بغياب قطر..انتهت قمة مجلس التعاون دون ان تخرج بشيء

بغياب قطر..انتهت قمة مجلس التعاون دون ان تخرج بشيء
الأحد ٠٩ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٥٩ بتوقيت غرينتش

افتتح اليوم اجتماع دول مجلس التعاون في الرياض على وقع غياب أمير قطر عنه باعتباره الغائب الرئيس، ولم يخرج المشارکون في القمة بشيء يکشف عن فاعلية هذا المجلس ودوره المؤثر في حل القضايا الاقليمية والعربية، بل اکتفی الملك السعودي کسالف عهده وعهد من سبقوه بترديد بعض المزاعم التقليدية ضد ايران وحاول ان يعطي صورة محسنة عن السعودية وان يضلل الرأي العام العالمي والاقليمي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وازمة سوريا واليمن.

العالم- تقارير

وقد غاب 3 زعماء هم أمير قطر وسلطان عمان ورئيس الإمارات عن الحضور في هذه القمة، التي تعتبر هي الثانية منذ بدء الأزمة الخليجية، والحصار على قطر، بدعوى دعمها الإرهاب وعلاقاتها مع إيران.

وحضر جلسة الافتتاح العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، وأمير الكويت صباح الأحمد الصباح، وحاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وعن الجانب العماني نائب رئيس الوزراء فهد بن محمود آل سعيد، ووزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان المريخي.

وافتتح العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز كلمته بالقمة، بمهاجمة ايران وجدد مزاعمه تجاهها قائلا: إنها "لا تزال تمارس التدخلات في الشؤون الداخلية للدول المجاورة" حسب زعمه.

وأضاف: "لقد قام مجلس التعاون من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والنماء وأثق أننا جميعاً حريصون على المحافظة على هذا الكيان وتعزيز دوره في الحاضر والمستقبل".

ولفت إلى أن "المنطقة تمر بتحديات وتهديدات لا تخفى عليكم. فلا تزال القوى المتطرفة والإرهابية تهدد أمننا الخليجي والعربي المشترك".

وعن قضايا المنطقة، تابع: "المملكة تواصل الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية، وتحتل القضية الفلسطينية مكان الصدارة في اهتماماتها وتسعى لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة"!!

کما دعا العاهل السعودي إلى التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، بما يساهم في تشكيل حكومة انتقالية تضمن خروج القوات الأجنبية والتنظيمات الإرهابية منها.

وأكد أن دول التحالف العربي لا تزال تواصل دعم الحكومة في اليمن ودعم الجهود الأممية للتوصل إلى حل سياسي لأزمته.

من جهته حذر أمير الكويت صباح الأحمد الصباح، من خطر الأزمة القطرية - الخليجية على كيان دول مجلس التعاون، قائلا إن "أخطر ما تواجهه هذه الدول، هو الخلاف الخليجي"، داعيا إلى وقف "الحملات الإعلامية التي تدعو إلى الفتنة في الخليج الفارسي"، وضرورة تهدئة الأجواء.

وتطرق الصباح إلى الأزمتين في سوريا واليمن، قائلا إنه يأمل "بالوصول إلى حل سياسي في سوريا وفقا للقرارات الأممية"، مشيرا إلى أن استمرار الصراع في اليمن يشكل تهديدا جماعيا".

کما دعا أمير الكويت إيران، إلى "احترام سيادة الدول والالتزام بقواعد حسن الجوار، لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام للمنطقة وفقا للمباديء التي أقرها ميثاق الأمم المتحدة".

وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، منذ حزيران/ يونيو 2017، ثم فرضت عليها "إجراءات عقابية".

من جانبه دعا رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي القمة الخليجية إلى تبني موقف عقلاني تبادر فيه الأنظمة المشاركة في العدوان إلى إعلان توقفها عن ارتكاب المجازر والجرائم بحق الشعب اليمني الذي لم يكن البادئ بالاعتداء، وإنما كان موقفه موقف الدفاع المشروع.

وأكد محمد على الحوثي أن الأنظمة المشاركة في العدوان لن تستطيع الاستمرار بعد الآن في تضليل الرأي العام، سواء العالمي أو في بعض الدول، فقد كشف الواقع وبانت الحقيقة.

وفي نهاية المطاف ينبغي القول إنه مع استمرار الانشقاقات والخلافات فيما بين السعودية والامارات والبحرين من ناحية والکويت وعمان من ناحية أخری، الی جانب التعاطي مع قضايا أخری کالعلاقات مع ايران و... فضلا عن الاتجاه القطري الجديد الرامي الی تبني نهج محدد له تجاه طموحات السعودية والامارات، مع هذا کله فقد تم الغاء دور کيان مسمی بمجلس التعاون منذ فترة غير یسيرة فعلا، لکن يبدو ان اصرار المسؤولين السعوديين علی اختلاق عدو مشترک اسمه ايران آخر محاولات يتم انجازها من جانب السعودية لانقاذ هذا المجلس وضخ الحياة في جسده الهامد.