بانوراما:

"السترات الصفر".."استقالة ماكرون" وتفاهمات السويد مرحلة متقدمة لليمنيين

الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠١:٣٨ بتوقيت غرينتش

العالم - بانوراما

في ملفِ بانوراما الاول..خرَقَ تحالفُ العدوانِ السعودي الاماراتي لاتفاقِ السويد بعد مضيِ اقلَ من اربعٍ وعشرين ساعةً على توقيعِه وذلك من خلالِ استهدافِ الاحياءِ السكنية في مدينةِ الحديدة التي تَمَحْوَرَ حولَها الاتفاقُ المذكور

لم تمض اربع وعشرين ساعة على توقيع ورقة تفاهمات السويد ،حتى خرقت دول العدوان السعودي تلك التفاهمات،عبر استهداف الحديدة،.

المتحدث باسم الجيش اليمني العميد يحيى سريع اوضح ان طائرات العدوان نفذت احدى وعشرين غارة بالتزامن مع قصف مدفعي كثيف ومحاولات تسلل خاصة في جبهات الساحل الغربي..

وبعد التوتر الليلي ،عادت الحياة لتدب مجددا في شرايين الحديدة ،لكن اليمنيين يخشون من انقلاب تحالف العدوان على التفاهمات وخصوصا انهم انقلبوا عليها عقب تفاهمات سابقة

فالعدوان وبالتزامن مع مشاورات الايام السبعة في السويد لم يوقف اعتداءاته ،وخصوصا في الحديدة..كما حصل في الحديدة عندما تعرضت احياؤها لقصف ادى لاستشهاد ستة مدنيين قبل نحو سبعة ايام ،بينما شهدت الحدود مع السعودية وجبهات تعز والضالع والبيضاء ومأرب ونهم،اشتباكات ومواجهات .

وتقول مصادر متابعة ان العدوان يحاول التنفيس عن فشله في مشاورات السويد بمحاولات استفزاز الجيش واللجان لجرهم الى مواجهات مفتوحة ،وبالتالي تحميلهم مسؤولية انهيار ما تم الاتفاق عليه في السويد.

ومن تلك التطورات تبدو دول العدوان وقد خسرت اوراقها على عدة اصعدة:

فتحالف العدوان اجبر على الجلوس على طاولة المشاورات بعد فشله في تحقيق انتصار عسكري ضد ميناء الحديدة رغم الدعم الاميركي والغربي المباشر .كما ان توقف المعارك في المدينة وعودة السفن الى الميناء واستمرار تدفق المواد الانسانية الى اليمن مكسب كبير لحركة انصار الله ومغرم لتحالف العدوان ..

نصر اخر تحقق كان في بقاء ادارة الميناء بيد انصارالله بينما بقيت السعودية والامارات بعيدا عن الحديدة وميناءها.تلك التطورات اجبرت تحالف العدوان على الاعتراف بانصارالله كممثل شرعي وقانوني لليمنيين وهو ما كان التحالف يرفضه حتى عشية التوقيع على ورقة التفاهمات في السويد..مسألة اخرى هامة ايضا تكمن في نجاح انصار الله بالابقاء على مطار صنعاء تحت الادارة الوطنية ..

ومن خلال مجريات مشاورات السويد ابدى الوفد الوطني اليمني خبرة دبلوماسية وحرص على تحسين الوضع الانساني،والى اللحظات الاخيرة كان يقف الند للند امام اتباع السعودية والامارات،بينما كانت الادانات الدولية تلاحق دول العدوان بسبب ما ارتكبوه من مجازر وكوارث في اليمن، حتى حلفاؤهم الغربيين باتوا يطالبونهم بوقف العدوان ويهددونهم ايضا بوقف الدعم العسكري.

وفي الملف الثاني من بانوراما ..

احتجاجاتُ السِتراتِ الصفراء في فرنسا على الاوضاعِ المعيشية للاسبوعِ الخامس على التوالي وتحوُلُها الى صدامات رغم نشرِ الشرطةِ الفرنسية عشراتِ الآلافِ من عناصرِها، في ظلِ رفعِ سقفِ المطالبِ المتواصل.

اسبوع خامس هنا في العاصمة الفرنسية باريس لاحتجاجات السترات الصفر، محتجون ورجال شرطة وسماء باريس تمطر ماء وقنابل غاز. اعداد تقدر باكثر من ثلاثين الفا بحسب تقديرات وزارة الداخلية الفرنسية، اي حوالي نصف عدد المشاركين في الاحتجاجات خلال الاسابيع الاربعة السابقة وتحديدا قبل تراجع الحكومة عن قراراتها الاقتصادية.

ما قبل انطلاق الاحتجاجات، اجراءات امنية مشددة في محيط الشانزيليزيه وقوس النصر، واقامة حواجز على الطرقات المؤدية الى قصر الاليزيع، وتفتيش دقيق للسيارات المتوجهة للمنطقة.

ومع انطلاق الاحتجاجات التي حملت شعار استقالة ماكرون، عمليات الكر والفر ما زالت موجودة في شوارع باريس ومدن اخرى، مواجهات بين المحتجين والشرطة التي استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين، الذين اكدوا انهم لن يوقفوا حراكهم حتى تحقيق كافة مطالبهم

امام اجراءات ماكرون غير الكافية نحن مستمروت بتحركنا الديمقراطي من اجل الوصول الى حقوقنا ونحن هنا لاجل اهداف اجتماعية ومصرون على مطالبنا

مصادر قالت ان الشرطة اعتقلت اكثر من مئة واربعين من المحتجين خلال المواجهات في باريس مع حلول عصر السبت، التي لم تخل من بعض مظاهر العنف لاسيما من قبل الشرطة.

الملفت في الاسبوع الخامس لحركة السترات الصفر كان تراجع المشاركة الى حوالي النصف، بالنسبة لهؤلاء يحاولون ارجاع الامر الى حادث اطلاق النار في ستراسبورغ ومقتل اربعة اشخاص قبل ايام، فيما يقول مراقبون ان قرارات الحكومة بالغاء الضريبة على الوقود التي كانت الفتيل الذي اشعل الاحتجاجات، لكن الواضح في الشارع الفرنسي هو ان ما مسار الحياة السياسية في البلاد تحدد بما قبل الاحتجاجات وما بعدها رغم تاكيد البعض ان حركة السترات الصفر اقتربت من اعلان استسلامها مع تراجع زخمها يوم السبت. فما عكسته على مدة اسابيع خمسة يكشف مشكلة وجودية في ما يسمى بالنظام الليبرالي الغربي تحتاج لمراجعة شاملة ومعمقة.

لكن رغم ان دخان الاحداث الاخيرة لم ينقشع نهائيا عن قوس النصر احد اهم رموز الثورة الفرنسية، الا ان الحكومة وفي ظل تراجع حركة الاحتجاجات تامل في ان تمحو الامطار الباريسية الاثار السياسية والاقتصادية والاجتماعية للاسابيع الاخيرة..

تصنيف :