إعفاء العراق وفشل أمريكا في قطع العلاقات الاقتصادية بين بغداد وطهران

إعفاء العراق وفشل أمريكا في قطع العلاقات الاقتصادية بين بغداد وطهران
الخميس ٢٠ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٨:١٩ بتوقيت غرينتش

أصحبت الولايات المتحدة مرغمة على تمديد المهلة الممنوحة للعراق لاستيراد الطاقة الكهربائية من إيران، لمدة 90 يوما، الامر الذي يدل على فشل واشنطن مجددا في قطع العلاقات الاقتصادية بين طهران وبغداد وفرض حظرها غيرالشرعي ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.

العالم-تقارير

وكان رئيس مجلس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي اكد ان العراق "ليس جزءا" من الحظر الأمريكي المفروض على إيران، مؤكدا مواصلة التعاون بين بغداد وطهران.

واضاف عبدالمهدي أنذاك "نحن نكرر موقفنا من العقوبات الامريكية ضد ايران، وان العراق ليس جزءا منها"، مبينا ان "وفدا عراقيا سيذهب قريبا الى واشنطن لمناقشة وحل موضوع هذه العقوبات، سعيا للحصول على إعفاء من الحظر المفروض على إيران بما يسمح لبغداد بمواصلة استيراد الغاز من طهران."

وتابع عبد المهدي ان "موضوع الغاز يتعلق بأمر حساس وهو الكهرباء، والجانب الأمريكي يتفهم هذا الوضع ويحاول التعامل مع العراق لإيجاد طرق تجنب الضغط على العراق. نحاول الوصول إلى رؤى مشتركة".

بعدما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن هناك عواقب ستواجهها الدول التي لا تلتزم بالحظر الأمريكي على إيران، والذي أعادت واشنطن فرضه على طهران في وقت سابق من هذا العام، باتت الحكومة العراقية تبحث عن حلول للاستمرار في التعاون مع ايران.

ولا يخفى على أحد الصلة الوثيقة التي تربط اقتصاد العراق بإيران حيث يستورد العراق إمدادات مهمة من جارته إيران ما جعلت بغداد تطلب من واشنطن اعفاءها من الحظر المفروض على ايران.

واستهدف الحظر الأمريكي الذي دخل حيز التطبيق في اغسطس/آب 2018 تجارة إيران في الذهب وغيره من المعادن النفيسة، ومشتريات طهران من الدولار الأمريكي وقطاع السيارات في البلاد، قبل أن يبدأ سريان الحزمة الثانية من الحظر الامريكي في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي والتي طالت قطاعي النفط والبنوك في ايران.

وفي أغسطس/آب الماضي، صرح مسؤولون في البنك المركزي العراقي أن اقتصاد العراق مرتبط بشدة بإيران لدرجة أن بغداد طلبت من واشنطن إعفاء من بعض الحظر.

وفضلا عن الغاز والكهرباء، يستورد العراق مجموعة كبيرة من السلع من إيران، حيث بلغت قيمة البضائع التي استوردها من ايران نحو 6 مليارات دولار في الاثني عشر شهراً المنتهية في مارس/ آذار 2018، بما يمثل نحو 15 بالمئة من إجمالي واردات العراق في عام 2017. كما أن هناك عقوداً للطاقة بين البلدين تساهم في التجارة التي بلغ حجمها 12 مليار دولار العام الماضي.

وبعد عدة أيام من إعادة فرض الحظر على قطاع النفط الإيراني قالت واشنطن إن العراق يمكنه مواصلة استيراد إمدادات الغاز الطبيعي والكهرباء من إيران لمدة 45 يوما.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، قالت الولايات المتحدة إن العراق يمكنه مواصلة استيراد إمدادات الغاز الطبيعي والكهرباء من إيران لمدة 45 يوما، وذلك بعد عدة أيام من إعادة فرض الحظر على قطاع النفط الإيراني.

وقالت السفارة الأميركية في العراق أنذاك على صفحتها بموقع فيسبوك "منحت الولايات المتحدة العراق إعفاء مؤقتا من العقوبات مدته 45 يوما، للسماح للعراق بالاستمرار في شراء الغاز الطبيعي والكهرباء من إيران".

وأضافت السفارة "يقدم هذا الإعفاء الوقت للعراق كي يبدأ في أخذ خطوات نحو الاستقلالية في مجال الطاقة". ويشتري العراق حاليا 1300 ميغاوات من الكهرباء من إيران، إلى جانب الغاز لتشغيل محطاته.

من جانبه كان وزير الكهرباء العراقي لؤي الخطيب اكد على عمق العلاقة بين ايران والعراق وقوة الروابط بينهما، فضلا عن حجم التواصل الاقتصادي والتبادل التجاري وفي المقابل كان مستشار الرئيس الايراني للشؤون الاقتصادية اشار الى ان ايران ملتزمة بعقود تجهيز الكهرباء والغاز وما حصل في الصيف الماضي لن يتكرر.

وقالت الوزارة العراقية في بيان ان الخطيب اكد خلال اللقاء مع مستشار الرئيس الايراني "على عمق العلاقة بين البلدين والشعبين، وقوة الروابط بينهما، فضلا عن حجم التواصل الاقتصادي والتبادل التجاري، بالاضافة الى الكهرباء والغاز"، لافتا الى أنه "تم التباحث حول الفقرات التي سيتم طرحها خلال زيارة وزير الطاقة الايراني الى العراق خلال الأسابيع المقبلة".

من جهته، اعرب السفير الايراني دانائي فر خلال اللقاء عن "استعداده لمواصلة العمل وتمتين العلاقة بين البلدين في مجال الطاقة"، مبيناً، أن "ملف الطاقة يعد من أولويات اهتمام ايران، وهو من المؤكد أساس الخدمات في العراق".

واشار الى أن "ايران ملتزمة مع العراق بعقود تجهيز الكهرباء والغاز، وما حدث في الصيف الماضي لن يتكرر في الصيف المقبل، وان ايران ملتزمة بالتجهيز، خاصة بعد توفر كميات كبيرة من المياه أسهمت بزيادة انتاج الكهرباء في ايران".

ويستورد العراق الكهرباء من إيران، لتغطية جزء من نقص الطاقة في البلاد منذ سنوات طويلة، حيث تعرضت البنى التحتية للطاقة إلى التدمير والإهمال، جراء عقود من الحروب والحصار والغزو الامريكي للبلاد.

ويعد نقص الطاقة الذي غالبا ما يترك المنازل بلا كهرباء لمدة تصل إلى 20 ساعة في اليوم، عاملا رئيسيا وراء أسابيع من الاحتجاجات الكبيرة في العراق خلال الصيف.

وفي ظل هذه العلاقات الاقتصادية الوطيدة بين ايران والعراق باتت الولايات المتحدة مرغمة على تمديد مهلة السماح للعراق باستيراد الطاقة الكهربائية من إيران، لمدة 90 يوما الامر الذي يدل على فشل واشنطن في تنفيذ مخططاتها في فرض حظر شامل غيرمشروع على ايران.