مع الحدث - الملف السوري وتطورات معارك ريف حلب الغربي - الجزء الاول

الأحد ٠٦ يناير ٢٠١٩ - ٠٧:٣٠ بتوقيت غرينتش

كيف تقرأ سيطرة النصرة على ريف حلب الغربي واندحار حركة الزنكي، هل كسب الجولاني ورقة استراتيجية في ادلب يستخدمها ضد انقرة، ما انعكاسات القتال المتواصل بين النصرة وبقية الفصائل على مواقع تمركزهم، كيف سيتعامل الجيش السوري وحلفائه مع مستجدات الميدان في هذه المنطقة.

قال ضيف برنامج"مع الحدث" على شاشة قناة العالم الكاتب الصحفي خورشيد دلي

حول اخر التطورات في ريف حلب الغربي بأن القتال بين الجماعات المسلحة وقسم منها مصنف ارهابي ليس بجديد وهذه الفصائل ادوات لدول اقليمية تقوم بالنيابة عن هذه الدول في حروب السيطرة والقتال وضحايا هذه الحروب هم المدنيون السوريون والجديد بالأمر هو الهجوم الكبير لجبهة النصرة على مايسمى بالجبهة الوطنية للتحرير ومن ضمنها جبهة نور الدين الزنكي والقضاء عليها نهائيا خلال أيام والسؤال هنا أين التركي مما يجري؟ هذه الفصائل جميعها تدور في الفلك التركي وجبهة النصرة هي الابنة الشرعية للنظام في تركيا وبالتالي لماذا تركيا صامتة حتى الآن ولماذا لم تتدخل تركيا حتى الآن لصالح الزنكي أو حزب التركستاني.

واضاف دلي أن ما حصل هو خطير جدا وهو توسع النصرة بهذا الشكل حتى خارج منطقة ريف حلب الغربي حيث وصلت الى مناطق في عفرين وصلت الى جنديرس وباسوطة والخطر هنا أن هذه القرى هي من الاخوة العلويين والخوف هو ارتكاب النصرة مجازر بحق هؤلاء تحت دعاوى شرعية والمسؤولية كبيرة جدا تجاه هذه الاقليات والشعب السوري لمنع حدوث هكذا مجازر.

من جهته قال الباحث السياسي أحمد قلعه جي أنه الآن تتم تصفية القادة العقائديين في جبهة النصرة كان أخرهم المنافس للجولاني وهو يدرك تماما بأنه كان يحابي تركيا الى أبعد حد ومايجري حاليا هو قضم التنظيمات الارهابية بعضها للبعض و تعويم هيئة تحرير الشام بتقديمها كطرف اوفصيل مسلح يمكن ضبطه من قبل تركيا وهذا يتوكب ويتناغم مع ما اعلن عنه جون بولتون وهو أنه يبحث مع الجانب التركي آلية سيطرة القوات التركية على المناطق داخل الجغرافيا السورية التي تسيطر عليها التنظيمات المسلحة وكيف سوف تضبط أوتدير تركيا هذه المناطق وهي تسيطر عليها تنظيمات مسلحة.

واضاف قلعه جي بأنه يجري تعويم هيئة تحرير الشام كبديل عن المعارضة السورية وباتت القوات التركية تتحرك داخل الريف الادلبي تحت ذريعة أن هيئة تحرير الشام باتت تشكل خطر ويحاول اردوغان استقدام تعزيزات ويتوغل الى المناطق المنزوعة السلاح.

وفي نفس السياق قال الدبلوماسي الروسي فيتشسلاف موتوزوف حول تقدم جبهة النصرة بأن الجولان ليس لديه أي ورقة استراتيجية في يده للتفاوض مع تركيا وجبهة النصرة منظمة ارهابية باعتراف دولي ويجب على الجيش والفصائل المسلحة مكافحتها حتى النهاية بحسب قرار مجلس الامن وبالتالي لايوجد مستقبل أمام النصرة في سوريا وامامهم خيارهم واحد وهو نزع السلاح إما للطرف السوري أو الطرف التركي حتى خروجهم من البلد وعودة سلطات الدولة هناك.

وأضاف موتوزوف القدرة العسكرية للنصرة هائلة ولاشك بأن لديهم خبرة قتالية لابأس وعددهم بالآلاف ولايمكن مقارنة فصائل الزنكي والسلطان مراد بقدرة جبهة النصرة.

وحول استهداف مخازن الزنكي من قبل الطيران الروسي، قال خورشيد منذ اتفاق سوتشي كان من المفترض ان تقوم تركيا بنزع سلاح الفصائل وتحقيق التسوية السياسية ولكن التركي يحاول دائما اللعب على ورقة هذه الفصائل المسلحة وبالتالي توقيت عملية النصرة لها مدلولات كثيرة وهي أنها لم تكن تستطيع أن تحقق ذلك ما لم يكن هناك دور تركي في هذا الامر باعتبار أن قادة الفصائل المسلحة جميعم في تركيا وتدار هذه الفصائل عن طريق المخابرات التركية.

وتابع خورشيد أن تركيا خلال الفترة الماضية نقلت الآلاف من المسلحين الى مناطق موازية لجهة منبج وشرقي الفرات في اطار عملية عسكرية وبالتالي النصرة استفردت ببقية الفصائل وبدأت بالقضاء عليهم.

وعلق خورشيد عن قضية تعويم جبهة النصرة وتقديمها كطرف سياسي فبالتالي تركيا تقوم باللعب على الطرف الروسي والجهود الدبلوماسية من خلال التهرب من المواعيد المتفق عليها في سوتشي وبالتالي هذا الامر ليس نابع من عجز التركي وهو يستطيع تدمير مقرات النصرة وبالتالي يجب القيام بخطوات عسكرية من قبل الروسي والسوري لدرء خطر النصرة عن مدينة حلب واذا كانت تركيا لاتريد تعويم جبهة النصرة فأردوغان يجيد اللعب على التناقضات ومحاولة الدخول في الصفقات من خلال غزو مناطق اخرى شرق سوريا بضوء أخضر روسي مقابل ان ترفع تركيا يدها عن جبهة النصرة.

واولوية تركيا هي محاربة الكرد وتوسيع نفوذها في الشمال السوري حتى شمال العراق وليس نزع سلاح الفصائل المسلحة التي تستطيع نزع سلاحهم حيث أن قيادي المجموعات المسلحة موجودون في تركيا

وفي نفس السياق علق قلعه جي ان جبهة النصرة تعتبر البديل الاقوى كورقة للضغط على سوريا وروسيا وللابقاء عليها كورقة للعب في الجغرافيا السورية وتركيا لايمكن الوثوق بها وعندما وقعت اتفاق سوتشي ندرك تماما أنها أبعد ماتكون لحماية عملية سياسية داخل سوريا.

بدوره علق موتوزوف بان الاطراف الدولية جميعها متفقة على مكافحة جبهة النصرة الارهابية وتركت المهمة الى الطرف التركي في اتفاق سوتشي باعتبار أن تركيا ضد أي عمل عسكري للجيش السوري على ادلب بحجة أنه هناك مليون شخص داخل ادلب وسيكون هناك ضحايا كثر وامريكا أيدت تركيا وغير مسموح الهجوم على جبهة النصرة لهذا الاسباب.

واضاف ان تركيا فشلت سياسيا كما فشلت في نزع سلاح الفصائل المسلحة .