الحكومة اللبنانية الجديدة على الأبواب...

الحكومة اللبنانية الجديدة على الأبواب...
الأربعاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٠٢ بتوقيت غرينتش

تشير كل المؤشرات الى أن تشكيل الحكومة اللبنانية بات قريبا، جدا حيث يؤكد بعض المسؤولين أن تفاصيل تشكيل الحكومة لاتتطلب اكثر من يومين. ولكن مالذي أخر تشكيل الحكومة الى بعد عدة شهور من انتهاء ولاية الحكومة الحالية وكيف انحلت العقد؟

العالم . تقارير

وارتفع منسوب التفاءل بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بعد نشر موقع قناة النشرة اللبنانية قائمة قال إنها أسماء الوزراء المحسومين في الحكومة اللبنانية الجديدة، ما يعني أن لبنان اصبحت على مشارف تشكيل الحكومة كما أكد بعض المسؤولين اللبنانيين.

فقد أكد وزير الخارجية اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال، جبران باسيل إلى أن تفاصيل تشكيل الحكومة لا تتطلب أكثر من يومين ليكون للبنان حكومة قبل الأعياد.

وكان رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري اشار الي أن تشكيل الحكومة اللبنانية جديدة بات على الأبواب. وأكد أيضا عضو اللقاء التشاوري السني المستقل في لبنان النائب عبد الرحيم مراد أن الحكومة سترى النور خلال الأيام القليلة المقبلة.

وكانت عملية تشكيل الحكومة تراوح مكانها من دون أي تقدم بعد مضي 4 أشهر من انتهاء ولاية الحكومة الحالية والتي تحولت الى حكومة تصريف الأعمال،

وكانت هناك عدة عقبات تحول دون تشكيلها، منها مرتبطة بالواقع المحلي اللبناني ومنها مرتبط بالأوضاع الإقليمية والدولية.

فقد كان يرى البعض أن أطماع السعودية وواشنطن العامل الاساس في تأخير تشكيل الحكومة. فتدخلات السعودية لم تعد سرا ولا تخفى على احد وباتت السبب الأول في رفع بعض الجهات السياسية المعروفة لسقف المطالب والحصص، وافتعال العراقيل والعقد الداخلية والانتصارات التي تصنع وتسجل في جنوب سوريا اليوم، هي انتصارات استراتيجية كبرى، أسقطت استراتيجيات سياسية وعسكرية وأمنية كبرى لأميركا والسعودية و"إسرائيل"، وهي تعزز منعة لبنان أمام الخطر التكفيري والإسرائيلي، وهذا ما لا تريده هذه الدول.

وعلى ما يبدو كانت العقدة الاساسية هي عقدة "سنة 8 اذار" والتي كان يصر حزب الله وحلفاءه من 8 آذار على موقفهم بضرورة توزير السنة المستقلين في الحكومة الجديدة التي من شأنها تمثيل كل القوى السياسية والطوائف التي حصلت على مقاعد نيابية بأصوات الشعب خلال الانتخابات التي جرت في لبنان في السادس من مايو/ أيار 2018، لكن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري كان يرفض الأمر رفضا قاطعا ما أدى الى تاخير تأليف الحكومة.

ولكن بعد مشاورات ومباحثات واتصالات على اكثر من خط ولعدة شهور وجدت العقدة طريقها الى الحل و عليه يقوم الحل المنشود على قبول رئيس الجمهورية، ميشال عون، بتوزير شخصية سنية محسوبة على "النواب السنة المستقلين"، من ضمن حصته، فيما يتنازل النواب السنة عن شرط توزير أحدهم. فقد أكد عضو اللقاء التشاوري السني المستقل في لبنان النائب عبدالرحيم مراد أن اللقاء سيشارك في الحكومة بوزير من خارج اللقاء. أما رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، فقد يكون تمسك بقرار عدم توزير أحد هؤلاء، على الرغم من قبوله توزير شخصية مقربة منهم.

ويرى البعض أن هناك عوامل اخرى ساهمت في انضاج الحل منها الدور الروسي الواضح في هذا الملف.

فقد زعم موقع العربي الجديد، "قد تأتي زيارة مرتقبة لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى لبنان مع الانفراجة الحكومية، وهو ما يعني أن الحكومة قد تولد في ظل وجوده في لبنان.

وإن تحقق هذا الأمر، فإنه يعني أن روسيا وجهت رسالة واضحة بأن دورها في لبنان بات ثابتاً ومؤثراً، خصوصاً أنها المرة الأولى التي تدخل فيها بقوة على خط الملفات اللبنانية، إن كانت مع إسرائيل، أو الداخلية مثل تأليف الحكومة، بعد أن كان دورها في السنوات الماضية ينحصر في سوريا ومع حزب الله.

ومن بين ما يمكن أن يسجل أيضاً في حال تألفت الحكومة، نجاح روسيا في ملف عادة ما يوكل دولياً إلى فرنسا لتعالجه، وهي حاولت في الأشهر الماضية، خصوصاً قبيل القمة التي عقدت في أرمينيا بين عون والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وكادت تنجح لولا إعلان "حزب الله" رفضه حكومة لا تضم النواب السنة المحسوبين عليه.

ويعني الدخول الروسي على الخط اللبناني، أن موسكو باتت تعتبر لبنانمن ضمن أولوياتها في الشرق الأوسط، خصوصاً أن أي حل سوري يتطلب دوراً لبنانياً، تحديدا في ملف اللاجئين بما أن لبنان أعلن تأييده الخطة الروسية، التي يعارضها المجتمع الدولي، وذلك على لسان الحريري، خلال إحدى جلسات تشريع الضرورة في البرلمان قبل أسابيع".

لاشك أن هناك عوامل كثيرة ساهمت في حلحلة ملف تشكيل الحكومة اللبنانية الشائك، لكن ما يهم الان هو أن كل التصريحات والمؤشرات تؤكد قرب تشكيل الحكومة واجواء التفاؤل باتت تخيم على الساحة السياسية اللبنانية ما يجعل اللبنانينون هذا العام على عتبة الاحتفال بعيدين وهما عيد رأس السنة الميلادية وعيد تشكيل الحكومة الجديدة.

تصنيف :