لا بوادر انفراج في الازمة الخليجية.. دلالات واضحة

لا بوادر انفراج في الازمة الخليجية.. دلالات واضحة
الأحد ١٣ يناير ٢٠١٩ - ٠١:٤٢ بتوقيت غرينتش

بعد مرور اكثر من عام ونصف العام على اندلاع الازمة الخليجية التي قطعت على إثرها السعودية والامارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر وفرضت حصارا عليها بتهمة دعمها للارهاب، لم تظهر في الأفق بوادر انفراج حقيقية في الازمة. ورغم الوساطات الدبلوماسية التي اجرتها كل من الكويت وسلطنة عمان وأطراف أخرى، لا تزال مقاطعة قطر مستمرة في ظل عدم رضوخ الدوحة لمطالب دول الحصار وشروطها.

العالم - تقارير

قال رئيس وزراء قطر السابق، حمد بن جاسم آل ثاني، ان الكيان الخليجي هُدم وإعادة الثقة تحتاج سنوات عديدة معتبرا ان قطر بخير رغم الحصار وتتجاوز الأزمة المختلقة، ودول الحصار لم تأت بأي دليل عن اتهام قطر بالإرهاب حتى الآن.

وفي مقابلة مع قناة RT حول الازمة الخليجية، قال بن جاسم إن هناك افتعالاً لقضايا وخلط أوراق لأن الأزمة لا أساس لها، ومن افتعلها لا يفقه في السياسة.

واشار الى فشل الوسيط في حل الأزمة واعتبره يعود إلى تضارب المواقف بواشنطن وتعنّت الأطراف مؤكدا في الوقت نفسه ان الخلاف الخليجي يراد له في الوقت الحاضر البقاء دون تصعيد ودون حل.

وحول العلاقة مع السعودية، قال حمد بن جاسم، إن السعودية كان فيها من نستطيع التحاور والتفاهم معه حتى ولو اختلفنا فيما بيننا، ولكن ولي العهد السعودي لم يختار المستشارين الأكفاء، ينبهونه إلى خطورة القرارات التي اتخذها.

هذا وسارع الوزير الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، الى مهاجمة حديث حمد بن جاسم، بشأن تطورات الأحداث على الساحة الخليجية، وقال إن حديث الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني لقناة "روسيا اليوم" لم يقدم جديدا.

وكتب في تغريدة على "تويتر" أن حديث رئيس الوزراء القطري السابق "انفصام تعودناه بين الممارسة التي كان الشيخ حمد أحد مهندسيها وأدت إلى مأزق الدوحة الحالي وبين الطرح النظري الفضفاض"، على حد قوله.

وختم قرقاش تغريدته بالقول: إن المقابلة كشفت عن "ركاكة الحجة وضعف الخطاب وليد غياب النقد الذاتي والمراجعة"، حسب تعبيره.

وفي أول تحرك خليجي مفاجيء اعتبره مراقبون جاء لانهاء الأزمة الخليجية وصل الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني الى الدوحة برفقة وزير الدولة للشؤون الخارجية في سلطنة عُمان يوسف بن علوي في زيارة غير معلنة حيث اجرى الطرفان محادثات مع وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

الخارجية القطرية اوضحت في بيان أن الاجتماع، الذي عقد في الدوحة، تناول تبادل وجهات النظر حول مسيرة مجلس التعاون والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وسبق أن وجهت قطر انتقادات شديدة اللهجة إلى مجلس التعاون، واعتبره أمير البلاد، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أنه فشل في معالجة الأزمة التي تعاني منها المنطقة. فيما قال وزير الخارجية القطري إن مجلس التعاون وأمينه العام، عبد اللطيف بن راشد الزياني، "بلا حول ولا قوة"، مضيفا أن المجلس في حاجة إلى مبادئ جديدة للإدارة.

يأتي ذلك، بعد ساعات من لقاء مماثل لوزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، مع الوزير بن علوي، وبحضور الزياني تم خلاله تبادل وجهات النظر حول مسيرة مجلس التعاون والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

الى ذلك انتقدت الخارجية الأمريكية استمرار الأزمة الخليجية، مؤكدة أن وحدة مجلس التعاون ضرورية لمواجهة ايران، التي وصفتها بأنها "أكبر تهديد" للاستقرار الإقليمي، حسب زعمها.

ووصفت الخارجية الأمريكية، في بيان، عن جولة وزير الخارجية مايك بومبيو بالمنطقة، "مجلس التعاون الموحد" بأنه عصب السلام الإقليمي والازدهار والأمن والاستقرار.

وكان أنتوني زيني مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية لحل الأزمة الخليجية، قدّم استقالته من منصبه قبل خمسة ايام وبالتزامن مع جولة بومبيو الشرق أوسطية.

وأرجع زيني في حديثه لشبكة "cbs" الأمريكية استقالته إلى "تعنت قادة أطراف الأزمة الخليجية، وعدم رغبتهم في المضي قدماً بجهود الوساطة القابلة للاستمرار والتي عرضنا إجراءها أو المساعدة في تنفيذها".

ويقول زيني: "لقد استقلت لأني لا أشعر بأني أستطيع المساعدة بنجاح في حل النزاع بسبب عدم رغبة القادة الإقليميين".

هذا وبدأت، صباح اليوم، الدورة الثانية من الحوار الاستراتيجي القطري-الأميركي، الذي يُعقد في الدوحة، ويحضره وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حيث تم التوقيع على سلسلة اتفاقيات ثنائية جديدة في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية بين قطر والولايات المتحدة.

ولم تكن الأزمة الخليجية، التي مضى عليها أكثر من عام ونصف العام، بندا رئيسا في جدول أعمال حوار الدوحة، خاصة بعد استقالة المبعوث الأمريكي للأزمة الخليجية، وتعنّت دول الحصار ورفضها للحوار والجلوس على طاولة المفاوضات، وبالتالي مراوحة الأزمة مكانها من دون حل، وإن كان ذلك لن يحول، حسب مراقبين في الدوحة، دون أن يحمل البيان تأكيدا أمريكيا على استمرار الجهود للتوصل إلى حل للأزمة.

واندلعت الازمة الخليجية في يوم 5 يونيو من العام 2017 حين قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين بالاضافة الى مصر العلاقات الدبلوماسية مع قطر وأوقفت الحركة البحرية والبرية والجوية معها، متهمة إياها بدعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة والتحول عن محيطها العربي باتجاه إيران، في حين نفت الدوحة ذلك واتهمت تلك الدول بفرض الحصار عليها.