السناتور الذي كشف تباين المواقف الاميركية تجاه سوريا

السناتور الذي كشف تباين المواقف الاميركية تجاه سوريا
الأحد ٢٠ يناير ٢٠١٩ - ١٠:٥٦ بتوقيت غرينتش

الزيارة التي قام بها السناتور الجمهوري الاميركي "لينزي غراهام" الى تركيا والتصريحات التي ادلى بها في الشأن السوري تكشف عن تدخل الكونغرس الاميركي في عمق السياسة الاميركية وتشير الى مدى التباعد داخل المؤسسات الاميركية والفوضى الحاصلة في اتخاذ القرار بشأن الملف السوري.

العالم - تقارير

وجود السناتور الاميركي في تركيا لبحث القضية السورية يدل على مدى الاختلاف بين توجهات وزارة الخارجية الاميركية وبين مؤسسة الكونغرس وادارة البيت الابيض بما يخص الموقف من تطورات الازمة السورية.

فبعد القرار الذي اتخذه الرئيس الاميركي دونالد ترامب بما يخص الانسحاب من الاراضي السورية ومن ثم التراجع عنه وظهور تصريحات جديدة له ولغيره من الساسة تتحدث عن تأخير في الانسحاب تكشف عن مدى الهوة، بين القرارات التي تتخذها المؤسسات القيادية في الولايات المتحدة.

ففي الوقت الذي يحاول الرئيس ترامب التخلص من الاعباء المالية والسياسية والعسكرية للتدخل الاميركي في سوريا تجد مؤسسة الكونغرس واحد اعضائها البارزين السناتور جراهام ان للولايات المتحدة التزامات في هذه المنطقة ولايجوز لواشنطن التنازل عنها.

ومن هذه الالتزامات بحسب السناتور الاميركي هي عدم التخلي عن اكراد سوريا الذين تهددهم تركيا بشن حرب عسكرية ضدهم وتحويل خنادقهم الى مقابر لهم ، ومن هنا حاول السناتور الاميركي ان يصل الى اتفاق مع تركيا حيال هذه القضية.

الكونغرس ينسق مع تركيا وليس الخارجية

وخلال وجوده في انقرة قال غراهام : إنه يعتقد أن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، جوزيف دنفورد، وضع خطة مع أنقرة لنقل عناصر وحدات حماية الشعب الكردية السورية بعيداً عن تركيا.

كما اعرب السناتور الأميركي الجمهوري عن امله : أن يبطئ الرئيس دونالد ترمب الانسحاب الأميركي من سوريا لحين تدمير تنظيم "داعش".

وكان غراهام قد التقى بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة، كما أجرى مباحثات مع وزيري الخارجية والدفاع ورئيس المخابرات التركية.

في حين كشف الرئيس أردوغان، الثلاثاء، عن منطقة آمنة ستتولى قوات تركية بحمايتها مشيرا الى انه تحدث عن هذا الموضوع ترامب من اجل الفصل بين وحدات حماية الشعب الكردية، والحدود التركية".

وقال إن ترامب طرح، خلال مكالمة هاتفية "إيجابية للغاية"، أن "نقيم منطقة أمنية عرضها أكثر من 30 كلم على طول الحدود التركية".

وتهدف هذه المنطقة التي طالبت تركيا بإنشائها منذ سنوات عدة، إلى فصل الحدود التركية عن مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا.

محادثات هامة روسية وتركية

ومن جهة اخرى يعتزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال محادثاته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 23 الجاري في موسكو، بحث سبل إعلان ما يسمى المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا على غرار إدلب.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية هامي أكسوي للصحفيين: «قمنا في السابق بتبرير الحاجة لتشكيل منطقة عازلة في سوريا لضمان سلامة اللاجئين، ولكن لم يتم قبول اقتراحنا لفترة طويلة

وأضاف: «سنواصل المفاوضات مع الزملاء الروس وبحث هذه القضية التي سيبحثها الرئيسان الروسي والتركي في 23 الجاري...مؤكدا انه لا يجوز أن يخدم انسحاب الجيش الأميركي من سوريا قوات (مايسمى) بالدفاع الذاتي للأكراد» السوريين الذين تعتبرهم أنقرة منظمة إرهابية، وأشار أكسوي أن استفزازات الإرهابيين في إدلب، لا يمكن أن تعيق وتفشل تنفيذ الاتفاقيات الروسية التركية حول التسوية هناك.

وحول الاجراءات التنفيذية لتطبيق المنطقة الآمنة قال السكرتير الصحفي للرئيس التركي إبراهيم كالن، إن بلاده ستراقب هذه المنطقة بواسطة الجيش والاستخبارات وستتعاون في ذلك مع السكان المحليين.

وأعلنت الخارجية الروسية، أن جولة أستانا المقبلة لبحث الوضع في سوريا، ستعقد في النصف الثاني من شباط المقبل.

من جهة اخرى، قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، إن بلاده لن تتوقف لحين تجفيف مستنقع الإرهاب قرب حدودها شمالي سوري .جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها ألطون، على حسابه في موقع «تويتر»، حول جهود تركيا في مكافحة الإرهاب، وأكد ألطون أن «الإرهابيين» أزهقوا أرواح أكثر من ألفي إنسان بريء في تركيا منذ 2015، منوها بأن غالبية الهجمات الإرهابية التي شهدتها تركيا خطط لها في الشمال السوري، وأضاف "لن نتوقف حتى تحقيق العدالة، ولحين تجفيف مستنقع الإرهاب بجانب حدودنا".

ولابد من التذكير ان الحكومة التركية تستفاد من الضعف الموجود في السياسة الخارجية الاميركية وكذلك التضارب بين المؤسسات القيادية في الولايات المتحدة لتفعيل اطروحتها القديمة بشأن تشكيل ما يسمى المناطق الآمنة في سوريا.

*محمد طاهر