مع الحدث: سحب القوات الاميركية من سوريا والارتدادات- الجزء الثاني

السبت ٢٢ ديسمبر ٢٠١٨ - ١١:٣٣ بتوقيت غرينتش

ماذا يعني قلق الكونغرس الاميركي من قرار ترامب بالانسحاب من سوريا واستقالة ماتيس؟ ما حقيقة القضاء على داعش في شرق الفرات كمبرر لانتهاء المهمة الاميركية؟ هل تقاطع الموقفان الروسي والسوري من خطوة الانسحاب بعد وصفها بالصحيحة؟ كيف تقرأ مخاوف نتنياهو من قرار ترامب لتراجع الضغط على روسيا وايران؟

واكد رئيس مركز الشرق الجديد للدراسات والاعلام غالب قنديل، ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب منذ ترشحه للرئاسة واطلاق حملته الانتخابية، لديه رؤية تتعلق بضرورة الخروج من الحروب التي اشعلتها الادارات السابقة وبالتحديد ادارتي بوش واوباما، مشيراً الى ان من ضمن هذه الحروب هي الحرب على سوريا التي اشعلها اوباما بشكل مباشر وادارته.

وقال قنديل في حوار مع قناة العالم عبر برنامج "مع الحدث"، ان ترامب جاء من خارج المؤسسة الحاكمة وضرب عرض الحائط الكثير من الاطر التقليدية للسياسات الاميركية في الداخل والخارج، ودشن عهداً من الحروب التجارية الكبرى حتى مع الحليف الاوروبي برفع الرسوم الجمركية.

واوضح قنيل، ان موضوع الخروج من سوريا كان وعداً انتخابياً، كان قد لوّح به قبل 10 اشهر واوشك ان يجعله تنفيذاً، لكن ردة فعل البنتاغون والاستخبارات وبعض اوساط المؤسسة الحاكمة دفعته للتريث، لكنه عاد مجدداً واتخذ القرار وحوله الى امر تنفيذي.

واعتبر رئيس مركز الشرق الجديد للدراسات والاعلام قائلا: ان القرار الاميركي يعبر عن تحول البيئة الاستراتيجية في سوريا والمنطقة، ورأى ان المؤشر يدل ان الانكفاء الاميركي جاء عندما تحرك الجيش السوري مع حلفائه وحرر الجنوب السوري، الذي يقع في خط التماس على خط الاشتباك مع "اسرائيل"، فانهارت بسرعة الميليشيات العميلة وسقط وهم الشريط الذي ارادته "اسرائيل" وحاولت ان تقيمه، فيما استطاع الجيش السوري ان ينسف كل خطوط الحمراء التي رسمها الاميركي والاسرائيلي معاً قبل تحرير الجنوب السوري، مؤكداً ان الانسحاب الاميركي مؤشر على ميزان القوى في سوريا.

وحول استقالة ماتيس من حكومة ترامب، اضاف قنديل، ان عملية استبدال الجنرالات تكررت خلال فترة حكم ترامب، مشيراً الى انه على الرغم ان ماتيس كان يوصف بالكلب المسعور لترامب، لكنه حين اعترض على قرار ترامب الانسحاب من سوريا، فهذه تعد مخالفة لتعهدات رئيسه اثناء حملته الانتخابية.

واعتبر قنديل، ان قرار الانسحاب من سوريا صدى له صفة سياسية في الداخل الاميركي، ووظف سياسيا سواء بمزاعم ان داعش قد انتهت او الانسحاب القوات الاميركية من افغانستان، موضحاً ان عملية الانسحاب ما هي الا عملية استبدال وظائف معينة يحاول ترامب وجنرالاته الابقاء على مرتزقتهم هناك ولكن عبر شركات خاصة.

كما اكد قنديل، ان اميركا لم تعد قادرة على التوافق مع الوحدات الكردية من جانب وتركيا من جانب آخر الذي يريد اردوغان ان يقيم شريطاً حدودياً على بلاده في مواجهة الاكراد باعتبارها اولوية لا يمكن التنازل عليها، واضاف، ان اميركا لا ترغب بحماية الاكراد في وقت تخسر تركيا الحليف الاستراتيجي لها.

من جانبه، اكد استاذ في معهد الشرق الاوسط حسن منيمنة، ان اعتراض الكونغرس على قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا، يدخل في اطار محاولة الكونغرس بشكل عام تطويق الخطوات الارتجالية العشوائية التي يقدم عليها ترامب.

وقال منيمنة: انه من الخطأ محاولة ارجاع قرار انسحاب من سوريا الى قراءة استراتيجية، فترامب يقولها صراحة رغم ان جميع فريق العمل التابع له يخالفه الرأي، ولكن بطبيعة الاحوال اما ان يلتزموا او اما ان يستقيلوا كما فعل وزير دفاعه جيمس ماتيس، مبيناً ان القرار اتخذ بشكل فردي ولا علاقة له لا بسوريا ولا بايران ولا بروسيا رغم انه في صلب هذه المواضيع.

واوضح منيمنة، ان ترامب يشعر بانه مطوق ويتعرض لتحقيقات وملاحقات قضائية، لذا يريد تعبئة القاعدة على اساس هذا الكلام "ان الشعب والقائد لن يحاربا نيابة عن حروب الاخرين، ولا علاقة لهما بذلك ونحن ننسحب".

واعتبر منيمنة، ان الواقع يشير الى ان قرار ترامب ليس مبنياً على قراءة استراتيجية وانما على قراءة سياسية داخلية وهذا ينسجم مع كافة ما يقدم عليه ترامب.

بدوره اكد الدبلوماسي الروسي السابق فيتشسلاف موتوزوف، ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس لديه نية مجادلة الرئيس الاميركي دونالد ترامب حول قراره الذي قال "انه انسحب من سوريا بعد القضاء على جماعة داعش الوهابية".

وقال موتوزف: ان موسكو تفهم جيداً ان اعلان ترامب انتصاره الكبير على داعش، ما هو الا للاستهلاك الداخلي وللاوساط السياسية في داخل الولايات المتحدة الاميركية.

واوضح، اذا كان ترامب يرغب حقاً تجنيب الدور الاميركي، اذا ليس هناك من مانع اذا كان حقاً لمصلحة استقرار القرار الاميركي، ولكن ما يهم هو ما يطبق على الامر الواقع، هل حقاً سيتلزم ترامب بقراره ويستمر في تنفيذه؟ او كما قال الرئيس بوتين، ان تصريحات من هذا النوع تتكرر في عدة مناسبات، كما حال اوباما الذي اعلن الانسحاب الاميركي من افغانستان، ولكن لحد الان مازالت القوات الاميركية موجودة هناك.

ورأى موتوزوف، ان هناك نقطة مهمة وهي ان موقف ترامب اضطراري، بمعنى انه لا توجد اي حركة على الطاولة تضر بالمصالح الاميركية، موضحاً ان اميركا تقف الان امام مفترق طرق، في حال استمرار دعم وتأييد الجماعات الاكراد، فانها ستصطدم فوراً مع الجيش التركي ومع المصالح والسياسة التركية، وأما في حال تأييد تركيا فيجب عليها ان تتخلى عن الاكراد.

تابعوا المزيد من التفاصيل في الفيديو المرفق..

ضيوف الحلقة:

رئيس مركز الشرق الجديد للدراسات والاعلام غالب قنديل

الدبلوماسي الروسي السابق فيتشسلاف موتوزوف

استاذ في معهد الشرق الاوسط د. حسن منيمنة

يمكنكم متابعة الحلقة ملخص عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/3964926