عدسة تحكي قصصاً من قلب الوجع فی غزة

عدسة تحكي قصصاً من قلب الوجع فی غزة
الجمعة ١٨ يناير ٢٠١٩ - ١٠:٠٨ بتوقيت غرينتش

يواجه قطاع غزة أزمة إنسانية تزداد سوءاً بسبب الحصار البري والبحري والجوي الشامل المفروض عليه حيث تحذر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بإن 80% من السكان في قطاع غزة يعتمدون على المساعدة الإنسانية.

العالم - فلسطين المحتلة

ويشهد قطاع غزة حصارا قد دخلت عامه الثاني عشر على التوالي بعد الفوز الكبير الذي حققته حركة حماس في الانتخابات البرلمانية عام 2006.

ويعيش نحو 2 مليون نسمة في قطاع غزة، حيث تؤكّد الإحصائيات الرسمية أنّ 80 من الغزيين يعيشون تحت خط الفقر، فيما تتجاوز نسب البطالة بين أهالي قطاع غزة قد بلغت 46.6% مع مطلع العام الجاري، وتجاوز عدد العاطلين عن العمل ما يزيد عن 243 ألف شخص.

وبحسب البنك الدولي، فإن معدلات البطالة في قطاع غزة تعدّ الأعلى عالميا، وارتفعت معدلات البطالة بين فئة الشباب والخريجين في الفئة العمرية من 20-29 سنة الحاصلين على مؤهل دبلوم متوسط، أو بكالوريوس في قطاع غزة لتتجاوز 67%.

وتقول اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، إنّ 80% من السكان تحت خط الفقر، و50% نسبة البطالة، و60% نسبة البطالة بين فئة الشباب والخريجين، وبينت أنّ 2 دولار معدل دخل الفرد اليومي، وأن هناك ربع مليون عامل معطل عن العمل، وأنّ مليون ونصف مليون مواطن يعتمدون على المساعدات الإغاثية.

وأشارت إلى أنّ ٤٠% من الأطفال مصابون بأمراض فقر الدم وسوء التغذية، فيما يزيد عدد الأيتام عن 16 ألف يتيم يعيشون ظروفاً صعبة، وأنّ هناك أكثر من 50 ألف من ذوي الإعاقة.

وتقول صحيفة الغارديان ان "مصر شريكة جزئياً في العقاب الجماعي الذي تتعرض له غزة" حيث تواصل إغلاق معبر رفح الحدودي، وتكتفي بفتحه لساعات أمام الجرحى والحالات الإنسانية.

ووفق بيانات رسمية، فإن الجيش المصري هدم أكثر من 95% من الأنفاق الحدودية بين مصر والقطاع ويحمّل حقوقيون السلطات المصرية المسؤولية القانونية عن استمرار محاصرة غزة.

ويقول الباحث بمؤسسة الكرامة لحقوق الإنسان أحمد مفرح، إن النظام المصري "يرتكب جريمة جنائية بإغلاقه معبر رفح في وجه المصابين ومنعه دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع."

وأكد الباحث الحقوقي أن إغلاق المعبر "يوقع أضرارًا إنسانية كارثية على سكان القطاع المحاصرين منذ عدة سنوات".

وأوضح أن إغلاق معبر رفح، الذي يعتبر منفذًا وحيدًا لأهالي القطاع "يعد انتهاكا صارخا لحقهم في السفر وحرية التنقل بالمخالفة للقانون الدولي، الذي يجرم إغلاق الحدود في وجه الشعوب المنكوبة، وهو ما يوجب محاكمة المسؤولين دوليًا."

عائلة زعرب أثناء تواجدهم في منزلهم الكائن في حي نهر البارد في خانيونس. الفقر والبطالة يدفعان بالغزّيين نحو البحث عن فرص خارج البلاد.

واكد الباحث الحقوقي بقوله إن اتفاقية "جنيف الرابعة" التي وقعت عليها مصر، تنص على أن مصر "ليست طرفا في المعبر، ولا يحق لها إغلاقه أو فتحه" محملا الحكومات المصرية المتلاحقة "مسؤولية قتل مئات الفلسطينيين."

شبّان يقضون الوقت في فصل الشتاء في منطقة نهر البارد، والتي تُعتبر إحدى أكثر المناطق فقراً في خانيونس

وفي ظل هذه الاوضاع الانسانية المتفاقمة، ياتي شاب فلسطيني کی یحکی معاناه الشعب الفلسطینی فی القطاع خاصة في معبر رفح بعدسته.

ويحكي الشاب الغزي عبدالرحمن زقّوت بعدسته الجميلة قصصاً من قلب الوجع؛ ومن الواضح أنه يلتقطها بقلبه وليس بكاميرته.

في ظل انعدام الفرص الاقتصادية، يعلّق الشباب الغزّي آماله على السفر خارج البلاد.

وتخرّج عبد الرحمن في جامعة الأقصى عام 2008 وهو حاصلٌ على شهادة بكالوريوس في الإعلام، وعمل على مدى السنوات العشر الماضية كمصور صحفي مستقل ومدرّب تصوير. تركّز أعمال عبد الرحمن بشكل أساسي على توثيق الواقع المرير الذي يعيشه شعب غزة بشكل يومي أما بالنسبة لمشروعه الذي شارك وفاز به في مسابقة التصوير التي أطلقتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر لعام 2018، فهو يحكي قصة مليئة بالآمال والأحلام التي تحطّمت بسبب الفقر والإغلاق.

شبّان ينتظرون بقلق فتح الحدود.

ويقول زقّوت: “مرت عشرة أعوام على عملي في هذه المهنة؛ وخلالها أدركت شيئاً مهما؛ وهو أن صورة واحدة كفيلة بقلب موازين حياة إنسان ما؛ ويوماً بعد يوم اقتنعت أكثر بقدسية الصورة ومدى تأثيرها”.

شاب ينتظر دوره للعبور قبل إغلاق الحدود.

ويضيف انه من الملفت للانتباه أن كل وجه في الصورة يحمل قصة مختلفة؛ عنوانها الثابت “ألم ومعاناة وظلم”.

يضيع المسافرون ساعات طويلة في انتظار فتح معبر رفح ليتمكنوا من العبور

وعن المشاعر التي تنتابه حين يصادف صوراً على هذه الشاكلة: “نحن المصورين لا نجيد الكتابة والصورة لغتنا البليغة؛ لذا نمنح كامل مشاعرنا لآلة الجماد “الكاميرا” كي تنقل ما نشعر به”.

أشخاص يبحثون عن أمتعتهم على معبر رفح للتأكد من عبورها إلى الجانب المصري عند فتح الحدود.

ويحلم عبد الرحمن بتأسيس أكاديمية ضخمة للتعليم؛ يقدر من خلالها على منح شهادات عليا في التصوير الفوتوغرافي بمختلف أنواعه؛ والتوعية بأهميته البالغة في نصرة البسطاء”.شاب فلسطيني ينظر عبر السياج الذي يمثل الخط الفاصل بين مصر وقطاع غزة بينما ينتظر فتح المعابر.

وتربط وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت الشباب الغزّي بالعالم الذي يعيشون في عزلة عنه نتيجة القيود المفروضة على الحركة... ويشعر الغالبية منهم بأن اقتصاد غزة الذي يختنق ليس لديه سوى القليل مما يستطيع أن يقدمه لمستقبلهم وحلمهم في إيجاد فرص في الخارج. وعلى الرغم من ذلك، يبقى السفر خارج البلاد بمثابة حلم يصعب تحقيقه بالنسبة لمعظم الشباب في قطاع غزة.

أشخاص يتدافعون بجوازات سفرهم أملاً بالخروج. لا يمكن للمسافرين التأكد من السماح لهم بالمغادرة على الإطلاق.

والتُقطت معظم الصور في معبر رفح الواصل بين غزة ومصر، والذي يتم فتحه بشكل متقطع علماً بأنه بوابة الغزيين الوحيدة على العالم الخارجي. وتتيح أعمال عبد الرحمن للناظر استشعار حياة الشباب في غزة، فيما تبعث صوره شعور العزلة البائسة التي يعيشها الشباب هناك. وفي ما يلي الصور التي فاز بها في مسابقة التصوير التي أطلقتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر لعام 2018.

تسود مشاعر العزلة واليأس في نفوس الشباب الغزّي