المستقبل المظلم للعمال في الإمارات!

المستقبل المظلم للعمال في الإمارات!
الأربعاء ٠٢ يناير ٢٠١٩ - ٠١:١٩ بتوقيت غرينتش

كشفت "بي بي سي" خفايا جديدة عن سوق العمل بالإمارات والمستقبل المظلم الذي ينتظر الكثير من المقيمين في "دولة السعادة"، فيما أصدر حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم بياناً حول تباطؤ نمو الإنفاق الحكومي في العام الجديد 2019.

العالم - الامارات

وقال بيان من حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أول أيام العام الجديد 2019، إن الإمارة تتوقع تباطؤ نمو الإنفاق الحكومي هذا العام.

وتقدر خطة موازنة دبي لعام 2019 إجمالي الإنفاق الحكومي عند 56.8 مليار درهم (15.5 مليار دولار).

وبحسب "الجزيرة نت"، لا ينطوي ذلك إلا على زيادة طفيفة جداً عن خطة الموازنة الأصلية للعام الماضي التي بلغ إنفاقها 56.6 مليار درهم بارتفاع نسبته 19.6% عن 2017. وشملت الموازنة تخصيص 9.2 مليارات درهم لمشروعات البنية التحتية.

وذكر البيان أن من المتوقع وصول إيرادات الحكومة إلى 51 مليار درهم في العام الحالي، بزيادة 1.2% عن خطة موازنة العام الماضي.

وتمثل الإيرادات غير الضريبية (الرسوم وغيرها) نسبة 64% من إجمالي الإيرادات المتوقعة، في حين تشكل الإيرادات الضريبية نسبة 25%. كما تمثل إيرادات عوائد الاستثمارات الحكومية نسبة قدرها 3%.

وكانت "بي بي سي" كشفت أمس خفايا سوق العمل في الإمارات والمستقبل الذي ينتظر الوافدين إلى "دولة السعادة" "الوهمية" بعد أن سقطت الأقنعة التي حاول من خلالها حكامها خداع العالم، في ظل استمرار قيام منظمات حقوقية دولية بفضح الانتهاكات العمالية التي تحدث في الإمارات، فضلاً عن "جرائم الحرب" التي ترتكبها أبوظبي في اليمن والدور التخريبي الذي تقوم به في بعض الدول الأخرى.

وتحت عنوان "هل تظل الإمارات الوجهة المفضلة للباحثين عن الدخل المرتفع؟" قال موقع قناة "بي بي سي عربي" أمس: طالما عُدت الإمارات وجهة للأجانب أصحاب المهن الساعين لدخل مرتفع، لكن المغتربين على أرض الواقع يقولون إن الأمور في الإمارات لم تعد كسابق عهدها.

وتسرد "بي بي سي" شهادات وقصص مؤلمة لفئات مختلفة من العمال خلال العامين الماضيين في الإمارات، مثل أليسون سايمونز، مستشارة الاتصالات، التي غادرت موطنها في المملكة المتحدة 2016، وعادت إليه بعد عامين.

وتقول سايمونز إنها أمضت 12 شهرا في البحث عن وظيفة مناسبة، رغم أنها كان لديها شبكة معارف شخصية ومهنية لا يستهان بها في الإمارات، وحتى الوظيفة التي عثرت عليها كانت بعقد مؤقت لمدة عام.

وبالرغم من أن صافي دخلها في الإمارات كان أعلى منه في المملكة المتحدة، لأن الإمارات لا تفرض ضريبة على الدخل، إلا أن أليسون سايمونز لم تشعر بالأمان الوظيفي بحكم عملها بعقد محدد المدة. وكانت تضطر لدفع إيجارات باهظة لمسكنها وسيارتها بموجب عقود إيجار قصيرة الأجل، تقول "بي بي سي.

وتضيف مستشارة الاتصالات البريطانية: "أرى أن الأوضاع الآن غير مواتية للعودة والعمل هناك (في الإمارات) من جديد، إذ زاد عدد المغتربين الذين يغادرون البلاد، ويجد كثير من المهنيين المهرة وذوي الخبرة صعوبة بالغة في العثور على وظائف جديدة".

وتؤكد "بي بي سي" أن "تعثُر الاقتصاد الإماراتي تحت وطأة تدني أسعار النفط أدى إلى ركود قطاع العقارات وتخفيض الرواتب".

وتنقل عن كارين يوزييل، محللة بوحدة الأبحاث وتحليل المعلومات التابعة لمؤسسة "الإيكونوميست" قولها في الاقتصاد الإماراتي: "بالرغم من تعافي أسعار النفط عالمياً في عام 2018، فإن النمو الاقتصادي لا يزال متواضعاً".

وبحسب محللة "الإيكونوميست" فإن ذلك يُعزى إلى قرار منظمة "أوبك" بخفض إنتاج النفط، بالإضافة إلى عوامل جيوسياسية أخرى، مثل الأزمة الخليجية الأخيرة والخلافات مع قطر، والحظر الأمريكي المفروض على إيران، التي أثرت على التبادل التجاري بين البلدين، ولا سيما المصالح التجارية الإيرانية في دبي.

وتوضح يوزييل أن ضريبة القيمة المضافة، التي فرضتها الحكومة في يناير بنسبة 5%، في محاولة لسد الفجوة في الإيرادات التي خلفها تدني أسعار النفط، أسهمت في تغيير نظرة رواد الأعمال للإمارات.

كما أثّرت الضريبة على الاستهلاك الخاص بشكل واضح، إثر ارتفاع أسعار المأكولات والأنشطة الترفيهية والسلع الاستهلاكية.

وتضيف بي بي سي: نظرياً، توقع صندوق النقد الدولي في أحد تقاريره أن يحقق الناتج المحلي الإجمالي في الإمارات سنة 2019 نموا بنسبة 3.7 في المئة، ولكن مؤشر بنك الإمارات دبي الوطني لمراقبة حركة الاقتصاد، كشف في نوفمبر عن تراجع نمو القطاع الخاص إلى أدنى مستوى له منذ عامين ونصف، وشهد مؤشر التوظيف أيضاً تراجعاً للشهر الثاني على التوالي.

وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" في مقال حديث، إلى أن الكثير من المهنيين، ولا سيما أصحاب الدحول المرتفعة، تركوا وظائفهم في دبي فيما أطلق عليه بعض الاقتصاديين ظاهرة "استنزاف المهنيين".