مع الحدث: خلفيات ومحاذير سيطرة النصرة على ريف حلب الغربي - الجزء الثانی

الثلاثاء ٠٨ يناير ٢٠١٩ - ٠٨:٣٧ بتوقيت غرينتش

سيطرة عناصر النصرة الارهابية على مناطق واسعة في ريف حلب الغربي بهذه السرعة بعد طرد المجموعات المسلحة المحسوبة على تركيا أثارت جملة من التساؤلات، كيف تمكنت النصرة من السيطرة على ريف حلب الغربي بهذه السرعة، أين الحضور العسكري التركي والسيطرة الجوية الروسية، هل تأخذ انقرة وموسكو المبادرة لاستعادة تلك المناطق ام سيسمح بفرض للنصرة لنفسها طرفا في التفاوض لتفاوض كما طالبان في افغانستان؟.

قال ضيف برنامج"مع الحدث" على شاشة قناة العالم الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور أمين حطيط انه لايمكن انكار حجم المفاجأة التي حصلت كما كنا ننتظر بأن تكون هناك مناوشات بين الفصائل المسلحة في منطقة ادلب خاصة بعد قرار سوتشي لوضع نظام خاص لمنطقة ادلب تمهيدا لاستعادتها تحت سيطرة الدولة السورية وكنا ننتظر أن تحصل بعض المناوشات بين الاتراك وبين الفصائل الارهابية في سياق اقدام تركيا فيما لو قررت على تنفيد اتفاق سوتشي لكن عند تلكؤ تركيا لاعتبارات موضوعية وذاتية عن تنفيذ الاتفاق سوتشي أو انقلابها على الاتفاق

واضاف حطيط بان جبهة النصرة اقدمت على فعل هي لاتكون قد خططت له بهذا الشكل لأن الاستفزاز الاساسي الذي شكل الفتيل الذي اشعل المعركة كان قد اعد بيد مخابرات تركية عندما اقدمت حركة نور الدين الزنكي على قتل 5 عناصر من جبهة النصرة وبالتالي تركيا تريد احداث حراك في الميدان تتوصل به الى رسم مشهدية تؤدي الى فرز الفصائل ميدانيا دون أن تتدخل بشكل مباشر بقواتها العسكرية طالما أن لديها التزامات عقائدية بأن لاتقدم على قتال أحد من الارهابيين التي تجمعهم بها وحدة العقيدة والفكر السياسي لذلك كانت تناور للحصول على بعض النتائج.

وتابع حطيط أن ماحدث كان في البداية بأوامر تركية وغير بعيد عن المخابرات التركية لكن تركيا خططت شيئا وتدحرجت الامور خارج الخطوط التركية ووجدت تركيا نفسها محاصرة للتدخل لأنها اعدت خطة وفشلت في تنفيذها ومحاذير عقائدية وميدانية تمنع تركيا من مواجهة جبهة النصرة خاصة أن تركيا تحاذر أن تظهر بمظهر العاجز لأن دخول تركيا في قتال مباشر مع النصرة وهو مستبعد تماما لاسباب عقائدية ولكن فرض المحال ليس بمحال.

واردف العميد حطيط أن تركيا لم تعد جيشها لقتال هكذا فصائل كما يتصور البعض وفي كل العمليات العسكرية التي دخلتها تركيا في الشمال السوري بدء من غربي جرابلس حتى غربي ادلب لم تقم بعمليات عسكرية بل بعمليات استخبارتية وفلكلورية وكانت تخشى الفضيحة الميدانية في أن تواجه جبهة النصرة لتحمي عناصرها من حركة الزنكي وغيرها وكذلك تخشى الانكشاف لهذا السبب وجدت تركيا أن تلتزم تركيا باستراتيجية تحديد الخسائر فتخسر هؤلاء وتربح من باب أخر حيث تربح أن تقوم النصرة بالسيطرة على مساحة من الارض وهي مصنفة ارهابية وبالتالي تركيا لايمكن أن تقف بوجه أحد يريد تطهير المنطقة من جبهة النصرة وبالتالي بهذ العمل تكون تركيا قد وفرت على نفسها المشاركة في حرب ضد الارهاب ومن يريد المشاركة في محاربة الارهاب فليتفضل الى الميدان.

من جهته قال عضو مجلس الشعب السوري الدكتور صفوان قربي انه لايمكن النظر بحسن نية الى الآداء التركي ومعنا الحق من خلال القضايا التاريخية الطويلة وتركيا هي من يسيطر أولا على الشمال السوري وبالذات محافظة ادلب بشكل مطلق والاستخبارات التركية تدير حراك المجموعات المسلحة بشكل مباشر وغير مباشر وماجرى تحت عين التركي بمراقبة تركية بدون تدخل تركي وبدون تصريحات تركية.

وتابع قربي بأن امتداد النصرة خطير جدا ولايمكن النظر اليه بحسن نية لأن النصرة بهذه العمليات تضع يدها على الاوسترادات الدولية ام 4 وام 5 وباتت تسيطر على الحدود التركية السورية وأصبحت على تماس مباشر مع الدولة السورية.

واضاف قربي أن الكل يعلم أنه كان هناك توافق دولي على فتح الاوسترادات الدولية وكان من المفروض عملها بشكل طبيعي العام الماضي ولكن التركي يريد كسب الوقت وسيقول ان الموضوع أكبر من طاقتي بكثير واحتاج الى وقت ومهل زمنية جديدة والى قائمة اعذار جديدة وبالتالي هي محاولة تركية لتعويم النصرة ووضعها في وجه الجميع على أنها قوة عسكرية ويجب أن يكون لها قوة سياسية وتركيا لاتريد الدخول في صراع عنيف مع النصرة.

واشار عضو مجلس الشعب السوري الى ان تركيا تريد توجيه الانظار الى شرق الفرات وتأخير ملف ادلب وهي ليس رغبة تركية فقط وانما امريكية أيضا والوجود العسكري السوري مع الحلفاء على تخوم ادلب هو وجود ضخم وغير مسبوق بالقوة النارية والعددية ولكن ماجرى هو تأخير وتلكؤ تركي لمحاولة كسب الوقت واذعان تركيا على أن ادلب هي جزء من الامن القومي التركي ومايحصل هو تأخير عملية ادلب وتوجيه النظر الى شرقي الفرات.

وفي نفس السياق قال مىير مركز الثقافي العربي الروسي للدراسات الدكتور مسلم شعيتو ان المعركة لاتحددها لا النصرة ولا الجماعات المسلحة التابعة لتركيا لتتدخل بها روسيا ولكن المعركة التي ستخوضها روسيا مع القوات الشرعية السورية في في منطقة ادلب تحديدا وصولا الى الريف الغربي لحلب التي سيطرت عليها النصرة ليس صدفة وانما تركيا هي المسؤولة مباشرة والعامل الاساسي للاستفادة منها لاحقا بسلوكها العسكري والسياسي في منطقة شمال شرق سوريا لتقول أنها لم تستطيع الصراع مع منظمات قوية وبالتالي تاخير عملية تحرير ادلب ومعالجة مشكلة غرب حلب وبالتالي توريط دول أخرى ومن بينها روسيا للتعاون من اجل القضاء على هذه المنظمات أذن توريط روسيا بتسوية جديدة في شمال سوريا على خلفية أن تركيا مستعدة لمكافحة هذه المنظمات الارهابية.

وأضاف شعيتو روسيا لها مصلحة للتخلص من المنظمات الارهابية وروسيا تعرف تماما طبيعة المعارك في ادلب وتحاول ان تلعب تركيا دور سياسيا لأنها تمول كل هذه المنظمات وكل المعدات والتمويل والتجهيز يتم عبر الحدود التركية لأن هذه المنظمات محاصرة بين الحدود التركية والدولة السورية.

وتابع شعيتو: روسيا ستقوم بما ستقرره الحكومة السورية في دمشق أثناء المعركة في ادلب وبالتالي هي مستعدة لمساعدة القوات التركية اذا ماتحركت على الارض وليس قيامها لوحدها بمعركة ميدانية على الارض ضد هذه المجموعات.

من جهته قال العميد حطيط أن تركيا الزمت أو التزمت أن تعالج منطقة ادلب وخلال الاربعة الاشهر ناورت وداورت وحشرت في أخر المطاف ومصلحتها أن أن لاتعالج منطقة ادلب حتى يطرح الموضوع السياسي بجدية وتنطلق العملية السياسية وتضمن حصول ماتريد

واضاف حطيط أن تركيا أخر السنة لم يعد لديها ذرائع وبالتالي قامت بعملية استفزاز وبدأت بمعركة ادلب وتخطت الحدود المرسومة واستطاعت ان تنظر الى مسارات المعركة بالشكل الذي يناسبها وهي أن جبهة النصرة تشكلت بقائد واحد مؤلفة من 30 ألف مقاتل وسيطرت على مساحة تفوق النصف من مساحة ادلب وقامت تركيا بعملها هذا على مشارف اللقاء الثلاثي وعقب القرار الامريكي الذي لايعني ادلب وبالتالي وضع الجيش السوري امام اولويتان متنازعتان لايمكن تاخير الواحدة على الاخرى والدليل حشد الجيش السوري على الجبهتين ولعبة تركية هي خلط الاولويات للجيش السوري.

وتابع حطيط ان جبهة النصرة هي اداة للضغط في العملية السياسية السورية واكد أن الموقف الروسي موقف سليم جدا لأنه لايستطيع مناصرة موقف ارهابي على اخر.

للمزيد في الفيديو المرفق

الضيوف

الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور أمين حطي

عضو مجلس الشعب السوري الدكتور صفوان قربي

الكاتب السياسي يوسف كاتب أوغلو

مىير مركز الثقافي العربي الروسي للدراسات الدكتور مسلم شعيتو

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/3996081