القصف العراقي ضد داعش في سوريا..دلالاته وأهدافه

القصف العراقي ضد داعش في سوريا..دلالاته وأهدافه
الإثنين ٣١ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٠٧ بتوقيت غرينتش

بعد الإعلان المفاجئ للرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه سيسحب القوات الأميركية من سوريا اكد العراق انه من خلال التنسيق مع الجانب السوري سيشن هجمات مكثفة ضد المجموعات الارهابية سيما جماعة " داعش " الارهابية  المنتشرة في الاراضي السورية.

وقد شن الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي هجمات جوية وبرية متعددة على جماعة "داعش " الارهابية المنتشرة في الاراضي السورية وعند الحدود المشتركة.

وقد نفذت هذه الهجمات بموافقة من الرئيس السوري بشار الأسد كما عزز الجيش وقوات الحشد الشعبي انتشارهما على الحدود خلال الأشهر القليلة الماضية.

و فضلا عن التعاون الثنائي بين العراق وسوريا، يتعاون البلدان في اطار اللجنة الرباعية التي تضم كلا من ايران وروسيا والعراق وسوريا، لمكافحة الارهاب.

وفي هذا المجال قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، إن مسؤولين أمنيين كبارا من بغداد، التقوا الرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق.

ولمح عادل عبد المهدي إلى دور عراقي كبير في محاربة "داعش" مع استعداد القوات الأميركية للانسحاب.

وفي إشارة إلى الإعلان المفاجئ للرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق هذا الشهر بأنه سيسحب القوات الأميركية من سوريا، صرح رئيس الوزراء العراقي للصحفيين بأن "هذا الأمر فيه الكثير من التعقيدات".

وأضاف: "إذا حصلت أي تطورات سلبية في سوريا فإن ذلك سيؤثر علينا.. لدينا حدود تمتد لـ600 كيلومتر و"داعش" لا زال موجود هناك".

وأوضح عبد المهدي أن الوفد العراقي زار دمشق حتى تمتلك بلاده المبادرة ولا تتلقى النتائج فقط.

إلى ذلك، أشار رئيس الحكومة العراقية إلى أن بغداد سعت إلى اتخاذ خطوة أخرى أوسع في إطار ترتيباته الحالية مع سوريا والتي شنت بموجبها ضربات جوية على "داعش" في الاراضي السورية.

وبشأن إمكانية تعزيز وجود القوات العراقية في سوريا قال عبد المهدي : "هناك جماعات لا زالت تعمل في سوريا، والعراق هو أفضل الطرق للتعامل مع هذه الجماعات".

عبد المهدي اكد مواصلة التعاون مع سوريا وخصوصا بعد الانسحاب المعلن للقوات الاميركية من سوريا.

وقال عبد المهدي:"الجانب الاميركي ينسحب وهناك وضع مع قوی ميدانية سورية يتطلب العلاج والحقيقة العراق هو أفضل طرف للتعامل مع هذه القوی الميدانية وبالتالي التعاون بين العراق وسوريا ضروري".

وكان رئيس الوزراء قال في وقت سابق إن نحو 2000 مقاتل من التنظيم ينشطون بالقرب من الحدود في سوريا ويحاولون العبور إلى العراق.

وقد هزم تنظيم "داعش" الارهابي في العراق في العام 2017، لكنه بعض فلوله لا زالت تشن هجمات على قوات الأمن شمالي العراق.

وقد ناقش مجلس الأمن الوطني العراقي خلال اجتماعه الاخير برئاسة رئيس الحكومة القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي تطورات الأوضاع في سوريا وانعكاس ذلك على أمن واستقرار العراق.

وبحث المجلس أيضا تعزيز قدرات القوات العراقية المسلحة بجميع صنوفها والحرص على تجهيزها بأفضل الأسلحة والمعدات في العالم، وحل بعض الإشكالات المتعلقة بها.

وعلى الصعيد ذاته اعلن الجيش العراقي في بيان له اليوم الاثنين ان طائراته الحربية قصفت اجتماعا لقادة تنظيم 'داعش' الارهابي قرب دير الزور في سوريا، ودمرت المبني الذي كانوا يجتمعون فيه.

واضاف البيان أن مقاتلات من طراز إف-16 نفذت الغارة في محيط قرية السوسة شرقي سوريا عندما كان '30 قيادياً مهماً من عصابات داعش' مجتمعين في المبني.

وقد قامت القوات العراقية خلال الاعوام الماضية بشن هجمات متعددة على مواقع الارهابيين خاصة تنظيم " داعش " في الاراضي السورية حيث قتلت المئات منهم.

وقد كشف مصدر حكومي عراقي، أن الرئيس السوري بشار الأسد خول العراق بقصف مواقع "داعش" في سوريا دون العودة إلى السلطات السورية.

وقال المصدر إن الطيران العراقي صار بإمكانه الدخول للأراضي السورية وقصف مواقع داعش، دون انتظار موافقة الحكومة السورية، التي أعطت الضوء الأخضر، ولكنه يتعين إبلاغ الجانب السوري فقط.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد التقى يوم امس الاول السبت مستشار الأمن الوطني العراقي ورئيس هيئة الحشد الشعبي سابقا، فالح الفياض، موفداً من رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي لمناقشة التنسيق المشترك على الحدود بين البلدين وكيفية مواجهة بقايا تنظيم "داعش" الارهابي هناك، خصوصاً في ظل الحاجة لملاقاة مرحلة الانسحاب الأميركي من شرق الفرات.

وقد استلم الرئيس السوري خلال اللقاء رسالة من رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي.

وقد شدد الطرفان على أهمية استمرار التنسيق على كافة الأصعدة ، خاصة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب. واعتبر الاسد بان العلاقات الجيدة مع العراق والتعاون القائم في مجال مكافحة الإرهاب شكلا عامل قوة لكلا البلدين في حربهما، لافتا إلى أهمية مواصلة هذا التعاون والتنسيق.

وقالت مصادر متابعة إن زيارة الفياض كانت أبعد من التنسيق الإجرائي بحدود ما أعلن، وتخطت ذلك لتأكيد الحاجة المشتركة لرفع مستوى التعاون بين حكومتي البلدين في المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية، وتشكيل أطر مشتركة لتحقيق هذه الأهداف، بينما قالت وسائل اعلامية إن الحكومة العراقية حصلت على موافقة الحكومة السورية للقيام بعمليات استهداف جوية لمواقع وقواعد "داعش" على الحدود السورية العراقية.

وتمحورت رسالة عبد المهدي، حول "تطوير العلاقات بين البلدين وأهمية استمرار التنسيق بينهما على الأصعدة كافة، تحديداً في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب والتعاون القائم بهذا الخصوص، ولا سيما عند الحدود بين الدولتين" حسبما أوردته وسائل إعلام سورية ووكالات أنباء عراقية محلية.

وأكدت الوسائل بأن " الرئيس الأسد رحّب بالعلاقات الجيدة مع العراق والتعاون القائم في مجال مكافحة الإرهاب".

وفي سياق متصل قال مسؤول رفيع في بغداد، إن "الزيارة أمنية بالدرجة الأولى"، لافتاً إلى أنه "تمّ التباحث بملف الحدود بين العراق وسوريا وامكانية رصد وضرب تحركات "داعش" قبل وصولها للحدود، إضافة إلى مناقشة موضوع فتح المعبر الحدودي بين البلدين (الوليد) والمعروف أيضاً باسم معبر (التنف)، فضلاً عن ملف الانسحاب الأميركي من شرق سوريا وشمال شرقها، وخطط الدولة السورية إزاء ملء الفراغ".

وأضاف المسؤول الامني العراقي أنه "سيُصار إلى تنسيق كامل بخصوص الحدود والمناطق والبلدات الحدودية، والرئيس الأسد أبدى تأييده للضربات العراقية الجوية والمدفعية المتكررة داخل الأراضي السورية، أو حتى المعالجات التي تجري ضد جيوب مسلّحة من قبل قوات عراقية داخل أراض سورية حدودية، وهو بمثابة تفويض منه. (الأسد)".

وقد شن العراق غارات جوية متكررة منذ العام الماضي على مواقع لتنظيم "داعش" في الأراضي السورية على مقربة من حدوده؛ في مسعى تقول بغداد إنه لإحباط أية هجمات عبر الحدود.

وتشكل الحدود العراقية - السورية هاجساً لبغداد منذ سنوات طويلة؛ حيث كانت منفذاً لتدفق عناصر تنظيم "القاعدة" الإرهابي في السابق، ولاحقاً مسلحي تنظيم "داعش".