تخبط ترامب في سوريا.. أين أذهب ومتى؟!

تخبط ترامب في سوريا.. أين أذهب ومتى؟!
الثلاثاء ٠٨ يناير ٢٠١٩ - ٠٤:٤٤ بتوقيت غرينتش

خرج الرئيس الامريكي دونالد ترامب مرة اخرى ليوضح معالم انسحاب قوات بلاده من سوريا ويضفي عليها وصفا جديدا كالعادة، آخر هذه الاوصاف هو الانسحاب الحذر وذلك بالتزامن مع تصريحات وزير خارجيته مايك بومبيو ووصول مستشاره للامن القومي جون بولتون الى تركيا.

العالم - تقارير

ترامب اختار ان يرد في تغريدة له على اتهامه بالتراجع عن قرار انسحابه من سوريا قائلا: "سنغادر سوريا بوتيرة ملائمة، على أن نواصل في الوقت نفسه قتال تنظيم داعش، والتصرف بحذر والقيام بما هو ضروري بالنسبة للأمور الأخرى".



هذا الرد جاء نتيجة ما اثاره قرار ترامب المفاجئ بالانسحاب من سوريا من جدل وتسبب بخلافات داخل الإدارة الأمريكية، أدت إلى إقالة وزير دفاعه السابق جيمس ماتيس والمبعوث الخاص للتحالف الاميركي بريت ماكغورك، كما قلب حلفاءه عليه خصوصا الكيان الصهيوني وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي اعتبرت القرار بمثابة التخلي عنها.

وفي محالة لتدارك تبعات هذا القرار نتيجة الضغوط أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة أبلغت حلفاءها بخطوات انسحاب قواتها من شرقي سوريا، بما يبدد جميع مخاوفهم وقلقهم.

وقال في حديث نشرته الخارجية الأمريكية: "تحدثنا كثيرا معهم. لقد أبلغنا الجميع بشكل كامل وبالتفصيل. سنبقى على اتصال ونحرص على تبديد كل ما يقلقهم... أعتقد أن الجميع يدركون ما تقوم به الولايات المتحدة. على الأقل فهم ذلك أعضاء القيادات العليا في حكومات الدول الحليفة".

كما اكد امس الإثنين قبيل مغادرته واشنطن في جولة عربية أنّ تركيا تعهّدت بـ"حماية" المسلحين الأكراد في سوريا بعد أن تنسحب القوات الأميركية من سوريا.

من جهته كان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون قد اعلن قبل وصوله الى تركيا، بأن "واشنطن لا ترغب بأي تحرك عسكري تركي في سوريا بدون التنسيق معها".

لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي استشاط غضبا للتصريحات الامريكية الاخيرة بشأن ضرورة تعهد انقرة لحماية المسلحين الاكراد وتنسيقها مع واشنطن قبل شن اي عملية عسكرية في سوريا، رفض اليوم الثلاثاء لقاء مستشار الأمن القومي الأمريكي ما دفع الأخير الى مغادرة تركيا، وذلك بعد ساعات من لقائه مسؤولين أتراك بارزين في أنقرة لمناقشة مصير الأكراد في سوريا في ضوء الانسحاب الأمريكي المزمع من سوريا.

وهاجم أردوغان تصريحات جون بولتون بشأن رغبة واشنطن في الحصول على ضمانات من أنقرة بعدم مهاجمة قوات سوريا الديمقراطية، واصفا اياها بأنها "غير مقبولة".

وجدد اردوغان موقف تركيا بالقول إن "وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني وجهان لعملة واحدة"، وأضاف أن "قتال وحدات حماية الشعب السورية الكردية لتنظيم داعش ليس سوى كذبة كبيرة"، حسب رأيه.

وغادر بولتون اجتماعا استغرق ساعتين، الثلاثاء، في المجمع الرئاسي في أنقرة، حيث تبادل المجاملات مع إبراهيم كالن، المستشار الأقدم للرئيس التركي.

بدوره أكد كالن أن الرئيس أردوغان لم يتعهد لنظيره الأمريكي بحماية المسلحين الأكراد في سوريا مؤكدا أن أنقرة لن تأخذ إذنا من أحد لشن عملية عسكرية في سوريا.

وشدد كالن على ضرورة إخلاء القواعد الأمريكية في سوريا وتسليمها إلى عناصر محلية، وقال "ما يهمنا هو ما الذي سيحدث للقواعد العسكرية الأمريكية بعد انسحابها ومصير الأسلحة التي سلمت للمسلحين الأكراد... القواعد يجب أن تسلم لعناصر محلية".

اما عن موقف القوات الكردية فقد اعلن الاكراد جهوزيتهم والنفير العام في مواجهة اي هجوم تركي عليهم مستنجدين بالجيش السوري ليحمي الشمال السوري والذي هو قطعة من ارض الوطن.

كما دفع اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب نيته الانسحاب التدريجي لقواته من سوريا، قوات سوريا الديمقراطية للاتجاه لعقد مفاوضات مع الحكومة السورية حول انتشار الجيش السوري على الحدود مع تركيا.

وقد كشف القيادي الكردي في (قسد) ريدور خليل عن مفاوضات مع الحكومة السورية حول انتشار الجيش السوري على الحدود مع تركيا مؤكدا أن الأمور مازالت بحاجة إلى ترتيبات معينة تتعلق بكيفية الحكم في هذه المناطق، مضيفاً أنه "لا مفرّ من توصّل الإدارة الذاتية إلى حلّ مع الحكومة السورية لأن مناطقها هي جزء من سوريا".

واخيرا ما كان للرئيس الامريكي ترامب ان ينسحب من سوريا الا بعد ان شعر بالهزيمة وتيقن بان الوجود الامريكي يعني ضياع هيبة واشنطن، ولكن تشأ الاقدار ان يضيع ترامب هيبة بلاده ولكن بالمماطلة والتذبذب، وهذا المصير سيلاقيه كل من يسعى لاحتلال الاراضي السورية لان الجيش السوري عازم على تطهير كل شبر من اراضيه.