الشاهد يتعفف عن السطلة أم يرواغ الخصوم؟!

الشاهد يتعفف عن السطلة أم يرواغ الخصوم؟!
الإثنين ٢٤ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٤٤ بتوقيت غرينتش

فجر إعلان رئيس حكومة تونس يوسف الشاهد عدم نيته الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، قائلا إنها "لا تغريه"، جدلا حول مدى جدية هذا الإعلان، إذ يرى بعض المتابعين أن عين الشاهد على كرسي رئاسة الجمهورية بات أمرا لا يخفى، ومن أبرز أسباب هذا الطموح توتر علاقة رئيس الحكومة مع رئيس البلاد الباجي قايد السبسي ونجله حافظ.

العالم تونس

وقد نفى الشاهد في مقابلة تلفزيونية وجود نية لديه للترشح للانتخابات الرئاسية للعام 2019، قائلا إنها "لا تغريه، وليست من أولوياته في الوقت الحاضر".

وبحسب موقع الجزيرة، يتهم الخصوم السياسيون الشاهد بحب الزعامة عن طريق التخطيط لافتكاك حزب نداء تونس من حافظ السبسي، والانشغال حاليا بالتجهيز لإطلاق حزبه الجديد الذي سيعلنه قريبا بعد تكوينه حزاما برلمانيا ممثلا في "كتلة الائتلاف الوطني".

ويؤكد المنسق العام لنداء تونس رضا بلحاج أن رئيس الحكومة اعتمد المراوغة السياسية والإعلامية حين تحدث عن تعففه عن السلطة، لافتا إلى أنه سيختار التوقيت المناسب لإعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية.

ويرى بلحاج في تصريح للجزيرة نت أن "الطموح السياسي للشاهد بات مفضوحا بعد تشبثه المطلق بمنصب رئاسة الحكومة، وارتمائه في أحضان النهضة رغم دعوات له بالتنحي بعد فشل حكومته سياسيا واقتصاديا واجتماعيا".

ولفت المتحدث نفسه إلى أن الشاهد بات مترددا ما بين محاولة افتكاك نداء تونس، وبين تأسيس حزب جديد لدعم طموحه السياسي، واستغلال رئاسة الحكومة لتنفيذ هذا المخطط.

ولا يخفي نواب كتلة الائتلاف الوطني، التي تحتل المرتبة الثانية في البرلمان بعد كتلة النهضة بـ 47 نائبا، دعمهم المطلق لرئيس الحكومة، ومناشدتهم له الترشح لزعامة الحزب الجديد، الذي يتوقع أن يرى النور الشهر المقبل.

ويقول النائب عن كتلة الائتلاف الوطني جلال غديرة إنه من الصعب الجزم بعدم رغبة الشاهد في الترشح للانتخابات القادمة، أو بغياب أي طموح سياسي للرجل، ولفت غديرة في حديث للجزيرة نت إلى أن أولويات الشاهد بصفته رئيسا للحكومة لا تسمح له في الوقت الحالي بإعلان طموحه السياسي صراحة.

وأعلن البرلماني التونسي رغبة نواب كتلته ترشيح الشاهد لتزعم المشروع السياسي الجديد الذي سيعلن قريبا، والذهاب بعيدا نحو دعمه في رئاسيات العام 2019، واصفا الطموح السياسي للشاهد بالمشروع.

وكان الشاهد قد شدد في المقابلة التلفزيونية على أهمية ولادة حزب ديمقراطي تقدمي لإعادة التوازن للساحة السياسية، التي قال إنها انخرمت بعد تفكك نداء تونس، وتصدر حركة النهضة للمشهد الحزبي.

ودعا الشاهد ما أسماهم بالعائلة الوطنية التقدمية ممثلة في الدساترة (أنصار الحزب الدستوري السابق) ونداء تونس إلى المساهمة في بناء الحزب الجديد "لخلق دينامية كضرورة قصوى تحتاجها البلاد لضمان الديمقراطية".

ويبدو أن حركة النهضة قد تخلت عن الشرط الذي كانت قد وضعته سابقا لدعم بقاء الشاهد في رئاسة الحكومة، وهو إعلانه عدم ترشحه لأي منصب سياسي في العام المقبل، إذ صرح القيادي في النهضة علي العريض أن ذلك الشرط لم يعد مهما.

ويرى الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي أن عين الشاهد على السلطة في 2019 مركزة على بقائه في منصب رئاسة الحكومة، وليس رئاسة الجمهورية.

ويوضح الشواشي رأيه قائلا "الشاهد تلقى تطمينات من حركة النهضة بدعمه في البقاء بمنصب رئاسة الحكومة في 2019 مقابل تحالفه معها، وهو ماض في هذا التوجه من خلال حشد أنصاره من كتلة الائتلاف الوطني والمستقلين من نداء تونس لخوض تشريعيات 2019 ضمن حزب جديد".

وأوضح الزعيم الحزبي أن الانتخابات التشريعية القادمة ستشهد صراعا محموما بين حزب الشاهد الجديد ونداء تونس على الخزان الانتخابي لكل من الدساترة ونداء تونس وحزب التجمع المنحل.