بين النهرين الرهان الرابح 

بين النهرين الرهان الرابح 
الإثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٨ - ١١:٠٤ بتوقيت غرينتش

الاشتباكات المتقطعة مشهد مرافق لكل حديث عن الحدود السورية التركية خاصة شرق الفرات واخرها تعرض مواقع تابعة لما يسمى "قوات سوريا الديموقراطية" في قرية زور مغار غربي عين العرب  لقصف مدفعي، وغارات من الطيران المروحي التركي، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع التركية.

وردت "قسد" بقصف القاعدة التركية العسكرية في قرية كلجبرين بالقذائف وسبق الاشتباكات وصول تعزيزات عسكرية تركية توزعت على المخافر الحدودية التركية المقابلة لمدن عين العرب وتل أبيض ورأس العين، وسط إجراءات امنية وعسكرية مشددة.

وتمركزت التعزيزات في مدينة جيلان بينار الملاصقة تماماً لمدينة رأس العين، فأغلقت مداخل المدينة ومخارجها، وهي مؤلفة من دبابات وعربات مدرعة وناقلات جند إضافة لفرق مدفعية وقوات خاصة. وكذلك توجهت التعزيزات إلى المركز الحدودي في بلدة أكجا قلعة التركية الملاصقة لمدينة تل أبيض السورية.
وتستعد مجموعات تابعة لتشكيلات ما يسمى الجيش الوطني الذي انشاته تركيا " للمشاركة في المعركة المرتقبة، ومنها "أحرار الشرقية" و"جيش الإسلام" و"الفرقة2" و"اللواء 115" و"فيلق الشام" و"الجبهة الشامية" و"فرقة السلطان مراد. وباشرت القوات التركية إزالة الأسلاك الشائكة المقابلة لتل أبيض ورأس العين، وأطفأت كواشف الضوء الراصدة للحدود مع سوريا.
وأبلغت الجهات التركية أهالي القرى القريبة من الحدود بتوخي الحذر والتزام منازلهم ليلاً، واتخذت إجراءات أمنية مشددة على طول الحدود من رأس العين إلى مدينة عين العرب. في حين تشهد سماء المنطقة الحدودية تحليقاً مستمراً للطيران الحربي التركي والإستطلاع والدرونز.
وفي المقابل، نزح عشرات المدنيين من مدينتي تل أبيض ورأس العين، نتيجة الحركة المكثفة للجيش التركي، وانتشار الشائعات حول عمل عسكري مرتقب" العملية العسكرية التركية، إن بدأت، ستعمل على محاور متعددة، بمشاركة قوات محدودة من بقايا ما يسمى الجيش الحر،بهدف تشتيت "قسد"، في منطقة سهلية سيؤمن الطيران تغطيتها بشكل جيد.

ومن المتوقع أن يكون المحور الأول من قرية زور مغار باتجاه بلدات الشيوخ وصولاً لجسر قره قوزاق. وستنطلق مجموعات من محاور أخرى هدفها الالتفاف على مدينة تل أبيض السورية. والمحور الأصعب هو المتعلق بمدينة رأس العين، مركز الثقل العسكري لـ"قسد" و"وحدات الحماية".
ولدى الجيش التركي بنك أهداف لمخازن الأسلحة المستودعات والطرق الفرعية والرئيسية التي تستخدمها "قسد"، ما سيساهم بعرقلة التحرك بين محاور القتال التي تمتد على أكثر من 200 كيلومتر ميدانيا ايضا وايا يكن موقف واشنطن فان المتيقن ان التحالف مع قسد تكتيكي ومؤقت كما عبر عنه جيمس جفري وهنا لاباس بالاشارة الى الانباء حول اعادة انتشار امريكي وانسحاب من نقاط المراقبة على الحدود مع تركيا باتجاه قاعدة عين عيسى شمال الرقة .وهنا ماهي خيارات قسد وما تسمى قوات الحماية الشعبية في ظل قراءة لتجربة سابقة في عفرين وهنا لابد من قليل من التاني لاعادة الحسابات في لحظة مفصلية وبعيدا عن الدعوات الخجولة بموقف للدولة السورية فيما يتعلق بالتهديدات ورفع الصوت عاليا بان شرق الفرات ارض سورية وان البديل عن دمشق ايا كان وفي لحظة ما سيتركك لمصيرك حين حضور التسويات والمصالح الكبرى ورب ضارة نافعة فاصحاب الرؤوس الحامية والمشاريع الكانتونية عليهم العودة الى بوابة النجاة الوحيدة لكل السورين وهي دمشق التي ابدا ليست بصدد قبول مشاريع تنقص من سيادتها لتكون مظلة الجميع حامية ومدافعة وحينها سيعيد من يطلق التهديدات حساباته وتصبح مجرد تهديدات ولاحاجة لتغريبة جديدة كما حصل في عفرين.

محمود غریب