مع الحدث : الجولة الامريكية في المنطقة، ومشروع المرحلة المقبلة - الجزء الثاني

الأربعاء ٠٩ يناير ٢٠١٩ - ٠٧:٣٥ بتوقيت غرينتش

ما الاهداف الحقيقية والخفية لجولة بومبيو وبولتون في المنطقة؟ هل تخطط الادارة الامريكية لخارطة جديدة في سوريا والعراق وفلسطين ؟ كيف سيتبلور دعم ما يسمى الناتو العربي بوجه ايران بضم تل ابيب اليه ؟ ماذا تخبئ واشنطن خلف انسحابها البطئ من سوريا لتتمركز في العراق؟.

وحول القراءة الاولية للحركة الامريكية المكثفة التي يقوم بها بومبيو وبولتون قال الباحث السياسي ميخائيل عوض ضيف (قناة العالم) عبر (برنامج مع الحدث) ان هذه الجولة هدفها اولا الاستطلاع والوقوف على رأي الحلفاء المتضررين من قرار الانسحاب الذي اعلنه ترامب وبدء البنتاغون في تنفيذه.
ثانيا ان هذه الجولة والمزيد من السياسيات التي سيتم متابعتها في المرحلة المقبلة هي جزء من الصراع والانشطار العمودي داخل المؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة.
حيث اوضح ان هناك ما يسمى فريق الصقور الذي استقوى بهم نتنياهو بعد ان وصل ترامب للبيت الابيض لتعديل التوازنات في المؤسسة الحاكمة الامريكية. حيث اعطى الكيان الصهيوني كل ما طلبه من توقيع نقل السفارة وما يسمى بصفقة القرن والتطبيع مع بعض الدول العربية. وكان يفترض ان باعطائهم كل هذا سيعدلون التوازن داخل المؤسسة الحاكمة وفي الانتخابات النصفية.
لكن بعد النتيجة التي خرج بها ترامب في الانتخابات النصفية وهي نصف هزيمة نصف انتصار، الان يضع على جدول اعماله الاطاحة ببمومبيو وكل هذا الفريق الذي اتى به استجابة لرغبة نتنياهو وطمعا بدعم الايباك.
واضاف ان مشروع ما يسمى الناتو العربي قد سقط بمجرد ان اعلنت امريكا الانسحاب من سوريا. فعلى الرغم من انكشاف العلاقات بين الكيان الصهيوني وبعض دول العربية وعلى راسها دول مجلس التعاون التي بدأت منذ عام 79 واشهار هذه العلاقة . فانها لم تجدي نفعا لا للسعودية بتقويتها في حربها على اليمن ولا نفعتها في مواجهة الكونغرس والاتهام الصريح لمحمد بن سلمان بقضية مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي ولا سوقت ودعمت الكيان الصهيوني وملكته قوة جديدة.
من جانبه قال الخبير بشؤون الصراع العربي الاسرائيلي فايز رشيد ان يجب الاخذ بعين الاعتبار ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب بحاجة الى انتصارات خاصة وانه مهدد بالاقالة او الاستقالة، لذلك لايمكن فصل الاهداف المعلنة من هذه الجولة وهي الاولى من نوعها التي يشهدها الشرق الاوسط والتي تتمحور حول سوريا وايران وترتيب وضع الحلفاء العرب والاكراد ووضع الكيان الصهيوني فكل هذه القضايا لا يمكن فصلها عن الهدف الخفي وهو الضغط على العواصم العربية من اجل تطبيق مايسمى صفقة القرن.
واضاف ان الولايات المتحدة تدعى انها مع حل الدولتين ووجود الادرن لكنها على استعداد ان تضحي بجميع العواصم العربية في سبيل الامن الاسرائيلي.
وقال استاذ الدراسات الدولية ادمون غريب ان هناك عدة اسباب وراء زيارة بومبيو للاردن لكن السبب المباشر الذي دفع الادارة الامريكية الى ارسال المبعوثين خاصة وزير الخارجية ومستشار الامن القومي هي التصريحات التي ادلى بها ترامب حول الانسحاب من سوريا الامر الذي اثار ضجة واسعة في الولايات المتحدة والمنطقة وخاصة على الساحة الامريكية حيث وجه الرئيس الامريكي الكثير من الانتقادات الحادة .
واوضح ان كل ما تقوم به الادارة الامريكية في هذه المرحلة هو لهدفين احدهم ان هذا الرئيس مختلف عن كل اسلافه بغض النظر عن قدراته وفهمه للامور فهو لديه القدرة على تحويل الاجندات الامر الاخر وهو الموضوع السوري حيث اراد الرئيس ان يبعث رسالة انه لازال باقي في المنطقة.

المزيد من التفاصيل بالفيديو المرفق..


ضيوف الحلقة:
الباحث السياسي د. ميخائيل عوض
استاذ الدراسات الدولية في الجامعة الامريكية في واشنطن ادمون غريب
الخبير بشؤون الصراع العربي الاسرائيلي من عمان فايز رشيد