديمها قد يكون بات من الماضي. النجاح أيضاً يفسّر، في الموازاة، امتناع الروسي حتى الآن عن التعليق على الاعتداء، نتيجة فشله.

المفارقة التي ظهرت ليلة محاولة الاعتداء واليوم الذي أعقبه، هي في تمادي التعليق الإسرائيلي على لا شيء، وفي البناء على المبالغات الواردة من سوريا، من عدد من المواقع الإخبارية المعادية للدولة السورية.

على غير عادة متّبعة، تبنّت الرواية الإسرائيلية عملياً ما دون الرسمية التي فضّلت الصمت، بيانات مواقع إخبارية معادية، ومن بينها: موجات وسلسلة من الهجمات الجوية الإسرائيلية غير المسبوقة على أهداف مختلفة في سوريا؛ تدمير مواقع قيادية وألوية وكتائب للجيش السوري؛ تدمير مراكز لوجستية ومراكز تابعة لحلفاء سوريا؛ تدمير مصانع أسلحة ومستودعات ذخيرة، علماً بأن أيّاً من الصواريخ الإسرائيلية لم ينجح في الوصول إلى أهدافه.

واضح من التعليق الإسرائيلي، الذي تسلَّم روايات المسلحين ومواقعهم الإخبارية، وعمل على إعادة إنتاجها بما يطمئن المستوطنين، وجود تلهّف لتغيير الواقع في سوريا والتملص من القيد المفروض على تل أبيب فيها. تلهّف كان واضحاً في التعليقات التي عدّت الهجمات رسالة إلى الجانب الروسي والإيراني والدولة السورية، بأن "إسرائيل" مستمرة في فرض خطوطها الحمر ومنع أعدائها من التعاظم العسكري في سوريا.

لكن محاولة البناء على لا شيء قد تفيد مرحلياً ومؤقتاً في طمأنة الجمهور الإسرائيلي، لكنها تبث رسالة ضعف، أو تأكيد لمحدودية الخيارات لدى الجانب الآخر، الذي عاين جيداً ما حصل ومحدودية الاعتداء وفاعليته... وفشله.

شكوى سورية

الى ذلك اعتبرت دمشق في رسالة وجّهتها إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة تتكامل مع ما يقوم به طيران "التحالف الدولي" الذي تقوده واشنطن من انتهاكات بحق المدنيين.

وأشارت في رسالة لوزارة الخارجية إلى أن "التحالف" نفّذ مجزرة جديدة في قرية الشعفة في ريف دير الزور قصف فيها منازل الأهالي وممتلكاتهم المدنية، ما أسفر عن استشهاد أكثر من ثلاثين مدنياً. ورأت أن ما يرتكبه التحالف في الشرق السوري يلاقي في أهدافه وغاياته الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، التي كان آخرها عدوان (أول من أمس) على منطقة الكسوة جنوبي دمشق.

تعليق من الجار اللبناني: انتصار جديد للجيش السوري

وفي سياق ردود الافعال الاقليمية، أكد الرئيس اللبناني الأسبق اميل لحود أن الجيش السوري يسطر ملاحم بطولية وانتصارات واضحة وبينة تضاف إلى سجل إنجازاته في مواجهة العدو الإسرائيلي والإرهابيين.

وقال لحود في بيان أصدره اليوم: إن الاعتداء الإسرائيلي أول من أمس على منطقة الكسوة جنوب دمشق والذي أفشلته وسائط الدفاع الجوي في الجيش السوري ومنعته من تحقيق أي من أهدافه جاء للتغطية على هزائم العدو المتتالية وخصوصاً بعد اعترافه بفشله وهزيمته العسكرية في قطاع غزة.

وشدد على أن هذا الفشل الإسرائيلي الأخير دفع العدو إلى الهرب من الهزيمة نحو هزيمة أكبر، مؤكداً أن أي اعتداء إسرائيلي على سوريا سيزيد من غرق العدو الإسرائيلي في بحر من الفشل والخيبة.

حماس تدين العدوان الإسرائيلي على سوريا

من جهتها دانت حركة حماس، العدوان الإسرائيلي الأخير على سوريا، مؤكدة أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي ترى نفسها فوق القانون.

وقال خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، في حديث خاص لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن العدوان الإسرائيلي، هو الخطر الحقيقي على المنطقة، وعلى العالم أن يدرك أن الاحتلال الإسرائيلي هو الخطر الأكبر على المنطقة والسلم الدولي".

ودعا الحية العالم إلى إلزام الاحتلال وإلجامه حتى لا يتعدى عدوانه وتخريبه المنطقة بكاملها، لافتاً إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية قائمة على الشعب الفلسطيني في كل يوم.

وأضاف: "أي عدوان على أي أرض عربية وإسلامية نحن ندينه من حيث المبدأ، لأن هذا عدوان من دويلة احتلال تتعامل مع نفسها أنها فوق القانون".

وشن الاحتلال الاسرائيلي هجوما صاروخيا أول أمس، على أهداف في ريف دمشق وأخرى في جنوب سوريا تصدت له الدفاعات الجوية السورية.