مع الحدث – ترامب والانسحاب من الاتفاقات الدولية - الجزء الثانی

الجمعة ٠٤ يناير ٢٠١٩ - ١١:١٠ بتوقيت غرينتش

كيف يقرأ انسحاب ترامب من الاتفاقات الدولية واخرها منظمة اليونسكو؟ اي دور تبحث عنه اميركا نتيجة الانسحابات مع استمرارها في قيادة العالم؟ هل تبريراتها للخطوة تضع مصلحة اميركا قبل كل شيء بحسب ترامب؟ ما تبعات تحول اميركا الى دولة منسحبة من معظم الاتفاقات والمعاهدات الدولية؟

وقال الباحث بالشؤون الدولية طلال عتريسي ان عام 2018 كان عام الانسحابات بالنسبة لترامب وليس لاميركا لانه لا يوجد اجماع بالداخل الاميركي على سياسيات ترامب.

واشار عتريسي الى ان ترامب انسحب من الاتفاق النووي مع ايران عام 2018 وفي نهاية العام اتخذ قرار بالانسحاب من سوريا كما اعلن انسحاب بلاده من منظمة اليونسكو، موضحا ان لدى ترامب رؤية خاصة للنفوذ الاميركي.

واضاف الباحث بالشؤون الدولية ان الرؤية التقليدية الاميركية تعتمد على وجود الولايات المتحدة الاميركية في المنظمات والمؤسسات الدولية الثقافية والسياسية والتنموية والبيئية وغيرها مما يجعل الولايات المتحدة قوة اساسية تفرض توجهاتها على الاتفاقيات التي تعقد وما شابه ذلك، موضحا ان لدى ترامب رؤية اخرى تعتمد على ان التوجه يجب ان يكون نحو الداخل الاميركي، وان اي وجود في الخارج ويكلف اميركا دفع الاموال على سبيل المثال لليونسكو والاطلسي او للامم المتحدة يعتبر ترامب ذلك انفاق غير مجدي، وان الولايات المتحدة لا تحتاج لدفعل مثل هذه الامول دون اي مقابل.

واكد عتريسي ان نظرة ترامب التبسيطية بعد الانسحابات لديها انعكاسات استراتيجية، مثل انسحابات الاتفاق النووي مع ايران، وقرار الانسحاب من سوريا.

واشار الباحث بالشؤون الدولية الى ان ترامب لا يعير اي اهتمام للانتقاد الاوروبي في الانسحاب من البرنامج النووي والذي كان اتفاق دولي، دون ان ياخذ رأي الاوروبيين، مشددا على ان الانتقاد الاوروبي على انسحاب ترامب من اليونسكو واي اتفاقيات اخرى لا يعير له ترامب اي اهتمام ولن يغير شيء بالنسبة لقراره.

واوضح عتريسي ان المشكلة في الاوروبيين انفسهم حيث انهم لا يزالون متمسكين بالدور الاميركي في العالم، ولا تنتهز الفرصة لكي هي تلعب دور على صعيد اليونسكو او غيره.

واضاف عتريسي ان غياب اميركا عن المنظمات الدولية سيؤدي الى تراجع الدور والنفوذ الاميركي في هذه المنظمة او غيرها، لكن الولايات المتحدة لا تعتمد في دورها الفعلي على هذه المنظمات. مشيرا الى النفوذ الفعلي لاميركا عالميا متمثل بالقواعد العسكرية المنتشرة حول العالم والتي يصل عددها الى قرابة 1000 قاعدة، وعلى الهيمنة الاقتصادية على العالم.

بدوره قال استاذ في معهد الشرق الاوسط حسن منيمني ان مسألة الانطوائية والانعزالية في اميركا ليست مقتصرة على ترامب، بل هو الاساس في النظرة المحافظة او المحافظة التقليدية باميركا وان كان المحافظون الجدد اعترضوا على الانسحاب، موضحا ان السرعة في الانسحاب تشكل بالنسبة للبعض في اميركا بعض القلق حرصا على المصلحة الاميركية.

من جانبه قال الصحفي المختص بشؤون الشرق الاوسط انطوان شاربنتيي ان الانسحابات التي تتم من قبل ترامب من كل المعاهدات والاتفاقيات الدولية، لها ثلاث تداعيات، ومنها عامل خدمة "اسرائيل"، وعامل سياسي، وعامل اقتصادي.

واضاف شاربنتيي ان العامل السياسي متمثل باستهداف الاعداء والحلفاء، وظهر ذلك بانسحاب اميركا من الاتفاق النووي مع ايران واتفاق باريس.

اما العامل الثاني وهو خدمة اسرائيل ظهر في انسحاب اميركا من منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو وكأن اميركا تعتبر ان " اسرائيل" هي مثال في احترام الثقافة والتربية والعلم ولا يحق لاحد ان ينتقدها.

اما العامل الاقتصادي فيظهر في خيار ترامب في الخروج من كل الاتفاقات الدولية لكي لا يكون مقيد، وبالوقت عينه يفضل الاتفاقات الثنائية لكي يفعل مايشاء ويبتز كما يشاء.

واوضح شاربنتيي ان هذه العوامل مع خدمة اسرائيل ممكن ان يكونوا قراءة لانسحابات ترامب واميركا والسياسية الانعزالية التي هو عليه الان.

ضيوف الحلقة:

طلال عتريسي الباحث بالشؤون الدولية

استاذ في معهد الشرق الاوسط حسن منيمني

انطوان شاربنتيي صحفي مختص بشؤون الشرق الاوسط

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/3987701