ما هي خيارات البشير إزاء استمرار مظاهرات السودان؟

ما هي خيارات البشير إزاء استمرار مظاهرات السودان؟
الجمعة ٢٥ يناير ٢٠١٩ - ٠٦:٥٠ بتوقيت غرينتش

مع استمرار الاحتجاجات في السودان، ترى صحف عربية أن الحكومة لا تتحرك في الاتجاه الصحيح لحل الأزمة.

العالم - السودان

وبينما تؤكد صحف سودانية أن الرئيس عمر البشير "غير متشبث" بالسلطة، يتحدث بعض الكُتّاب عن "الخيارات" المتاحة أمامه للخروج من الوضع الحالي.

وتشكل الاحتجاجات المستمرة حتى الآن أكبر تحد للبشير الذي وصل إلى سدة الحكم عام 1989.

وبحسب منظمات حقوقية، فإن عدد القتلى خلال الاحتجاجات التي بدأت الشهر الماضي تجاوز 40 شخصا، لكن مسؤولين حكوميين يقولون إنه يقف عند حوالي 29 شخصا.

"خيارات" البشير

نقلت صحيفة المجهر السياسي السودانية عن القيادي بحزب المؤتمر الوطني، علي عثمان طه، قوله إن الرئيس عمر البشير "غير متشبث بالسلطة".

وقالت الأخبار السودانية في عنوان لها: "لجنة التحقيقيات تكشف التفاصيل والحكومة تلاحق المحرضين عبر الإنتربول".

أما صحيفة الصيحة السودانية فقد نقلت عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تحذيره من "جر السودان إلى مستقبل مجهول" ومطالبته بمعاقبة "الفاسدين والمعتدين".

ويتحدث فارس بن حزام في الحياة اللندنية عن خمسة خيارات أمام الرئيس عمر البشير تجاه الأزمة. يقول: "الرئيس يعرف جيداً خياراته المطروحة حالياً، فقد خبرها طوال ثلاثة عقود من الحكم المتلون في تحالفاته. أولها التنحي عن الحكم، وثانيها تسليم الحكومة للمعارضة، وبقاؤه رئيساً إلى انتخابات العام المقبل، وثالثها التنازل قليلاً لأحزاب المعارضة السلمية في الخرطوم، والحركات المتمردة في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، ورابعها الدعوة لانتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، وخامسها الانحناء للعاصفة، لتمضي مثل العواصف السابقة، والأخيرة أَجادَها مراراً ونجح في تفريغ شحنات الغاضبين وأعادهم إلى البيوت أو السجون".

وفي صحيفة السوداني، كتب عبد اللطيف البوني يقول: "الحزب الحاكم ممسك بالقلم أو هكذا يفترض؛ فإن سقط منه عليه أن يلتقطه؛ فإن نجح في ذلك عليه أن يضع سياساته التي تتمخض عنها قرارات نافذة وبعد ذلك يدعو للم الشمل أو الحوار أو التفاهم مع الآخر بعد أن يكفل له حرية التعبير وحرية التنظيم، أما إذا كان هذا الحزب يرى أن هذه أزمة عابرة وأنه قادر على تجاوزها أو أنه قادر على الالتفاف عليها فهذا شأنه".

ويرى الكاتب أن الاحتجاجات "قد وجَّهت رسالة قوية لكافة أهل السودان ولمحترفي السياسة خلاصتها أن المارد الشبابي قد خرج من قمقمه".

أزمة السيولة

ويرى محمد أبوالفضل في العرب اللندنية أن النظام الحاكم في السودان "أخفق حتى الآن في التعامل مع الأزمة الاقتصادية الحادة، ولم يقدم وصفة للعلاج يمكن أن تكون مقنعة، واتجه إلى استهلاك الوقت، عسى أن تذبل التظاهرات، وركل بقوة الكرة في ملعب المعارضة ولجأ إلى نظرية المؤامرة".

ويضيف الكاتب أن الأزمة في السودان "لم تتحرك خطوة واحدة، ولم تفلح المسكنات في تهدئتها ويمكن أن تمضي الاحتجاجات نحو زيادة التصعيد في الشارع، وباتت على النظام السوداني مهمة دقيقة تتعلق بحسم الكثير من خياراته، فالمقبول خلال السنوات الماضية لم يعد صالحا للتعامل مع المعطيات الحالية، لأن الرئيس البشير استهلك الكثير من الفرص، ولم يعد يثق فيه كثيرون، ومن الطبيعي أن يظل مترنحا".

وفي حين نقلت صحيفة اليوم التالي السودانية عن رئيس مجلس الوزراء، معتز موسى، قوله إن "أزمة السيولة ستحل خلال عشرة أيام"، كتب بخاري بشير في السودان اليوم يقول إنه على الرغم من مساعي الدولة في حلحلة أزمات الاقتصاد، إلا أن "أزمة السيولة النقدية ستظل هي الأهم بين كافة الأزمات، ولن تستطيع الدولة أن تجد لها حلاً بعيداً عن إعادة الثقة لجمهور المتعاملين في البنوك".

في نفس الصحيفة، كتب الهندي عز الدين يقول: "مع دخولنا الشهر الثاني للاحتجاجات، لا يلوح في الأفق أن قيادة الدولة والمؤتمر الوطني تتحرك في الاتجاه الصحيح لإعلان ما يمكن أن يوقف مد هذه المظاهرات المتزايد والمتنوع".

وحذّر الكاتب من أن الاستهانة بهذا الحِراك والتقليل من أثره "يعني المزيد من الأخطاء والمزيد من سقوط الشهداء من أبناء هذا الوطن الغالي".