نبذة عن حياة مؤسس" الامراء الاحرار" الامير طلال بن عبد العزيز

نبذة عن حياة مؤسس
الأحد ٢٣ ديسمبر ٢٠١٨ - ١١:٢٠ بتوقيت غرينتش

توفي الأمير السعودي "طلال بن عبد العزيز" مؤسس تنظيم "الأمراء الأحرار"، الأخ غير الشقيق لملك سلمان بن عبد العزيز، ووالد الملياردير السعودي الشهير الوليد بن طلال، عن عمر ناهز 87 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.

العالم - تقارير

توفي الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود، الأخ غير الشقيق للملك سلمان السبت عن عمر ناهز 87 عاما، كما اعلن أنجاله ولا سيما الأمير الشهير الملياردير الوليد بن طلال.

وكتب الوليد بن طلال على تويتر أن العائلة ستتلقى التعازي الأحد والاثنين والثلاثاء في مقر إقامته في الرياض.

والأمير طلال هو الابن الثامن عشر للملك عبد العزيز، ويكبر أخاه غير الشقيق، الملك سلمان، بنحو خمس سنوات. وكان له خمسة ابناء. وقد دخل الحياة السياسية وزيرا للمواصلات عام 1952، كما شغل منصبي وزير المالية والمواصلات، وعين سفيرا لبلاده لدى فرنسا.

وكان الملك سلمان قام بزيارة الأمير طلال للتعزية في وفاة شقيقته الأميرة مضاوي، واظهرت صورة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي للملك وهو يقبل يد الامير طلال الذي كان على كرسي متحرك.

من هو؟

الأمير طلال، هو الابن الثامن عشر للملك المؤسس للسعودية عبد العزيز آل سعود، من مواليد 15 أغسطس/آب 1931، وشغل العديد من المناصب الحكومية العليا في السعودية.

وكان أول وزير للمواصلات في تاريخ المملكة، ثم بعد ذلك نائبا لوزير المالية، ثم وزيرا للمالية فيما بعد. ثم أصبح سفيرا للسعودية في فرنسا، قبل أن يقرر تشكيل تنظيم داخل الأسرة الحاكمة يسمى "الأمراء الأحرار".

وطالب التنظيم عام 1958، بإنشاء حكم دستوري برلماني في البلاد، وفصل أسرة آل سعود المالكة عن الحكم، والمساواة بين الرجال والنساء، بسبب التوترات بين الملك سعود والأمير فيصل.

وتم نفيه خارج المملكة وذهب ليقيم في مصر، وظل فيها حتى هدأت الأوضاع وسيطر الملك فيصل على مقاليد الحكم، فعاد بشرط عدم تدخله في شؤون الحكم.

وعرف عن الأمير طلال مواقفه وأراؤه الجريئة الداعية إلى الإصلاح السياسي والاجتماعي في المملكة.

وفي لقاء له مع بي بي سي عام 2000، تحدث عن مجلس العائلة المالكة السعودية ودوره في الساحة السياسية بالمملكة، وقال إن دور المجلس عائلي فقط ليس له أي دور سياسي او أي علاقة بأمور الحكم، والهدف منه هو حل مشاكل العائلة أو المشاكل العالقة بين مواطن وأي فرد من أفراد العائلة.

كما تطرق لموضوع الكفالة في المملكة وقال إنه نظام سيئ ينبغي إلغاؤه تماما لأن فيه شيئا من العبودية.

وعن الديمقراطية كان الأمير طلال يرى أن الوقت لم يحن بعد لتطبيق ديمقراطية كاملة في المملكة السعودية لأن هذا أمر يخضع لظروف كل بلد، ويجب أن يحصل في المملكة على مراحل.

وكان له في عام 2007 تصريحات حادة انتقد فيها أمراء العائلة الحاكمة السعودية لما وصفه باحتكار السلطة والوقوف في وجه الإصلاح السياسي في البلاد. وانتقد أيضا سجن إصلاحيين معروفين في المملكة العربية السعودية.

زعيم الامراء الاحرار

ولدى الأمير طلال سجل حافل بمعارضة حكام المملكة طيلة العقود الماضية؛ إذ إنه زعيم ما عرف بـ"الأمراء الأحرار"، وهم خمسة من أبناء الملك عبد العزيز، طالبوا عام 1958 بحكم دستوري وبرلماني، ما تسبب بخروجهم إلى لبنان ثم مصر، وتجريدهم من جنسياتهم لسنوات طويلة.

وبالرغم من عودة الأمير طلال إلى المملكة في عهد الملك فيصل، إلا أنه بقي مصنفا من الأمراء المعارضين لسياسات العائلة الحاكمة.

ومنذ تولي الملك سلمان بن عبد العزيز عرش البلاد مطلع العام 2015، أطلق الأمير طلال عدة تغريدات عبر حسابه في "تويتر"، تنتقد بشكل مباشر وغير مباشر سياسة أخيه غير الشقيق، الذي يصغره بخمسة أعوام.

ففي نيسان/ أبريل من العام 2015، نشر الأمير طلال تغريدة مطولة، قال فيها: "فوجئت عند نهاية العهد ما قبل الحالي وهذا العهد بقرارات ارتجالية، أعتقد بعد التوكل على الله أنها لا تتفق مع شريعتنا الإسلامية ولا أنظمة الدولة، وسبق لي أن ذكرت في هذا الموقع أنه لا سمع ولا طاعة، وبالتالي لا بيعة لمن خالف هذا وذاك".

وأضاف: "أؤكد على موقفي هذا، وأدعو الجميع إلى التروي، وأخذ الأمور بالهدوء تحت مظلة نظام البيعة، الذي وبالرغم من مخالفته لما اتفق عليه في اجتماعات مكة بين أبناء عبد العزيز، لا يزال هو أفضل المتاح، رغم أن الأمر الذي اتفق عليه في مكة أن ينظر في تعديل بعض المواد -إذا وجد ذلك ضروريا- بعد سنة من إقراره، الأمر الذي لم يتم وللأسف".

وشدد الأمير طلال أنه "لا سمع ولا طاعة لأي شخص يأتي في هذه المناصب العليا مخالفا لمبادئ الشريعة ونصوصها وأنظمة الدولة التي أقسمنا على الطاعة لها".

ودعا الأمير طلال إلى "اجتماع عام يضم أبناء عبد العزيز وبعض أحفاده المنصوص عليهم في هيئة البيعة، ويضاف لهم بعض من هيئة كبار العلماء، وبعض من أعضاء مجلس الشورى، ومن يُرى أنه على مستوى الدولة من رجال البلاد؛ للنظر في هذه الأمور".

وفي حزيران/ يونيو من العام ذاته، قال الأمير طلال: "طفح الكيل من عراقيل جهات سيادية ممثلة في الديوان الملكي ووزارة الخارجية ووزارة المالية".

وتابع: "إنه لمما يُرثى له من أوضاع أن نصل للدرجة التي تضع فيها بعض الجهات الحكومية الرسمية العراقيل أمامنا في أمور بديهية بسيطة، وقد دعانا ذلك إلى اللجوء بعد الله عز وجل إلى الإعلام، تلميحا على أساس أن اللبيب بالإشارة يفهم، وليكن التصريح لو تعقدت الأمور أكثر، وقد أردنا من ذلك أن يعرف الجميع مثل هذه الأمور التي هي في بداياتها، ونرجو مخلصين ألا تستفحل وتصل لأبعادٍ طالما تجنبناها".

وبعد تدهور حالته الصحية، انقطع الأمير طلال عن التغريد في الشأن المحلي، إلى حين وفاته، علما أن أنباء غير مؤكدة تشير إلى أن نجله خالد لا يزال رهن الاعتقال.