ماذا وراء مزاعم "إسرائيل" بأن وفودا عراقية زارتها؟!

ماذا وراء مزاعم
الإثنين ٠٧ يناير ٢٠١٩ - ١٢:٣٠ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي عمد فيه كيان الاحتلال الاسرائيلي عبر ماكينته الاعلامية الى الترويج لمسرحية تطبيع العلاقات مع الدول العربية، زعمت حكومة الاحتلال أن ثلاثة وفود حزبية عراقية ضمت 15 شخصا، زارت فلسطين المحتلة خلال العام الماضي 2018، وبحثت قضايا خاصة ب‍إيران والتطبيع، فيما لم يصدر بعد اي تعليق رسمي عن الحكومة العراقية على هذه المزاعم.

العالم - العراق

وادعت الخارجية الإسرائيلية في بيان نشرته على موقع تويتر، أن "زيارة الوفد العراقي الثالث إلى إسرائيل جرت قبل عدة أسابيع".

وأضافت أن "الوفود ضم شخصيات سنية وشيعية وزعماء محليين لهم تأثيرهم في العراق"، حسب تعبيرها، مشيرة الى ان "هذه الشخصيات زارت متحف ياد فاشيم لتخليد ذكرى محرقة الهولوكوست، واجتمعت ببعض الأكاديميين والمسؤولين الإسرائيليين" وتابعت ان "الخارجية الإسرائيلية تدعم هذه المبادرة دون إيضاح الهدف منها".

وزعم تقرير تلفزيوني إسرائيلي إن الهدف من هذه الزيارات السرية كان وضع "البنية الأساسية لعلاقات مستقبلية" بين العراق والكيان الإسرائيلي. وأضاف أن التركيز خلال الزيارات غير الرسمية كان على مسائل ثقافية واجتماعية وأن أعضاء الوفود ناقشوا مسائل تتعلق بالتاريخ اليهودي العراقي، كما ادعى التقرير الاسرائيلي.

من جهته كتب المحلل والأكاديمي في كيان الاحتلال إيدي كوهين على تويتر، ان "الحكومة العراقية أرسلت هذه الوفود للتفاوض مع إسرائيل على الانسحاب الإيراني من جنوبي سوريا مقابل وقف القصف الإسرائيلي للأراضي السورية"، حسب زعمه.

وادعى كوهين أن "الوفود فاوضت أيضا على حل الأحزاب الشيعية في العراق وسوريا ولبنان ودول الخليج (الفارسي)، وبحثت سبل التطبيع مع إسرائيل"، على حد قوله.

ولم يصدر عن الحكومة العراقية حتى اعداد هذا التقرير، اي تعليق رسمي على بيان وزارة خارجية الاحتلال او على ادعاءات كوهين.

يذكر ان العراق كالعديد من الدول الاسلامية لا يعترف بوجود "اسرائيل"، ولا تربطه اي علاقات دبلوماسية مع كيان الاحتلال، وانما الأردن ومصر هما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان تقيمان علاقات رسمية مع "إسرائيل".

وبناء عليه يحاول الكيان الاسرائيلي وبشتى الطرق احراج الدول العربية والاسلامية وإرغامها على اتخاذ خطوات التطبيع مع تل ابيب، بحيث يرى محللون ان الاستراتيجيات المتبعة لأجهزة الدعاية الصهيونية لتمرير التطبيع مع العالم العربي، تحوي اشكالا مختلفة اهمها الترويج الاعلامي لتعزيز مكانة الكيان الاسرائيلي امام الدول العربية وجمهورها من خلال الإيحاء بأنه هو الكيان المتفوق عسكريا واقتصاديا واجتماعيا واعلاميا في منطقة الشرق الاوسط، وذلك بهدف ترميم وتحسين صورته البشعة التي استقرّت في ذاكرة الرأي العام العربي والاسلامي.

فمن ينسى مأثرة البطل العراقي أمير يحيى في رياضة الجوجيستو في وزن 62 كغم، والذي ضحى بالميدالية الذهبية في مباراة دولية أجريت في كولومبيا خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2017 حين جمعته القرعة بلاعب من الكيان الاسرائيلي فرفض منازلته حتى لا يلوث الرياضة العراقية بعار التطبيع؟.

وهذا الموقف البطولي سبق ان شهده العراق على الميادين الرياضية عندما رفض لاعبا المنتخب الوطني العراقي سفيان ناظم ومحمد اسماعيل مواجهة لاعبي الكيان الصهيوني في تايلند عام 2015.

ويحذر المحللون من استضافة الاعلاميين الاسرائيليين الناطقين باللغة العربية على شاشات التلفزة العربية وإعطاء مساحة للناطقين لخوض حرب نفسية ضد المشاهد العربي تحت مسوّغات المهنية أو الرأي والرأي الآخر باعتبار ان الامر لا يختلف بمضامينه عن نمط شراء الذّمم الصحفية ما قبل النكبة الفلسطينية عام 1948 بل يتعداها خطورة من حيث الشّكل وقدرة الوصول، ولا تخفف حقيقة كون الإعلاميين العرب يدخلون في نقاش عنيف مع الضيوف الصهاينة، من خطورة الاستضافة وتصنيفها كتطبيع مع العدو، فقد حولت هذه الاستضافات الصراع الدموي بين الكيان الاسرائيلي والفلسطينيين إلى نقاش حواري بين فرقاء برسم التسوية والتصالح والعيش المشترك.