الازمة السودانية في ظل التهديد بقطع الايادي و جز الرؤوس

الازمة السودانية في ظل التهديد بقطع الايادي و جز الرؤوس
السبت ١٩ يناير ٢٠١٩ - ٠٦:٤٩ بتوقيت غرينتش

مع ارتفاع وتيرة التصعيد في السودان وتواصل لغة التهديدات المتبادلة وبعد ان توعد الرئيس السوداني عمر البشير في خطاب شديد اللهجة بقطع أيادي من وصفهم بـ"المخربين"، هدد علي محمود حسنين رئيس الجبهة الوطنية المعارضة بجز رؤوس كل المشاركين والمتعاونين والمؤيدين لنظام الإنقاذ حال سقوطه.

العالم - تقارير

بعد ان توعد الرئيس السوداني عمر البشير في خطاب شديد اللهجة بقطع أيادي من وصفهم بـ"المخربين" إثر الاحتجاجات التي تشهدها بلاده وبعد ان هدد من وصفهم بالمتمردين والخونة بأنه سيقوم "بجزهم"، وهي عبارة تعبر عن الاستئصال بالسودانية، مؤكدا أن هذا هو الرد على كل عميل ومندس، ظهر رئيس الجبهة الوطنية المعارضة، علي محمود حسنين من لندن، في حوار ثلاثي عبر قناة الحوار وهدد بجز رؤوس كل المشاركين والمتعاونين والمؤيدين لنظام الإنقاذ حال سقوطه.

وقال علي محمود حسنين: "نظام الانقاذ يقوم على مرتكزات الفساد والدم والاقصاء والقهر منذ أن جاء وإنه "عليهم أن يتحسسوا رقابهم" في إشارة إلى المتعاونين والمؤيدين لنظام الإنقاذ حال سقوطه.

وأضاف علي محمود حسنين أن "رئيس النظام حرض السلطة على قتل المتظاهرين ونائب الرئيس على عثمان طه قال إن لهم قوة موازية لقهر وقتل المتظاهرين ورئيس البرلمان السابق قال إنه سيقطع راس كل متظاهر".

هذا ودعت منظمة العفو الدولية الحكومة السودانية الى وقف حملة القمع الدامية واستخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة والموظفين الطبيين.

وأشارت المنظمة الى مداهمات للمرافق الطبية، وإطلاق الرصاص داخل المستشفيات، واعتقال الأطباء وضربهم.

واضافت المنظمة أن شعب السودان يمارس حقوقه المشروعة في حرية التعبير والتجمع السلمي، داعية الحكومة الى معالجة الأسباب الجذرية للأزمة الاقتصادية التي دفعت الناس للنزول للشارع.

وفي السياق ذاته دعا اتّحاد مهني مشارك في تنظيم التظاهرات المناهضة للحكومة في السودان، المحتجين لمزيد من التظاهرات في أرجاء البلاد بينها مسيرة نحو مبنى البرلمان في الخرطوم الاحد.

وقال اتحاد المهنيين السودانيين الهيئة المنظمة للاحتجاجات في السودان في بيان السبت "ندعوكم للمشاركة في مسيرة الشهداء 20 يناير (كانون الثاني) في ام درمان والتي ستتجه الي مبنى البرلمان كما ستتزامن معها تظاهرات في عدد من مناطق البلاد".

كما أعلن تجمع المهنيين السودانيين اعتزام الصيادلة الدخول في إضراب شامل في كل المستشفيات الحكومية بدءاً من السبت، مشيراً إلى دعوة الصيادلة للمشاركة في الاحتجاجات السلمية المناهضة للحكومة.

وأضاف التجمّع أن لجنة المعلمين جددت إعلان الإضراب العام الأحد، كما ناشد كافة المعلمين المشاركة في الإضراب تأييداً لخيارات الشعب السوداني، على حد قول التجمّع.

واعتبر رئيس حزب “الأمة” السوداني المعارض الصادق المهدي، أن أي تحقيق في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد لا تجريه الأمم المتحدة هو “بلا مصداقية”.

وقال المهدي في مقال نشره موقع “سودانايل” المحلي، إنه أُبلغ أن “الطبيب باببكر عبدالحميد سلامة قُتل برصاصة في الرأس وأخرى متشظية في الظهر، وهو متطوع لعلاج الجرحى أثناء مسيرة قرب الخرطوم”.

واضاف المهدي: “تعرض مواطنون عزل لإصابات من الغاز والرصاص المطاطي، والرصاص الحي، وبمقاييس شرعية ودستورية بل وإنسانية دولية وهم يمارسون حقوقهم في التظاهر”.

وتابع أن الذين أمروا “هؤلاء الوحوش والذين نفذوا هذه الأوامر آثمون لا بد من عقابهم مهما طال الزمن”.

ومضى قائلًا: إن “هؤلاء استمرأوا سفك الدماء، وما يقال عن تحقيق (هو) بلا مصداقية، إلا على يد اللجنة الفنية التابعة للأمم المتحدة، لتجري تحقيقًا في كل هذه الممارسات لمعرفة الحقائق ومحاسبة الجناة”.

وفي المقابل أصدرت نيابة أمن الدولة بالسودان مذكرات توقيف بحق 38 صحفيا وناشطا إلكترونيا، بتهم "التحريض" و"نشر أخبار كاذبة" و"الإخلال بالسلام والطمأنينة العامة"، وفق ما أفادت به مصادر إعلام محلية.

هذا ورغم دخول الازمة في السودان اسبوعها الخامس الا انه لم تلح بعد بوادر للحل فلا حكومة الرئيس عمر البشير اظهرت مرونة في التعامل مع المنتفضين وقدمت حلول منصفة ، ولا شباب الثورة تراجعوا عن مطالبهم رغم القمع و التنكيل الذي تمارسه قوات الامن بحقهم .

ومن جهة اخرى يرى عدد من المحللين أن الاحتجاجات المتواصلة "ثورة شعبية سودانية انتصرت على نظام الرئيس عمر البشير"، لكن آخرين يعتقدون أن ما يحتاجه السودان الآن هو "خطة متكاملة لإصلاح الاقتصاد"، و"تشجيع الاستثمار الأجنبي" في البلاد.