ما الذي يخفيه السعار الامريكي في دير الزور؟

ما الذي يخفيه السعار الامريكي في دير الزور؟
الجمعة ٠٧ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٥٢ بتوقيت غرينتش

ارتكب ويرتكب ما يسمى بـ"التحالف الدولي" مجازر عدة بحق المدنيين اخرها اليوم باستشهاد 8 افراد من لاسرة واحدة في بلدة هجين بريف دير الزور الجنوبي الشرقي. فما الذي تخطط له امريكا وما هو الرد السوري المنتظر؟

العالم - تقارير

لطالما ادعى ما يسمى بـ "التحالف الدولي" الذي اسس من خارج مجلس الامن وبدون موافقة الحكومة السورية، الشرعية على اساس انه يحارب تنظيم "داعش" الارهابي ويدعي دعمه لما يعرف بـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) لتوفير غطاء شرعي على افعاله.

لكن الحقيقة ان الذي يستهدفهم طيران التحالف هم المدنيين فقط. فقد أفادت مصادر أهلية باستشهاد ٨ مدنيين من عائلة واحدة نتيجة غارات طائرات ما يسمى "التحالف الدولي” على مدينة هجين بريف دير الزور الجنوبي الشرقي.

وقد اصبحت القنابل الفوسفورية المحرمة دوليا مشهدا يوميا في سماء بلدة هجين بريف دير الزور الجنوبي الشرقي وطائرات التحالف الاميركي لاتتوقف عن قصف المنازل والمساجد في الليل والنهار

حيث استشهد خلال الأسابيع الأخيرة عشرات المدنيين وأصيب آخرون جلهم من الأطفال والنساء ووقعت أضرار مادية كبيرة بمنازل الأهالي والممتلكات العامة والخاصة في قرية الشعفة وبلدة هجين بحجة استهداف طيران "التحالف الدولي" لإرهابيي "داعش" في المنطقة.

وطالبت سوريا مراراً عبر عشرات الرسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بالتحرك الفوري لوقف الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها طيران "التحالف الدولي" غير الشرعي بقيادة الولايات المتحدة واتخاذ ما يلزم لإنشاء آلية دولية مستقلة ومحايدة للتحقيق في هذه الجرائم ومعاقبة مرتكبيها

لكن الولايات المتحدة لم تكتفي بالقصف الجوي للاحياء السورية بل افصحت عن نيتها لتدريب ما يقرب الى 40 الف مسلح ايضا. حيث صرح المتحدث باسم هيئة الأركان الأميركية امس الخميس، بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى تدريب من 35 إلى 40 ألف مسلح محلي في سوريا، مشيرا إلى تأهيل 20% منهم

وقال المتحدث العسكري الأميركي الجنرال جوزيف دانفورد في مؤتمر صحفي مع صحيفة "واشنطن بوست"، : نعتقد أن هذا العدد من المسلحين المحليين ضروري من أجل توفير الاستقرار في مناطق وجودهم داخل سوريا.

لكنه لم يتطرق إلى موعد محدد يتم فيه إجلاء القوات الأميركية الموجودة في سوريا بعد تجهيز هؤلاء المسلحين الذين تعتبرهم وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) ضمانا لاستقرار مناطق سيطرتها.

ويرى الروس ان ما تمارسه امريكا في سوريا لعبة خطيرة هدفها تقسيم البلاد فقد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن جزءا من تصرفات الولايات المتحدة في الضفة الشرقية لنهر الفرات ومناطق أخرى من سوريا هو لعب "الورقة الكردية"، وهي لعبة خطيرة للغاية.

ووفقا للافروف:” على الرغم من أن الولايات المتحدة تحاول بالكلمات أن تقدم أعمالهم على أنها مؤقتة، ولكن من الواضح للجميع أن كل ما يجري على الضفة الشرقية لنهر الفرات يشكل انتهاكا واضحا لكل القرارات المعلنة لمجلس الأمن الدولي والتي تؤكد على وحدة الأراضي السورية.

واتهم رئيس هيئة الأركان الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، الولايات المتحدة بمحاولة إنشاء كيان كردي مستقل عن دمشق شمال سوريا. وقائلا، إن مسلحي "داعش" متواجدون في شرق الفرات فقط، في المناطق الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة.

واضاف ان "في ديسمبر من العام الماضي انتهت العملية النشطة للقضاء على العصابات في سوريا.​ وفي الوقت الحالي يتواجد مسلحو "داعش" في شرق الفرات فقط، في المناطق الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة، في حين تتركز بقايا الجماعات المسلحة بقيادة "جبهة النصرة" داخل منطقة وقف التصعيد في إدلب".

فاذا كانت امريكا حقا تهدف الى تحقيق الاستقرار فلما لم تقم تحرير المدنيين الذي يحتجزهم تنظيم داعش .

حيث أعلنت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه، أن الأمم المتحدة قلقة من مصير 7 آلاف من المدنيين الذين يحتجزهم مسلحو تنظيم داعش في محافظة دير الزور السورية.

لكن سوريا والحيلف الروسي كان لهم مواقف على الارض تنبئ عن خطة معده لتحقيق التقدم وذلك بتنفيذ عملية مهمة وفقا لاتفاق ادلب.

فقد اعلنت وزارة الدفاع السورية عبر صفحتها الرسمية انه بالتنسيق بين الجيش العربي السوري ومركز التنسيق الروسي تم في 30 الشهر الماضي إخراج مئات المدنيين معظمهم من النساء والأطفال عبر ممر أبو الضهور الإنساني من منطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب مع سياراتهم وممتلكاتهم الشخصية وماشيتهم وتقديم المساعدة لهم.

كما تم إخراج مئات المدنيين معظمهم من النساء والأطفال عبر حاجز الصالحية بمحافظة دير الزور مع سياراتهم وممتلكاتهم الشخصية وتقديم الرعاية الطبية للعشرات منهم. هذا واستمر تدفق المدنيين من مناطق سيطرة الميليشيات الإرهابية المسلحة في إدلب إلى المناطق الآمنة الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية.

وتم فتح نقطة العبور "أبو الضهور"، باتفاق متبادل بين الجانبين التركي والسوري، لخروج النازحين من منطقة إدلب، وتصل قدرة استيعاب العبور إلى 1500 شخص و30 وحدة من المعدات يوميا.

لذا نلاحظ التناقض الواضح في الخطاب الأميركي تجاه ماسماه المبعوث الأميركي الخاص لشؤون سوريا جيمس جيفري اقتراحات لدى الرئيس الاميركي دونالد ترامب للدخول عسكرياً إلى سوريا، بما فيها الاستراتيجية الأميركية التي طبقت في العراق.

وبين حديث الجنرال ماكينزي الذي رشحه ترامب للقيادة المركزية للجيش الأميركي الذي عد انتصار الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب السورية ليس موضع شك، موضحاً تفوق القوات الحكومية، وحسمها للمعركة الدائرة هناك، وهنا بيت القصيد الذي يمكن البناء عليه وتحليل وتدقيق التوصيف الذي جاء على لسان لافروف بأن الولايات المتحدة تدير لعبة خطيرة في سوريا ولاسيما في شرق الفرات.