مفاوضات طالبان والامريكان.. ما الذي تهدف اليه واشنطن؟

مفاوضات طالبان والامريكان.. ما الذي تهدف اليه واشنطن؟
الإثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٢٦ بتوقيت غرينتش

فيما كشفت جماعة طالبان الافغانية، عن محادثات مع مسؤولين امريكيين استضافتها الامارات اليوم الاثنين، تلقت واشنطن انتقادات مباشرة من قبل مسؤولين أفغان من بينهم الرئيس السابق حامد كرزاي، الذي عبر عن شكوكه في ان تهدف الولايات المتحدة حقا إلى إحلال السلام في أفغانستان.

العالم - تقارير

وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان إن ممثلين للسعودية وباكستان والإمارات يشاركون أيضا في المحادثات التي تأتي بعد اجتماعين على الأقل بين مسؤولين من طالبان ومبعوث السلام الأمريكي الخاص زلماي خليل زاد في قطر. وأضاف أن المحادثات بدأت وقد تستغرق بعض الوقت.

وأحجمت السفارة الأمريكية في كابول عن تأكيد عقد أي اجتماعات حتى الان بينما تأتي الاجتماعات الأخيرة مع تكثيف الجهود الدبلوماسية الرامية إلى حل الصراع الأفغاني على الرغم من رفض طالبان حتى الآن التعامل بشكل مباشر مع الحكومة الافغانية والتي تعتبرها غير شرعية ومفروضة من الخارج، حسب زعمها.

وتؤكد جماعة طالبان في بعض بياناتها الأخيرة إن وجود القوات الدولية في أفغانستان هو العقبة الرئيسية أمام السلام، وتسعى طالبان لإعادة فرض نفسها في الشارع الأفغاني بعد الإطاحة بها من الحكم في 2001.

ورغم تسارع وتيرة جهود السلام، ووقوع قتلى ومصابين من الجانبين إلأ أن الحكومة الأفغانية لم تشارك بشكل مباشر في المحادثات السرية التي تجري الآن، وقال مستشار الأمن القومي الأفغاني حمد الله مهيب إن فريقا من كابول التقى مع مسؤولين أمريكيين وسعوديين في الإمارات أمس الأحد.

وشكل الرئيس الأفغاني محمد أشرف عبد الغني فريقا للتفاوض بشأن السلام مع طالبان لكن جماعة طالبان قالت في بيان اليوم الاثنين إن قادتها لا يخططون للقاء ممثلي الحكومة الأفغانية في الإمارات.



وقال مجاهد في بيان "ستُجرى المحادثات في الإمارات مع المبعوث الأمريكي في حضور ممثلي بعض الدول الأخرى".

وإضافة إلى الاتصالات المباشرة مع طالبان كثف مسؤولون أمريكيون جهودهم للحصول على دعم دول من بينها باكستان والسعودية لهذه الجهود.

وقال دبلوماسيون غربيون إن قرار نقل مقر الاجتماعات من الدوحة للإمارات يسلط الضوء على جهود إشراك السعودية، التي تقاطع قطر، بشكل وثيق في المحادثات ووضع ضغوط على حليفتها باكستان. وقدمت السعودية في الأشهر الماضية حزمة إنقاذ قيمتها ستة مليارات دولار على إسلام اباد فيما تحاول باكستان وقف تدهور وضعها المالي.

وأكد دبلوماسي غربي بارز في كابول "في مرحلة التحول هذه إذا قالت السعودية لباكستان أن تدعم عملية السلام الأفغانية فلا يمكن أن تتجاهل باكستان ذلك".

وتوترت العلاقات بين واشنطن وإسلام اباد منذ فترة طويلة بسبب اتهامات لباكستان بدعم جماعات مسلحة في أفغانستان وهو اتهام تنفيه إسلام اباد. لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب هذا الشهر دعم باكستان لدفع عملية السلام الأفغانية.

وقال أعضاء بارزون في طالبان في أفغانستان إن المحادثات ستستمر لثلاثة أيام. وسيحضر المحادثات مسؤولون من طالبان من المقر السياسي للجماعة في قطر واثنان من ممثلي الملا يعقوب الابن الأكبر لمؤسس طالبان الملا محمد عمر.

وكان المبعوث الأمريكي الخاص بأفغانستان، زلماي خليل زاد، التقى مرتين على الأقل بممثلي طالبان في قطر، خلال الأشهر القليلة الماضية. ويقوم حاليا بسلسلة من الزيارات تهدف إلى تنسيق جهود الدول الأجنبية لمساعدة الحوار السلمي داخل أفغانستان. وقد زار خليل زاد في وقت سابق باكستان وأفغانستان وروسيا وأوزبكستان. كما سيتوجه قريبا إلى الإمارات وقطر.

وأثارت المساعي الأمريكية الأخيرة لإطلاق المحادثات مع طالبان ردود فعل سلبية في أفغانستان حيث انتقدت السلطات الأفغانية غياب ممثليها في اللقاءات التي يجريها الجانب الأمريكي مع جماعة طالبان المسلحة.

وعبر الرئيس الأفغاني السابق، حامد كرزاي، عن شكوكه في أن الجهود الأمريكية تهدف حقا إلى إحلال السلام في أفغانستان، مشيرا إلى ضرورة تنسيق جهود واشنطن والدول الأخرى، بما فيها الصين وروسيا.

وتجري مناقشة مسألة إطلاق الحوار السلمي المباشر بين الأطراف المتنازعة في أفغانستان في إطارات مختلفة، بما فيها في موسكو، حيث جرى في 9 نوفمبر الماضي لقاء مغلق حول أفغانستان.

وشارك في هذا اللقاء الرفيع المستوى لأول مرة وفد للمكتب السياسي لجماعة طالبان في الدوحة. ومن جانب السلطات الأفغانية شارك في اللقاء المجلس الأعلى للسلام الذي يعلب دور الوسيط في الحوار بين الحكومة وطالبان.

وقال الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني، يوم الجمعة، إنه لن يُبرم أى اتفاق سلام مع جماعة طالبان خلف الأبواب المغلقة أو فى ظل غياب إرادة الشعب.

فيما نقلت وكالة أنباء (خامة برس) الأفغانية عن مستشار الرئيس الأفغاني للشؤون الإقليمية محمد عمر دودزاى قوله إن محادثات السلام مع طالبان ستسفر عن نتائج إيجابية، مؤكدًا أن السلام سيعود إلى الدولة الأفغانية فى المستقبل القريب.

وأضاف "نرغب فى تحقيق سلام دائم، ومصالحة وطنية يجب أن تتسم بالعدل وتعزيز الوحدة الوطنية"، مشيرا إلى أن عملية المصالحة التى سيتم الانتهاء فيها من مطالب الأمة فى إطار الدستور الأفغانى، يجب أن تكون بقيادة الحكومة كما يجب أن تضمن المشاركة الدولية.

و في 18 نوفمبر الماضي عقدت طالبان، مباحثات مباشرة مع مبعوث الولايات المتحدة لدى كابل، زالماي خليل زاد، استمرت لمدة 3 أيام.

وأجريت المباحثات في العاصمة القطرية الدوحة، وقال مسؤول بطالبان، طلب عدم الكشف عن هويته، إنّ المباحثات "هدفت إلى تجديد عملية السلام الأفغانية وإنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة (قائمة في أفغانستان منذ 17 عاما)".

وأضاف أنّ المباحثات حضرها من جانب طالبان "خير الله خرخوا، حاكم طالبان السابق في هراة (محافظة أفغانية)، ومحمد فاضل، القائد العسكري السابق للحركة".

وفي 9 تشرين الثاني/ نوفمبر2018، استضافت روسيا جولة مباحثات جمعت وفدًا عن الحكومة الأفغانية وآخر عن طالبان ونواب وزراء خارجية 8 دول إقليمية، إضافة إلى وفد روسي برئاسة وزير الخارجية سيرغي لافروف، وممثل عن سفارة الولايات المتحدة لدى موسكو، بصفة مراقب.

ورغم وصف الحكومة الأفغانية المباحثات بـ"الخطوة الإيجابية"، إلا أن طرفي الصراع لم يتوصلا إلى اتفاق بإجراء لقاءات مباشرة، مع استمرار الجهود الروسية لتحقيق ذلك.

وأكد المتحدث باسم المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان، إحسان طاهري، أن لقاء موسكو حول أفغانستان كان وديا، وبعيدا عن السلبيات، وأن الطرفين جلسا أمام بعضهما.

وأشار إلى أن اللقاء "خطوة مهمة أخرى في طريق التسوية السياسية في أفغانستان".

واضاف أن كابول مستعدة لبحث مختلف المواضيع خلال المفاوضات مع طالبان دون أي شروط مسبقة، بما في ذلك التعديلات الدستورية.

ومنذ سنوات، يقاتل مسلحو طالبان القوات الحكومية الأفغانية والقوات الدولية، بقيادة الولايات المتحدة؛ ما أسقط قتلى وجرحى وتسبب في موجات نزوح.