سياسة "تعا ولا تجي".. كيف لا تليق بالقناة الأولى السعودية؟!

سياسة
السبت ٢٩ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٠٢ بتوقيت غرينتش

مع كل حفلٍ تُقيمه الهيئة العامة للترفيه في السعودية يمرّ حدث أو خبر يُشعل مواقع التواصل الاجتماعي؛ ربما لأن المملكة لم تكن معتادة على مثل هذا النوع من الترفيه أو الفعاليات، فلا بدّ أن يمرّ تحوّل البلاد نحو "الانفتاح" أو "2030" بكثير من المنعطفات قبل ذلك.

العالم - السعودية

فمن عناق ماجد المهندس، إلى أحضان راغب علامة؛ لا يهدأ التغريد على تويتر ولا انتشار المقاطع المصوّرة على فيسبوك، ينقل الحدث وتداعياته وآراء السعوديين والعرب فيه.

إقالة البثّ غير اللائق

وفي ظل أحداث الترفيه المثيرة للجدل، واهتمام واحتفاء كبيرين من أغلب وسائل الإعلام السعودية بالفنانة اللبنانية ماجدة الرومي، أصدرت هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية قراراً بإبعاد مدير القناة الأولى من منصبه؛ بعد بثّ القناة الحفل الغنائي الخاص بالرومي، والمقام في محافظة العلا السعودية.

وذكرت صحيفة سبق المقرّبة من دوائر الحكومة السعودية أن رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون، داوُد الشريان، أقال مدير القناة الأولى وليد المجلي؛ لأنه بثّ حفلاً لم يكن يليق بأن تنقله القناة الأولى.

وأُقيمت الفعالية، أمس الجمعة، بمحافظة العلا بمنطقة المدينة المنورة، وقُطع عنها بث القناة الأولى قبل انتهائها، وفق الصحيفة.

وبالرغم من أن الحفل بدأ بثه على القناة الأولى، في الساعة الثامنة مساء، واستمر حتى التاسعة والنصف، مع موعد نشرة الأخبار، فإنّ القناة قطعت بثه بشكل مفاجئ.

في حين لم يصدر أي بيان رسمي من هيئة الإذاعة والتلفزيون يؤكّد إقالة المجلي، كما أن القناة تبثّ فعاليات فنية بين فترة وأخرى.

وتولّى وليد إبراهيم المجلي منصبه في سبتمبر الماضي، خلفاً للإعلامي خالد مدخلي، وهو حاصل على درجة الماجستير في تخصص الإذاعة والتلفزيون، من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وعمل في التلفزيون مدّة تمتدّ لأكثر من 20 عاماً، تدرّج فيها في المناصب لحين تعيينه مديراً عاماً للقناة.

وفي سياق متصل، عيّن الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، الخميس الماضي، مدير قنوات روتانا السعودية (المثيرة للجدل المستمرّ بسبب محتواها على مدار سنوات) تركي الشبانة وزيراً للإعلام، في ظل التخبّط الذي تشهده وسائل الإعلام السعودية في التعامل مع أزمات البلاد الأخيرة.

التناقض "لا يليق"

واستغرب المئات على مواقع التواصل الاجتماعي من قرار الإبعاد، معلّقين على التناقض والتصريحات المتضاربة حول حفل لفنانة برعاية رسمية، كيف يوقَف بثّه لأنه غير لائق بقناتها الأولى؟

فقد قال فهد الكميهاني: "قناة رسمية تمثّل الدولة، نقلت حفلاً أقامته الدولة، لفنانة دعتها الدولة، في محافظة من محافظات الدولة، ما ذنب المدير حتى يُبعد؟".

لم تكن الرومي وحدها

وفي إطار وقف البث قبل نهايته على القناة الأولى السعودية، بُثّ كاملاً على القناة الرياضية الحكومية، وعلى قناة "إم بي سي" السعودية الخاصة.

وكانت الفعالية برعاية رسمية؛ إذ حضرها كلٌّ من وزير الثقافة السعودي، الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري، بحسب قناة العربية السعودية.

ودعت السفارة السعودية في بيروت عدداً من الساسة والدبلوماسيين والنجوم اللبنانيين، بينهم رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، والرئيس الأسبق أمين الجميّل، ووزير الإعلام في ​حكومة​ ​تصريف الأعمال​ ​ملحم الرياشي،​ ووزير التربية والتعليم ​مروان حمادة​، وأمين عام تيار المستقبل ​أحمد الحريري،​ وعضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" وائل أبو فاعور، وفق "إرم نيوز".

وحضر الحفل أيضاً كل من نجوى كرم، وراغب علامة، ووليد توفيق، والإعلامي نيشان، والفنانة نادين نجيم.

وقالت الرومي في بداية حفلها: "شرف لنا أن نغنّي في المملكة العربية السعودية التي نقدّرها ونحترم شعبها.. وبكل الوفاء وبكل الصدق أتمنّى أن تكون عاصمة الخير".

وأكّدت الفنانة اللبنانية في إطلالتها الأولى بالسعودية: "هذه أصعب حفلة عملتها بحياتي من غير شرّ في هيبة بها الجمعة".

يُشار إلى أن محافظة "العلا" بمنطقة المدينة المنورة تستضيف مهرجان "شتاء طنطورة" السياحي والثقافي، وهو يُعدّ أطول مهرجان من نوعه في السعودية، حيث يُقام على مدار 7 أسابيع، وتحديداً من 20 ديسمبر وحتى 9 فبراير.

ويذكر أن الهيئة العامة للترفيه أقامت، في العام 2016، 52 فعالية، بينما أقامت في العام المنصرم 2017 ما يزيد عن 2200 فعالية، في حين تجاوز عدد فعاليات 2018 الـ4000 فعالية، ويصل سعر التذكرة الذهبية للشخص الواحد ليومين في مهرجان شتاء طنطورة (تتضمّن الإقامة والسفر وبعض النشاطات) نحو 9000 ريال سعودي (2400 دولار)، بينما تصل التذكرة الماسية إلى 5500 دولار.