بولتون راسب في الامتحان السوري..

بولتون راسب في الامتحان السوري..
الثلاثاء ٠٨ يناير ٢٠١٩ - ٠٦:١٣ بتوقيت غرينتش

غادر مستشار الامن القومي الأمريكي جون بولتون، تركيا بعد أن رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استقباله بسبب تصريحاته الأخيرة حول ضرورة ضمان تركيا سلامة الأكراد المتحالفين مع واشنطن كشرط للانسحاب الامريكي من سوريا، لتتكلل زيارته بالفشل وعدم التوصل الى آلية لخروج القوات الامريكية من سوريا.

العالم - تقارير

فقد خرج الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بتصريحات هامة عن الوضع في سوريا ردا على شروط جون بولتون قبل ساعات من لقاء كان من المقرر انعقاده مع الاخير معلنا رفضه لتلك التصريحات.

وقال أردوغان: لا يمكننا قبول تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون حول سوريا... بولتون ارتكب بتصريحاته الأخيرة خطأ فادحا، منتقدا الادعاءات باستهداف تركيا للأكراد واعتبرها "افتراء دنيئا".

كان من المقرر حسب ما ذكرت صحيفة "حرييت" التركية أن تطلب انقرة من المسؤولين الأمريكيين خلال محادثات اليوم، تسليمها المواقع العسكرية الأمريكية في سوريا أو تدميرها.

لكن وضع مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون شرطا جديدا للانسحاب الأمريكي والتي اعلنها خلال اجتماعه مع المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن عندما قال إن على تركيا الموافقة على ضمان سلامة وحدات "حماية الشعب" الكردية حليفة واشنطن التي تعتبرها أنقرة إرهابية، اثار جوا من التوتر على العلاقات التركية الامريكية، مما دفع اردوغان اليوم للاعراب عن رفضه ما وصفه بادعاءات بولتون باستهداف تركيا للأكراد، واعتبرها "افتراء دنيئا" وبالتالي رفض لقاء بولتون وفشلت الزيارة.

الرئاسة التركية بدورها ردت على التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو بان تركيا تعهدت بـ"حماية" المسلحين الأكراد في سوريا بعد أن تنسحب القوات الأميركية من هذا البلد.

وذلك ما قاله بومبيو إن هذه الضمانة (حماية المسلحين الاكراد في سوريا) تلقاها ترامب من الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان شخصياً، علماً بأن الأخير هدد مراراً بالقضاء على الفصائل الكردية التي تدعمها واشنطن في شمال سوريا وتعتبرها أنقرة "إرهابية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية في مؤتمر صحفي: "إن الرئيس أردوغان لم يتعهد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحماية المسلحين الأكراد بعد الانسحاب الأمريكي".

ولفت قالن إلى أن بلاده ستنسق مع الجميع إلا أنها لن تأخذ إذنا من أحد بشن هجوم عسكري في سوريا.

اما قوات سوريا الديمقراطية "قسد" فيبدو انها تسير على نفس الطريق ولم تتاثر من تهديدات الرئيس التركي المتكررة بشن عمليه عسكرية ضدها على نهجها .

فقد ضيقت (قسد) الخناق على تنظيم "داعش" الإرهابي، وباتت تحاصره في بلدتين بشرق نهر الفرات شرقي سوريا، فيما أعلنت تسليم مقاتلين كازاخيين إلى بلادهم برعاية الولايات المتحدة. وتعتبر هاتان البلدتان آخر ما يسيطر عليه التنظيم في دير الزور، إضافة إلى مساحات صحراوية تمتد بين محافظتي حمص ودير الزور شرقي سوريا.

كما أعلنت تسليم 5 عناصر و11 امرأة و30 طفلاً من معتقلي "داعش" الذين يحملون الجنسية الكازاخستانية إلى حكومة بلادهم، بوساطة من الولايات المتحدة الأميركية، وتم إرسالهم إلى بلدهم.

وكانت المنطقة ذاتها، قد شهدت هجوماً شنه عناصر تنظيم "داعش"، الأحد، على مواقع "قسد" فيها، مستغلين العاصفة الرملية التي ضربتها. مما أسفر الهجوم عن مقتل حوالي 32 وإصابة عدداخر من مقاتلي الاكراد، دون أن يحدث تغير في خطوط السيطرة.

وفيما يبدو ان المواقف الاميركية تجاه الانسحاب من سوريا ما زالت على تناقضها، لاسيما من قبل الرئيس دونالد ترامب الذي اكد انه سيسحب قواته من سوريا، لكنه قال ان سحب القوات ستكون بالوتيرة المناسبة وبالتوازي مع ما اسماه محاربة داعش، مضيفا ان هذه العملية يجب تتم بحكمة، فيما يشهد التعاطي الاميركي مع القضية تخبطا منذ اعلان ترامب قراره بسحب القوات الامريكية الشهر الماضي.

ومسألة البحث عن بدلاء يحملون نفس الاجنده تعتبر امرا صعبا بالنسبة لامريكا فكيف لهم اقناع تركيا بـ"حماية" من تراهم ارهابيين. لكن اللعبة السياسية والمباحثات العلنية والخفية هي ما سترسم الخارطة وهو ما سيكشفه قادم الايام.