جماعة "الزنكي" التابعة لتركيا تحل نفسها.. ماذا بعد؟

جماعة
السبت ٠٥ يناير ٢٠١٩ - ٠١:٢١ بتوقيت غرينتش

تتسارع احداث الصراع بين الجماعات المسلحة شمالي سوريا وخاصة في أرياف حلب وإدلب وحماة، بعدما أعلنت جماعة "نور الدين الزنكي" الارهابية حل نفسها اثر سيطرة جماعة "النصرة" الارهابية على جميع معاقل "الزنكي" بريف حلب الغربي. وتحشد تركيا فصائل ما يسمى "الجيش الوطني الحر" العاملة تحت إمرتها في محيط مدينة منبج وتُعيد رسم خرائط النفوذ بين "النصرة" و"الجبهة الوطنية للتحرير" بالنار.

العالم- سوريا

سيطرت جماعة "النصرة" الارهابية على جميع المناطق التي كانت تحت سيطرة جماعة "الزنكي" في ريف حلب الغربي شمالي سوريا. فيما حلت الجماعة نفسها، وفر من تبقى من مسلحيها الى عفرين وتركيا ومناطق خاضعة لسيطرة القوات المدعومة منها بعد معارك عنيفة استمرت لاربعة ايام متتالية قُتل على اثرها اكثر من مائة وثلاثين مسلحا من الطرفين.

واندلعت المعارك، الثلاثاء الماضي، على خلفية مقتل 5 مسلحين من "النصرة" على يد "الزنكي" في منطقة تلعادة، في القطاع الشمالي الشرقي من ريف إدلب، امتدت الی اطراف مدينة دار عزة غربي حلب واتسعت بشكل سريع إلى ريف إدلب الجنوبي والشرقي والشمالي، وأيضا في ريف حماة الشمالي والغربي، واتسمت المعارك بالكر والفر بشكل واضح، حيث كان كل طرف يعلن سيطرته على منطقة قبل ان يعلن الطرف الآخر استعادتها.

وبعد سيطرة جماعة "الزنكي" على قرية بازيهر بريف حلب الشمالي الغربي وعلى قريتي قيلة وكفرنتين وتلة السيرياتل قرب مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، وقرى معرشورين وفطيرة وتلمنس بريف إدلب الجنوبي، بالاضافة الى سيطرتها على قرى ميدان غزال، شير مغار والديرونة بريف حماه الشمالي الغربي، عادت جماعة "النصرة" الارهابية للسيطرة على معظم هذه القرى وخصوصا مدينة دار عزة التي تعتبر المعقل الاساسي للزنكي، لتسيطر بذلك على نحو تسعين بالمائة من مناطق الارهابيين في ريف حلب الغربي.

واشار ما يسمى بـ"المرصد السوري لحقوق الانسان" الى ان المعارك ادت الى مقتل ثمانية وخمسين مسلحا من جماعة "النصرة" الارهابية وستة وخمسين مسلحا من جماعة الزنكي الارهابية بالاضافة الى ثمانية مدنيين.

وانتهت هذه المعارك بطرد جماعة "نور الدين الزنكي" على يد جبهة "النصرة" الارهابية.

هذا فيما نأت فصائل ما يسمى "الجيش الوطني" في ريف حلب الشمالي بنفسها عن الصراع، رغم انتقال بعض عناصرها فردياً للمشاركة إلى جانب "الجبهة الوطنية". وكان لافتاً خلال الأيام القليلة الماضية غيابُ أي تصريحات رسمية تركية في شأن تطورات هذا الصراع، إلى جانب تهميش أخباره في وسائل الإعلام التركية الرسمية، والمقربة من السلطات.

في هذه الاثناء من المقرر ان تستقبل أنقرة مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون، بصحبة الممثل الخاص لوزير الخارجية الأميركي جايمس جيفري ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزف دانفورد، بعد زيارة بولتون للكيان الاسرائيلي.

وقال دانفورد عبر تغريدة على "تويتر"، إن الزيارتين (لأنقرة وتل أبيب) مخصصتان لبحث انسحاب قوات بلاده من سوريا وآلية تنسيق ذلك مع الحلفاء والشركاء لمنع عودة "داعش". وتترافق زيارة بولتون بجولة يجريها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، لعدد من الدول العربية المعنية بالملف السوري.

وفي سياق اخر، تتداول الانباء عن وجود وساطة روسية لعقد صفقة بين الاكراد والحكومة السورية، جاءت على لسان مسؤول كردي رفيع.

وقال بدران جيا كرد، المستشار في ما يسمى "إدارة" المناطق الخاضعة لسيطرة الاكراد شمالي سوريا، إن "الإدارة الكردية" قدمت خريطة طريق بشأن اتفاق الحكومة السورية خلال الاجتماعات الأخيرة مع مسؤولين روس وتنتظر رد موسكو عليها.

وكشف كرد أن الأهداف الرئيسية لخريطة الطريق الت طرحت في موسكو تكمن في حماية الحدود السورية من تركيا وإيجاد سبيل لإدماج هياكل الحكم في شمال سوريا في الدستور السوري وضمان توزيع عادل للموارد في شمال وشرق سوريا، مضيفا: "الكرة في ملعب روسيا ودمشق، على هذا الأساس يمكننا أن نتفاوض ونطلق الحوار".

وأردف قائلا: "نعتقد أن روسيا تحاول فتح آفاق جديدة مع دمشق، هذا ما شعرنا به"، مشددا على أن الحاجة إلى دخول في حوار جدي مع دمشق أصبحت الآن أكثر إلحاحا.

وعبر جيا كورد عن اعتقاده بأن إنهاء الاحتلال التركي وإلحاق الهزيمة بالمسلحين المتبقين هناك يتطلب إبرام اتفاقية بين دمشق و"الإدارة الكردية" في شمال سوريا، مضيفا: "هذا سيعطي دفعة كبيرة نحو إنهاء الاحتلال والإرهاب في سوريا".

ولفت جيا كورد إلى أن العناصر التي وصفها بـ"المحافظة" في دمشق، أرادت ما اسماه "تجاهل التغييرات السياسية" و"فرض سيطرتها ونفوذها" من خلال اتفاقات في المناطق التي هُزِمت فيها المعارضة المسلحة للأسد… "وهذا ما رفضناه"، حسب تعبيره.

ورحب جيا كورد بالتصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حين قال إن سحب قوات بلاده من سوريا سيجري بوتيرة منخفضة وإن واشنطن تريد حماية أكراد سوريا، مشددا على أن واشنطن لم تناقش الموضوع مع حلفائها في سوريا (الأكراد) الذين فاجأهم القرار الأمريكي بالانسحاب.

ويرغب الأكراد السوريون في الحصول على مساعدة روسيا في نشر قوات من الجيش السوري على الحدود الشمالية للبلاد في إطار جهود أوسع نطاقا يبذلها الأكراد من أجل التوصل إلى اتفاق مع دمشق سيحميهم من الهجوم التركي المرتقب على مناطقهم.