تسريب معلومات عن البنتاغون ومخططاتها في غرب آسيا

تسريب معلومات عن البنتاغون ومخططاتها في غرب آسيا
الخميس ١٠ يناير ٢٠١٩ - ٠٥:٤٧ بتوقيت غرينتش

سربت خريطة من وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون، توضح عدد التواجد الأمريكي في الشرق الأوسط كجنود وليس مستشارين .

العالم - الاميركيتان

وحسب الخريطة، فان عديد الجنود الأمريكيين في الشرق الاوسط ، 54 الف و180 جنديا قتاليا.

واظهرت الخريطة ان اكبر تواجد عسكري امريكي في الشرق الاوسط في الكويت، حيث يبلغ عدد جنودها 16 الف و592 جنديا، ثم تأتي البحرين ثانيا بـ 9 الاف و335 جنديا، ثم العراق ثالثا بـ 9 الاف و122 جنديا، ثم قطر بـ6 الاف و671.جنديا

فيما اظهرت الخريطة ان الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط، الخالية تماما من اي جندي امريكي هي ايران.


هذا بالاضافة الى وجود الفين جندي امريكي من سوريا، من المقرر ان يلتحقوا بالعراق ليكون عديد الجنود الامريكيين في العراق ما يقارب الـ 12 الف جندي امريكي قتالي، ما يعني بان هذا العدد يؤهل العراق ليكون اكثر بلد بعد الكويت يتواجد فيه الجنود الامريكان .

المفارقة بان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، امهل وزارة الدفاع (البنتاغون) أربعة أشهر لإتمام سحب القوات من سوريا والبالغ عددها نحو 2000 عنصر، وفقا لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر بالإدارة الأمريكية، وهذا (الامهال) حصل اثناء حوار دار بين ترامب والجنرال بول لاكاميرا، قائد القوات الأمريكية في العراق خلال الزيارة التي أجراها للبلد.

ان الفي جندي يعادلون لواءين عسكريين وفق (العقيدة العسكرية العراقية)، فهل يحتاج هذان اللواءان اربعة اشهر لكي يلتحقوا بقوات بلادهم في العراق ؟

اذن الامر لا يمكن تفسيره، الا بان ابقاء او سحب ببطئ (كما يدعي الامريكيون)، هو من اجل القيام بمهام معينة في سوريا والعراق قبل الانسحاب الكامل .

هذه الفكرة تجرنا الى تصريح سابق لعضو مجلس محافظة الأنبار عيد عماش الكربولي الذي كشف عن أن إنشاء قواعد أمريكية غربي العراق بمحاذاة سوريا منذ نحو عام،

وأشار إلى أنه منذ بداية تحرير قضاء القائم، (غربي الأنبار، غربي العراق)، الحدودي مع سوريا، أواخر العام الماضي، أنشأت القوات الأمريكية قاعدة مصغرة لها في منطقة يطلق عليها مصطلح "22 كم"، وهي تقع على نحو 22 كم، من جنوب شرقي مركز قضاء القائم.

وألمح الى تواجد للقوات الأمريكية، في قاعدة أو أشبه بالقاعدة، أو المعسكر، في شمال نهر الفرات على بعد حوالي 30 كم، من الحدود السورية، في شمال ناحية الرمانة، شمالي القائم، ولا أحد يعرف إذا ما كان دائما أو مؤقتا، موضحا أنه "معروف أن القوات الأمريكية تقوم بإيجاد هكذا مراكز في الصحراء، وهي لا تزودنا بالمعلومات عن تحركاتها وتنقلها، لكننا نشاهدها".

وهذا التصريح يمكن ان يفسر بان القوات الامريكية تركز على هذه المنطقة، هو من اجل السيطرة على المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا، والتي يمسكها الحشد الشعبي وحقق فيها نجاحات كبيرة منها تحديد تحركات عصابات داعش الارهابية من سوريا الى العراق، وكذلك اجراءات عمليات في عمق الاراضي السورية عن طريق طيران الجيش العراقي كما هو معلن.

بمجمل هذا السيناريو، اصبح واضحا بان القوات الامريكية ، تريد من الاربعة اشهر المقبلة ان تحمي عصابات داعش الارهابية التي ما زالت موجودة في المنطقة، من ضربات الحشد الشعبي ، والتمهيد لاحتمالية ادخالها للعراق لاثارة الازمات من جديد .

ان تواجد اكثر من 12 الف مقاتل امريكي في داخل العراق، سيكون من اجل ادارة تحركات عصابات داعش الارهابية في داخل البلاد، وجعل العراق ساحة تصفية حسابات مع خصومها في المنطقة ، وكذلك محاولة انهاء اكبر امر مقلق لهذه القوات ، وهي فصائل المقاومة العراقية التي تعد الخطر الحقيقي المحدق الذي يمكن ان يضع القوات الامريكية تحت مرمى نيرانها وتحد من تحركاتها في داخل العراق.

وهذا الامر سوف تعمل امريكا بكل ما اوتيت من قوة لتحقيقه، وستقوم باستخدام نفوذها في داخل العراق عبر الشخصيات والقوى التي تنفذ اجندته، وكذلك الضغط على الامم المتحدة ومجلس الامن لاصدار بعض القرارات ضد فصائل المقاومة في العراق.